دعا المفوض الأوروبي السابق، اللورد باترين، الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية ، إلى مطالبة إسرائيل بإنهاء حصار غزة، قائلا إن على الأوروبيين أن يتحملوا مسؤوليتهم الدولية لمساعدة 1.5 مليون محاصر في غزة. جاء ذلك في مقاله بصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية تحت عنوان "نحن نخذل غزة" الذي استهله بمفارقة جاءت في تقارير مطلع هذا الشهر تفيد بأن مدن جنوب إسرائيل، القريبة من غزة، تشهد حالة من النمو في العقارات وبناء مجمعات التسوق، وحتى في السكان. في حين أن غزة - يتابع باترين- ما زالت، بعد عام من العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل، بين الأنقاض وما زالت آلاف العائلات الفلسطينية المشردة تعيش في خيم بالقرب من أنقاض منازلها المدمرة. وعزا الكاتب هذا الافتقار إلى إعادة الإعمار في غزة إلى السياسة الإسرائيلية ، وليس إلى تراجع التعهدات الدولية بتقديم المساعدات. فسياسة الحصار ، التي تفرضها السياسة الإسرائيلية منذ أواسط 2007، جعلت من إعادة بناء آلاف المنازل والمدارس والمشافي أمرا مستحيلا، لا سيما أنه لم يدخل إلى القطاع ، منذ العملية العسكرية أواخر 2008 ، سوى أربعين شاحنة من مواد البناء. ونبه إلى أن قلة البناء في غزة فاقمت دائرة لا منتهية من النقص في الاحتياجات المختلفة التي تؤثر بشكل خطير على الحياة اليومية والصحة العامة، لأن الحصار يعني منع أو تأجيل دخول السلع التجارية والمساعدات الإنسانية. تدمير مجتمع متحضر واستشهد الكاتب بما قاله رئيس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين في غزة ، جون غينغ، الذي وصف الحصار بأنه "يمهد الطريق أمام تدمير مجتمع متحضر". وبعد أن أثنى على التصريحات الأوروبية الأخيرة ، التي وصفت الوضع الراهن بأنه غير مقبول، قال باترين إن الوقت قد حان كي يضغط الاتحاد الأوروبي على أكبر شريك تجاري له ، وهو إسرائيل، والارتقاء إلى مستوى خطابه لإنهاء الحصار. وقال إن الحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن أحد هي أن العدوان الإسرائيلي على غزة كان من فعل قوة محتلة لشعب محتل، فلا مجال للنسبية الأخلاقية في مسائل القانون الدولي. وبما أن إسرائيل تبقى قوة محتلة، فيتعين عليها أن تتحمل مسؤوليتها وتوفر الاحتياجات الأساسية للشعب الذي تحتله، وهذا ما نص عليه البند الرابع في ميثاق جنيف. كما ذكَر الكاتب بأن الفاتورة، التي يدفعها المانحون الدوليون -والتي تأتي من أموال الضرائب- بسبب الاحتلال والحصار، قد ارتفعت إلى ما يقرب من 1.5 مليار دولار. وفي الختام، دعا الكاتب الاتحاد الأوروبي إلى إبلاغ إسرائيل صراحة بضرورة إنهاء الحصار، مشيرا إلى أن الكلمات يجب أن تقترن بتحرك دبلوماسي فاعل، لأن الإخفاق في ذلك يعني "أننا نخذل العائلات التي ما زالت تعيش على أنقاض منازلها، في حين أن الشاحنات المحملة بمواد البناء لا تبعد عن المعابر سوى أميال". كما أن الاستمرار في الحصار -يتابع المسؤول الأوروبي السابق- يعني تأسيس جذور المرارة والصراع في المستقبل.