شهد فضاء الفنون والتراث القروي للقرض الفلاحي معرضا يعكس روعة وغنى الزراعة في الواحات وهو أسلوب ذكي ابتكره الإنسان أمام قساوة الظروف المناخية ويعتبر بمثابة نظام زراعي فريد من نوعه وذو بساطة شديدة امتد على مدى عدة قرون. وبالنسبة لمؤسسة القرض الفلاحي، فإن إثارة مثل هذه المواضيع هو من صميم الاهتمام بالثورة الايكولوجية والتنمية المستدامة التي أصبحت الشغل الشاغل للمجتمع الدولي عموما والدول الصناعية على الخصوص؛ هذا الاهتمام الذي انخرط فيه المغرب. ونموذج الزراعة في الواحات نموذج يمكن استلهامه في المغرب وهو ما يمكن تشجيعه من طرف القرض الفلاحي الذي أعطى الانطلاقة لذلك من خلال المعرض، والمبرر هو أنه في مثل تلك الزراعات يتم في انسجام تام استغلال الماء والتربة والطقس عبر نظام يوفر المردودية دون إهدار جميع المحاصيل الزراعية التي أصبحت عملة نادرة في العصر الحالي. فالزراعة في الواحة رغم تميزها بالصبغة التقليدية فهي تنفرد بفعالية أكيدة. فتدبير المياه يكمن في استعمال الوسائل التقليدية (الخطارات والسواقي) ولكنه أيضا يبرز من خلال اعتماد الوسائل العصرية لتجميع المياه على غرار السدود، وهي تجهيزات فعالة مكنت المغرب من إعادة استعمال مياه الأنهار والأمطار أو تجربة تحلية مياه البحر. وفضلا عن الزراعة في الواحات وفر المعرض فضاء مخصصا للتصحر ومصدره والسياسات المعتمدة لمحاربته. وحسب مؤسسة القرض الفلاحي، فهناك عدة مشاريع قيد الإنجاز حاليا لإعادة زراعة النخيل بجهات فكيك وطانطان، فالبيئة الصحراوية أصبحت أكثر هشاشة، فثلثي أشجار النخيل انقرضت في أقل من قرن. وقد ساهمت العديد من المؤسسات التعاونية في إنجاح معرض مؤسسة القرض الفلاحي من خلال طرق إنتاجها الفلاحي الذي أبهر الوفود الأجنبية التي زارت المعرض.