أجرى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مساء يوم الأربعاء (22-4) حوارًا عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة الفيديو كونفرانس مع عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني، حيث رد على بعض الاستفسارات والأسئلة التي طرحها الأعضاء. وأوضح مشعل خلال كلمته أن الفرصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط مواتية لكن مدخلها الوحيد هو الضغط على إسرائيل ، معتبرًا أن تجاهل القضية الفلسطينية وتركها دون حل سيؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة . واتهم مشعل الكيان الصهيوني بإفراغ كل مشروعات التسوية من محتواها، مضيفًا أن الطريق إلى السلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال و تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وامتلاك سيادته وتمكينه من دولة مثل كل شعوب العالم . وأوضح أن المقاومة لدى حماس هي وسيلة وليست غاية ، موضحًا: لو وجدنا وسيلة لإنهاء الاحتلال غير المقاومة لاستخدمناها ، مشيرًا إلى أن حماس حركة تحرر وطني تسعى إلى التخلص من الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية وحقوقه المشروعة . وأكد مشعل أن الاحتلال لن يتمكن من هزيمة الفلسطينيين رغم امتلاكه للقوة العسكرية، قائلاً: إسرائيل أقوى منا، لكن القوة وحدها لا تحسم المعركة، وقد حاولت إسرائيل أن تحسم المعركة عسكريًّا أكثر من مرة لكنها فشلت . واعتبر أن أوروبا لاعب مهم في قضايا المنطقة، وأن لها خبرة ومعرفة وتجربة لا يملكها الآخرون ، مؤكدًا أن حركته تنتظر من الأوروبيين دورًا إيجابيًّا في حل القضية الفلسطينية، وأن السياسة الخارجية الأميركية تجاه القضية لم تتغير . وقد واجهت الكلمة صعوبات فنية حالت دون استكمال الحوار بين مشعل والبرلمانيين البريطانيين عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيه مشعل مباشرة مع مجلس العموم البريطاني، رغم أنه استقبل أكثر من مرة عددًا من النواب في دمشق. والحدث من تنظيم عضوة البرلمان كلير شورت الوزيرة السابقة في حكومة توني بلير العمالية، والتي انسحبت منه احتجاجًا على غزو العراق عام 2003، وساعدها في تنظيم الحدث النائب عن حزب الليبراليين الديموقراطيين اللورد جون الديردايس . وكان علي بركة نائب ممثل حماس في دمشق قال في تصريحات سابقة إن لكلمة مشعل دلالات عدة أهمها أن مجلس العموم البريطاني بهذه العلاقة مع حماس يعترف بهذه الحركة كحركة تحرر وطني وليست حركة كما يصفها البعض إرهابية . وأشار إلى أن تلك الكلمة تؤكد فشل سياسة العزل الأمريكية تجاه الحركة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006، حيث فازت حينها بـ60% من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. كما أن التواصل شبه اليومي مع حماس من قبل الاتحاد الأوروبي هو دليل على أن الحركة هي أحد ممثلي الشعب الفلسطيني الشرعيين. يشار إلى أن الكيان الصهيوني احتج بشكل رسمي على هذا الخطاب، وتوجهت سلطات الاحتلال إلى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ورئاسة البرلمان في بريطانيا، مطالبةً بإلغاء هذه المبادرة بدعوى أن مشعل زعيم منظمة إرهاب بشعة وفق القانون البريطاني والأوروبي، بينما اعتبر منظمو الحدث من نواب البرلمان البريطاني -بحسب هيئة الإذاعة البريطانية- أن الاستماع إلى مشعل ضروري، آملين أن يؤدي ذلك إلى إقناع واشنطن والحكومات الأوروبية إلى مراجعة سياستها تجاه حماس .