قتل ثلاثة منقبين عن الذهب بعد قصفهم بطائرة مسيرة حولت أجسادهم إلى أشلاء وإصابة آخرين بجروح خطيرة لم يمر على جريمته السابقة أكثر من شهر، والتي راح ضحيتها ثلاثة صحراويين من مخيمات تندوف، حتى قام الجيش الجزائري مرة أخرى بتصفية شباب منقبين عن الذهب شرق "مخيم الداخلة" بدم بارد. ووفق مصادر إعلامية موثوقة، فإن الجيش الجزائري قام أمس الثلاثاء بقصف مجموعة من الشباب الصحراويين بطائرات مسيرة، عندما كانوا بصدد التنقيب عن الذهب بمنطقة "إكيدي" على الحدود الجزائرية الموريتانية. المصادر ذاتها، رجحت أن العملية خلفت سقوط ثلاث ضحايا إضافة إلى جريحين ينحدرون كلهم من مخيمات تندوف، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الجيش الجزائري حاول إخفاء معالم الجريمة من خلال جمع أشلاء الجثث. وقوبلت الفاجعة، بردود أفعال وتنديد من طرف رواد منصات التواصل الإجتماعي، معتبرينها قصفا "إرهابيا" في حق شباب عُزّل ذنبهم الوحيد أنهم ينقبون عن الذهب من أجل لقمة العيش بمخيمات الذل والعار. وتنضاف هذه الفاجعة إلى مآسي أخرى تعاني منها العائلات الصحراوية بمخيمات تندوف، وهي سلسلة طويلة من الأحداث والمجازر التي ارتكبها وما زال يرتكبها الجيش الجزائري في حق المحتجزين بالمخيمات، خاصة منهم المنقبون عن الذهب بالأراضي الجزائرية، حيث سبق أن قام في مرات ماضية بحرق شبان صحراويين أحياء، بعد رميهم في حفر التنقيب وصب الوقود عليهم، وقام في مناسبات متفرقة بقتل عشرات الصحراويين ظلما وعدوانا وأحيانا كثيرة بغرض التسلية، كما سجلت حوادث إطلاق قذائف من طائرات عسكرية على سيارات مدنية دون التحقق منها أو تحذيرها أو حثها على التوقف. بشاعة وفظاعة أفعال الجيش الجزائري في حق سكان المخيمات، وصلت حد التنكيل بجثث بعض الضحايا، كانت آخرها جثة شاب صحراوي قبل سنة ونيف، حيث تسلمته عائلته بعد شق الأنفس لتجده مسلوب الأعضاء منزوع الأحشاء، في جريمة اهتزت لها المخيمات، وكانت السلطات الجزائرية تريد أن تدفن الشاب بشكل سري بعد أن أطلقت عليه النيران بدم بارد دون جريمة تذكر .