شكلت ظاهرة ركوب قوارب الموت من قبل القاصرين، موضوع لقاء تحسيسي نظمته، أخيرا بكلميم، (جمعية واد نون للهجرة والتنمية) تحت شعار «حتى لا تتكرر المأساة ...» ويأتي هذا اللقاء في إطار الأنشطة الإشعاعية للجمعية وانخراطها في التحسيس بمخاطر هذه الظاهرة بالنظر إلى ما قد ينجم عنها من مأساة إنسانية واجتماعية واقتصادية، وكذا بأبعادها المختلفة. وأكد رئيس الجمعية عبد الله الكوا أن هذا اللقاء، الذي نظم على مدى يومين، يأتي إحياء للذكرى الأولى لحادث الهجرة السرية الذي وقع يوم 17 فبراير 2009 وأودى بحياة 26 شخصا من بينهم 20 قاصرا. ودعا بالمناسبة التلاميذ المستهدفين من هذا اللقاء إلى أخذ العبرة من هذا الحادث حاثا إياهم على العمل والمثابرة من أجل الاستفادة من الخيرات والأمن والاستقرار الذي ينعم به بلدهم المغرب. وأشار في هذا السياق إلى أن الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الكرامة الإنسانية لعبور البحر نحو الضفة الأخرى إذا كان ضروريا، هو التسلح بالعلم وليس المغامرة بركوب قوارب الموت والمتاجرة بأرواح البشر. وتابع المشاركون في هذا اللقاء، الذي حضره أساتذة وجمعويون إلى جانب أسر الضحايا، عرضا قدمته الأستاذتين الباحثتين بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط- أكدال، فاطمة المجيد ونادية الخلوفي، حول المهاجرين السريين من بلدان جنوب الصحراء عبر المغرب. واستمع الحاضرون في ختام هذه التظاهرة لقراءات شعرية تجسد واقع وتداعيات الحوادث المأساوية للهجرة السرية، وتحث على ضرورة تضافر الجهود للحد من هذه الظاهرة التي تنخر عقول الشباب والقاصرين الحالمين بنعيم الضفة الأخرى.