بدأنا منذ مدة ليست بالقصيرة نرى ونسمع في أغلب النصوص العربية المكتوبة أو المسموعة خروجا سافراً عما حددته القواعد وأثبتته الشواهد الخاصة بها مما أصبح يهدد وجودها بآفة الضعف ثم الانهيار، ومساهمة مني في الحفاظ على جسم لغتنا الأصيلة سليما معافى أعرض على القراء الكرام جملة تصحيحات لأخطاء تم رصدها فيما يأتي: 1 مرفوقاً بمعنى مصحوباً، وصحيحا مُرفقا لأن الفعل الذي يعني »صحب« هو »أرفَقَ« وليس »رَفَق« الذي هو بمعنى »رأف« و »عطف«. وتأتي في سياقها كلمة »مَرَافق« بفتح الميم التي يكون المقصود بها البنايات الفرعية التابعة للبناية المركزية بمعنى المصاحبة لها ،وهذه يقال فيها أيضاً ما قيل في الكلمة السابقة ، وعليه يكون الصحيح لكلمة »مرافق« هو »مُرفقَّات«. 2 المِرآبُ بمعنى مكان إصلاح محركات السيارة وما قاربها وصحيحها هو »المرأب« فاسم المكان من فعل »رأَبَ« يكون على وزن »مَفْعل« وفي نفس السياق نجد أن هذه الكلمة أصبحت تُستعمل عوض كلمة »مستودع« المقصود به المكان الذي تحفظ فيه السيارات وهو خطأ. 3 الحُليّ بالسدة على الياء وصحيحها »الحُلى« بضم الحاء أو »الحِلي« بكسرها دون شدة لأن مفرد الكلمة هو »حُلية« بضم الحاء أو كسرها فيكون جمعها وفق القاعدة هو »حُلى« كما نقول في »مُدية« »مُدى«. 4 العُزَّل بالشدة على الراء وصحيحها »العُزْل بدون شدة لأن مفرد الكلمة هو »أعْزل« على وزن »أفعل« الذي يكون جمعه على وزن »فُعْل« كما نقول في »أصفر« »صُفْر« و »أحمر« »حُمْر« و »أعْمى« »عُمْيٌ«. 5 »لَقَّوْا« بفتح ما قبل الواو وصحيحها »لقوا« بضم ما قبله لأن الفعل معتل بالياء، فتبقى الضمة قبل الواو ضرورية لتأكيد أن المحذوف ليس ألفاً كما هو الحال في فعل »سعى« مثلا المعتل بالألف فهذا ينبغي فيه إظهار الفتحة قبل الواو لتأكيد أن المحذوف ألف. 6 استَمَرَّيْتُ بتشديد الراء وإبقاء الادغام وصحيحها »استمْرَرْتُ« لأن الفعل الصحيح المرغم ينبغي فك إدغامه عند إسناده الى التاء المتحركة أو »نون النسوة« أو »نا« الدالة على الفاعل . 7 المُعدَّات بكسر العين، وصحيحها »المُعَدّات« لفتحها لأن المقصود هو أن شياء المعَدَّة من طرف الشخص المُعدّ فينبغي الإتيان بها في صيغة اسم المفْعول. 8 المُدَرَّج« بمعنى الطريق المعبدة التي تهبط وتنطلق منها الطائرات وصحيحها هو »المَدْرَج« بفتح الميم وسكون الدال لأن فعل الكلمة هو »دَرجَ« التي تعنى الطائر إذا مشى ويكون اسم المكان منه هو »مَدْرج«. أما »المُدَرَّج« بضم الميم والشدة على الراء فهذا يعني المكان الذي توجد به أدراج ويطلق غالبا على قاعات المحاضرات التي تحتوي أدراج متفاوتة العلو حتى يتسنى للطلبة رؤية وتتبع الأستاذ المحاضر . 9 »الخَوصصة« وصحيحها »الخصْخصة« لأن الفعل المشتق منها هو فعل »خصَّ« وهو لا يتضمن حرفا زائدا كالألف الذي يتطلب تحويله إلى واو عند صياغة المصدر منه وإنما يُكتفى فيه بفك إدغامه. 