شكل موضوع "الفلاحة على مشارف الصحراء لأي تنمية مستدامة" محور معرض متحفي نظمه، اليوم الخميس بالرباط ، فضاء الفنون والتراث القروي للقرض الفلاحي. ويعكس المعرض ، الذي أراده منظموه مفهوما جديدا للمتحف البيداغوجي والاكتشاف والسفر الحقيقي التكويني للزائر، روعة وغنى الزراعة في الواحات، التي تمثل خير مثال على التنمية المستدامة.
واعتبر المنظمون، في لقاء مع الصحافة، أن هذا المعرض المتحفي "أكثر من مجرد معرض، بل تجربة تستحق أن تعاش" مشيرين إلى أن "هذا المفهوم يعتبر جديدا بالمغرب، فالمعرض المتحفي يمثل سفرا وعودة إلى الأصول. فهو عنوان لهندسة وسينوغرافيا متميزة تضاهي المعايير الدولية".
فعلاوة على الصور والرسوم البيانية واللقى والمقتنيات التقليدية في الموضوع، تمت إضافة مؤثرات صوتية للتذكير بخصوصية الواحات مثل خرير المياه ورياح الصحراء وموسيقى المناطق الجنوبية.
وفضلا عن الزراعة في الواحات، يوفر المعرض فضاء مخصصا للتصحر، ومصادره، والسياسات المعتمدة لمحاربته.
ويمر زائر هذا المعرض المتحفي بفضاء حديث يمثل مغارة تحتوي على نقوش صخرية، ومتحفا يكشف عن قطع قديمة وتقنيات غزل الصوف، وحرث الأرض غيرها.
وأوضح المنظمون أن "هناك مشاريع قيد الإنجاز لإعادة زراعة النخيل بجهات فكيك وطانطان" حيث أصبحت البيئة الصحراوية أكثر هشاشة، نتيجة الظروف المناخية الحالية، وانقرضت ثلثا أشجار النخيل في أقل من قرن على سبيل المثال.
وحسب السيدة كريمة بولهية مزوار المسؤولة عن الفنون والتراث بالقرض الفلاحي بالمغرب، فإن هذا المعرض يتمحور حول موضوع أساس يرمي إلى تعميم التعريف بالفلاحة في المناطق الصحراوية، وتقاسم هذه المعرفة مع الجمهور العريض، والمهنيين، بغية الحفاظ على كل الغنى الذي سيمثله هذا الموروث خلال القرون القادمة.
وأضافت السيدة مزوار أنه "تمت دراسة التصميم السينوغرافي للمعرض بشكل يمكن الزائرين فهم مرحلة بمرحلة، انطلاقا من مختلف مكونات الفلاحة بالوسط الصحراوي، ومرورا بالمتغيرات التي خولت خلق تناغم الواحة والأخطار والإخفاقات التي تواجهها في الوقت الراهن هذه المناطق بسبب الاستغلال السيء من قبل الإنسان، وصولا إلى الظروف المناخية، ومختلف الظواهر والأمراض".
ودعت، بالمناسبة، إلى "تثمين التراث الفريد" الذي يمتلكه المغرب من خلال "تنظيم لقاءات بشكل دوري على غرار المعرض الحالي، أو مختلف المعارض التي تمنح الفرصة للشباب المبدع لعرض فنونهم بجميع الأشكال".
يذكر بأن الدورة الأولى للمعرض المتحفي للقرض الفلاحي بالمغرب تمحورت حول المنتجات المحلية، وعرفت زيارات وفود أجنبية عديدة، ومكنت العديد من التعاونيات من تقديم منتجاتها.