شدّد عضو مجلس اللوردات البريطاني، اللورد نظير أحمد، على أنّ السلام لا يمكن أن يتحقق في منطقة الشرق الأوسط بدون تطبيق حق عودة الفلسطينيين، وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه اللورد أحمد في الجلسة الافتتاحية للملتقى العربي الدولي لحق العودة، الذي افتتح أعماله الأحد (23/11) في قصر المؤتمرات بدمشق. وعبّر عضو مجلس اللوردات البريطاني، عن امتنانه لتلقيه دعوة لحضور هذا المؤتمر التاريخي ، مؤكداً دعمه وتأييده لحق عودة الفلسطينيين إلى وطنهم. وقال أحمد لا سلام حتى يعود كل فلسطيني إلى مدينته وقريته، لا سلام حتى يُزال كل حاجز إسرائيلي، وحتى يخرج كل معتقل فلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي . وقال اللورد أحمد شكراً للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، على جهودها وتحريكها ثلاث رحلات بحرية من قبرص إلى غزة، والتي كان هو على متن الرحلة الثالثة منها ضمن وفد برلماني أوروبي. وعرض اللورد نظير أحمد مشاهد رآها من واقع الحصار وقال إنه لعار على باقي العالم أن يشاهد ما تمارسه إسرائيل من جرائم بحق المليون ونصف المليون فلسطيني في غزة عبر هذا الحصار . واعتبر اللورد البريطاني أنّ ذلك ما كان له أن يتم لولا التواطؤ الأمريكي مع الجانب الإسرائيلي. ومضى اللورد أحمد قائلاً علينا أن نمارس الضغوط على الاتحاد الأوروبي من أجل التدخل لرفع الحصار المفروض على غزة . وانتقد اللورد أحمد الموقف المصري الذي اتهمه بأنه يفرض الحصار على قطاع غزة، وقال يجب على مصر أن تنهي حصار غزة . وأعاد عضو مجلس اللوردات البريطاني إلى الأذهان منع الحكومة المصرية وفداً برلمانياً أوروبياً مكوّناً من ثلاثة وخمسين نائباً، من عبور الأراضي المصرية باتجاه معبر رفح، للتضامن مع الفلسطينيين المحاصرين في القطاع والاطلاع على معاناتهم. وقال اللورد أحمد إنّ المسؤولين الصهاينة وداعميهم الأمريكيين يستخدمون الآن مع حركة حماس ما استخدموه مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسعي إلى عزلها وفرض الحصار عليها، مستشهداً بقول رئيس البرلمان الصهيوني السابق له خلال لقاء جمعه به على إثر زيارة الرئيس عرفات المحاصر في مقرّ المقاطعة برام الله: إننا لا يمكن أن نتعامل مع هؤلاء الإرهابيين . وشدّد اللورد أحمد على أنّ حركة حماس هي القيادة المنتخبة، التي اختارها الشعب الفلسطيني ، ويجب احترام خيارات الشعب والتعامل مع ممثليه، كما قال. واستهجن عضو مجلس اللوردات البريطاني السياسات الأمريكية بحق المنطقة، منبهاً في الوقت ذاته إلى أنه ليس معادياً لأمريكا ، وإنما هو ينتقد السياسات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية، معبِّراً عن تضامنه مع سوريا إزاء الغارة الأمريكية على البوكمال قرب الحدود العراقية. وشاركت في أعمال الملتقى خمسة آلاف شخصية، يتقدمهم عدد من كبار القادة الفلسطينيين والشخصيات العربية وبرلمانيين وسياسيين وممثلي مجتمع مدني من أوروبا وأنحاء العالم. وتقدّم المتحدثين في افتتاح الملتقى الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، والرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، والقيادي البارز في حركة فتح فاروق القدومي، ومطران القدس المُبعد هيلاريون كبوجي، وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية.