علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع، أن الجيش الجزائري قصف، في ساعات مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، منقبين "صحراويين" عن الذهب وآخرين حاملين للجنسية الجزائرية، على مستوى منطقة "إكيدي" جنوب مخيم الداخلة فوق التراب الجزائري؛ وهو ما أسفر عن مقتل ثلاثة شباب صحراويين على الأقل، فيما لم يتم تحديد عن الجرحى إلى حد الساعة، وهي المنطقة نفسها التي شهدت منذ سنوات حادثة إحراق شابين صحراويين وهم أحياء على أيدي عناصر من الجيش الجزائري. وأكد المصدر، الذي مد هسبريس بمقطع فيديو وتسجيلات صوتية توثق للحادث، أن "مصدر القصف كان طائرة هليكوبتر تابعة لسلاح الجو الجزائري، حيث عمد الجنود الذين كانوا متنها إلى قصف المنقبين بينما هم منهمكون في أعمال التنقيب بقذيفة صاروخية قبل أن يتم استعمال السلاح الرشاش لتصفية المتبقي منهم". وأشار مصدر هسبريس إلى أن "الحادث أسفر عن مقتل ثلاثة شبان صحراويين من ساكني المخيمات؛ من بينهم ابن مسؤول في جبهة "البوليساريو"، إضافة إلى عدد مجهول من المواطنين الجزائريين الذين نقلت السلطات الجزائرية جثثهم على عجل إلى ولاية تندوف وسط تعتيم إعلامي"، مرجحا أن العدد الإجمالي للضحايا يبلغ أكثر من تسعة قتلى ومجموعة من الجرحى بما أن الاستهداف كان مُباشرا واستهدف جمعا من المنقبين. وأظهر مقطع الفيديو، الذي توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، جثثا لمنقبين بالقرب من حفرة كانت تستغل في أعمال التنقيب؛ وهو ما يؤكد فرضية الاستهداف المُباشر، في وقت لم تجرأ فيه وسائل الإعلام الجزائرية على الخوض في الموضوع. جدير بالذكر أن سلاح المدفعية الجزائرية كان قد قصف، بداية الشهر الحالي، مجموعة من المنقبين "الصحراويين" والموريتانيين على مستوى منطقة "گيوارات" الجزائرية بالقرب من الحدود مع موريتانيا، حسب ما كان أفاد به مصدر موريتاني مطلع لجريدة هسبريس، الذي أكد تكرر حوادث استهداف المنقبين عن الذهب بالرصاص الحي من لدن الجيش الجزائري. من جهته، كان محمد حسن المحمود العلوي، رئيس الاتحاد العام للمنقبين عن الذهب، قد ندد، ضمن تصريح لهسبريس، بردة الفعل الجزائرية المُبالغ فيه تجاه مدنيين عزل يبحثون عن لقمة العيش، مطالبا في الوقت السلطات الجزائرية بالإفراج عن جميع المنقبين الذين كانت قد اعتقلتهم على خلفية تدخلاتها في المناطق الحدودية.