[email protected] أقدم الجيش الجزائري على جريمة تصفية بشعة في حق شابين منقبين عن الذهب جنوب ما يسمى "ولاية الداخلة" في فصل جديد من فصول الانتهاكات الجسيمة في حق الصحراويين بمخيمات تندوف، على مرأى ومسمع من جبهة البوليساريو التي جسدت تبعيتها بإلتزام الصمت في حق تلك الجرائم. ووفقا لتسجيلات صوتية تحصلت عليها "كود"، فإن الواقعة الأليمة تمت الإثنين، على بعد 60 كيلومترا جنوب "ولاية الداخلة" بمخيمات تندوف، حيث كان ثلاثة شبان بصدد التنقيب عن الذهب بحفرة معروفة عمقها ما يناهز السبعة أمتار. وأوضح متحدثون في التسجيلات، أن منقبين إثنين نزلا إلى الحفرة، فيما بقي واحد على السطح على مقربة من السيارة رباعية الدفع التي تنقلهم مكلفا بمهمة الحراسة والتبليغ في حالة ملاحظة أي تحركات للجيش الجزائري، بيد أنه بمجرد نزولهم لعمق الحفرة، لاحظ المكلف بالحراسة قدوم عناصر بالجيش الجزائري ليعمد على الفرار باستعمال السيارة ويترك رفاقه داخل الحفرة. وأكد متحدثون، أن الشابين عمدا على الإختباء والتحصن داخل الحفرة مخافة إلقاء القبض عليهم من طرف الجيش الجزائري، والذي وصل لعين المكان بشكل سريع، حيث قام بجمع كل الآليات المستعملة في عملية الحفر والتنقيب ورميها داخل الحفرة التي يتواجد فيها الشابان. وأفاد المتحدثون، أن الجيش الجزائري عمِل على صب البنزين على الآليات والشابين وإشعال النار في الحفرة، إذ لم تنفع استغاثات الشابين ولا توسلاتهما في تجنيبهما محرقة الجيش، ليفارقا الحياة حرقا وتتعرض جثثهما للتفحم بعد ساعتين من تعريضها للنيران المستعرة دون رحمة أو شفقة. وفي سياق متصل، أقدم الجيش الجزائري على تسليم جثتي الشابين لحبهة البوليساريو التي إلتزمت الصمت مُعرضة عن إبداء أي موقف من الجريمة النكراء التي إهتزت لها أركان الرأي العام المحلي في مخيمات تندوف، لتقوم بنقلها نحو مستشفى "ولاية الداخلة" وتُخطر أهالي الشابين المنحدرين من قبيلتي الركيبات سلام والبرابيش بالجريمة اللا إنسانية البشعة المرتكبة من طرف الجيش الجزائري. ومن جانب آخر، أورد متحدثون آخرون أن الجريمة النكراء ليست الأولى التي يُقدم عليها الجيش الجزائري، إذ سبق له سجن شباب وتعذيبهم وتعريضهم للرصاص الحي ما أسفر عن جرح عديد منهم وإتلاف سياراتهم، وهي الإنتهاكات الجسيمة التي لم تُكلف الجزائر نفسها توضيحها أو تقديم إعتذار عنها او حتى التطرق لها. ويحفل سجل الجيش الصحراوي بعديد قضايا القتل والتصفية خارج القانون في حق الصحراويين، إذ سبق له إستهداف قتل العديد من الشباب العُزل المنحدر من مخيمات تندوف بدم بارد وجرح العشرات منهم إثر مطاردات نواحي مخيمات تندوف، وسط حالة من الصمت التي إستلهمتها جبهة البوليساريو متغاضية عن الإتيان بحق ذويهم في متابعة السؤولين عن تلك الجرائم الممنهجة والتصفية العرقية للصحراويين.