10 »مُدراء« والصحيح هو »مديرون« لأن مفرد الكلمة هو »مُدير« ، جاء في صيغة اسم الفاعل لفعل »دار« وهذا لا يأتي الجمع منه على وزن »فُعلاء« بل على صيغة جمع المذكر السالم على خلاف ما هو معمول به بالنسبة للصفة المشبهة أو ما يأتي على صيغة المبالغة على وزن »فعيل« كعظيم وشريف و »أمين« حيث يأتي جمعها على وزن »فعلاء« فتقول »عُظماء« و »شُرفاء« و »أمناء«. 11 الغَذَاء« بفتح الغين عند قصد كل ما يُتَغذَّى به والصحيح هو »الغِذاء« بكسر الغين أما الغَذاء بفتحها فتعني الوجبة التي يتم تناولها في منتصف النهار أو ما قاربه. ويدخل في سياقها كلمة »عَشاء« بفتح العين فهذه تعني وجبة المساء، أما بالكسر فتعنى الوقت المحدد للصلاة الموالية لصلاة المغرب. 12 »مواعيد« وصحيحها »مواعد« إذا كان المقصود بها الأوقات المحددة للقاء أو عرض شيء أما إذا كانت جمعاً لكلمة »موعود« فهذه يكون جمعها على مواعيد صحيحا لأن الحرف الزائد في المفرد لابد أن يظهر عند الجمع. 13 »مغلوق« و »مقْفول« و »مَبْيوع« وصحيحها هو »مُغلق« و »مُقفل« و »مَبيع« لأن فعل الأولى والثانية هو »أغلق« و »أقْفل« وهما فعلان تزيد أحرف كل منهما على ثلاثة ويكفي عند صياغتهما صياغة اسم المفعول زيادة ميم مضمونة في الأول وفتح ما قبل آخرهما. أما كلمة »مبيع« فأصلها عند صياغتها صياغة اسم المفعول هو »مَبْيُوع« ولكن القاعدة تقول بضرورة نقل حركة الضم التي هي على الياء إلى الحرف الصحيح الذي هو الباء ، فهو يتحملها أكثر مما يؤدي الى اجتماع ساكنين هما الياء والواو فيحذف الحرف الذي ليس من أصل الكلمة وهو الواو فتصير »مَبْيعٌ« بعدها تعطى لحرف الباء الحركة المناسبة للياء وهي الكسرة فتصير »مَبيع«. 14 ابتداءاً ومساءاً والصحيح كتابتهما هكذا »ابتداءً« و »مساءً« لأن الهمزة إذا جاءت بعد ساكن ميت الذي هو الألف هنا لا ينبغي إضافة ساكن ميت آخر إليه أما في حالة مجيئها بعد ساكن حي عندها يلزم الإتيان بالألف وعليه فتحتان مثل »جُزءاً« و »بَدْءاً«. 15 »تنعي وفاة شخص ما« والصحيح »تنعي شخصا ما لأن كلمة »تنعي« تتضمن لذاتها الإخبار بالوفاة. 16 المُلفت للنظر أو الانتباه والصحيح هو »اللاَّفت« لأن الفعل هو »لَفَت« وليس »ألْفَت«. 17 »اشتريت تلفزة« والصحيح اشتريت جهاز تلفزة لأن كلمة »تلفزة« تعني عملية إرسال المرئيات. ونختم هذه التصحيحات بالإلحاح على ضرورة اعتماد المفردات والتعبيرات العربية في حال توفرها بدل اعتماد غيرها من المفردات والتعبيرات الأجنبية فتستعمل بدل »الديمغرافي و »الأوتوماتيكي« و »اللوجيستيكي« مرادفها في لغتنا الذي هو »السكاني« والذاتي والتلقائي« و »التمويني والتجهيزي« الخ... والى عرض تصحيحي آخر بحول الله والسلام.