النقابة الوطنية للصحافة المغربية تفوز بالرتبة الأولى في انتخابات ممثلي العاملين بالمجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حازت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على الرتبة الأولى في انتخابات ممثلي العاملين بالمجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي تم تنظيمها يوم 20 يونيو 2023، تقدمت للترشح فيها 6 لوائح تتبارى على مقعدين اثنين، وشارك فيها 1162، فيما الأصوات المعبر عنها ناهز 1054 صوتا.
وحصلت اللائحة رقم (2) التي تمثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على أكبر عدد الأصوات، والذي بلغ 334 صوتا، بفارق مهم عن اللائحة التي جاءت في المرتبة الثانية. وقد شارك جميع المنتمين للشركة الوطنية في هذه الانتخابات من اداريين وتقنيين وصحفيين، كما وضعت مكاتب التصويت في جل المحطات الجهوية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حتى يتمكن الجميع من التعبير عن صوته في اختيار من يمثله في المجلس الإداري للشركة. ومرت العملية الانتخابية في جميع مراحلها، في أجواء ديموقراطية سليمة، ميزها التنافس الحضاري واحترام التعددية والتنوع والاختلاف.
إن هذه المكانة التي تبوأتها لائحة النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تُعبر عن الكثير من الدلالات ذات الأبعاد المختلفة، وتَحمل في طياتها رسائل مهمة، كما تنم عن "الذكاء الانتخابي" الذي تتمتع به الأصوات التي اختارت لائحة النقابة الوطنية، خلال هذه الظرفية الدقيقة التي تجتازها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، المقبلة على مرحلة حاسمة في التحول إلى الشركة القابضة أو الهولدينگ الاعلامي، وما يَحُوم حول هذا الانتقال من غُموضٍ كبير، وانعكاساته المرتقبة، ماديا ومعنويا ومهنيا، على العاملين والعاملات في الشركة الوطنية حاليا.
إن قياس انتصار النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في هذا الاستحقاق الهام، الذي له رمزيه بليغة، لا يستقيم، إلا بجعله في موازاة مع الوزن والامتداد الذي تحظى بهما النقابة الوطنية، والثقة الكبيرة التي وضعها فيها العاملون والعاملات بشتى أصنافهم وتخصصاتهم، لتكون حصنا نقابيا منيعا يدافع عن الحقوق وينتزع المكتسبات، بمسؤولية والتزام.
إن الرهانات القادمة داخل قطب الإعلام العمومي، نجد لها الصدى القوي في اختيار النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لتستجيب لانتظارات العاملين والعاملات، ليس فقط باعتبارها وسيطا اجتماعيا فحسب؛ وإنما أيضا كنقابة مهنية، تتطلع لتكون شريكا أساسيا في الارتقاء بمهنة الصحافة التي باثت تتعرض لهزات عنيفة تفرضها الرجة الرقمية التي لا تُقاوم، والتي لن يسلم من ريحها الجارف، حتى الاعلام العمومي. فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هو كيف يمكن استثمار هذه الثقة التي حظيت بها النقابة من طرف العاملين والعاملات داخل الشركة الوطنية، جهويا ومركزيا؟
لابد من الإشارة إلى أن ما حصلت عليه النقابة الوطنية من نتائج غير مسبوقة في انتخابات يوم 20 يونيو، ناتج بالأساس عن الدينامية التواصلية والتنظيمية المهمة التي عرفتها النقابة الوطنية داخل الشركة في السنوات الأخيرة، من تجديد الهياكل، وبناء اللجن النقابية في مجموعة من المديريات والقنوات، بالإذاعة والتلفزة، توجت بتأسيس التنسيقية النقابية التي اشتغلت على الترافع لتحقيق الملف المطلبي وفق أجندة ترافعية مستمرة ودائمة. وأيضا؛ ما رافق هذه الانتخابات من مجهود جماعي جبار، ودينامية تواصلية، شارك فيها الجميع كل واحد من موقعه، بروح تضامنية عميقة، تصبو إلى "وحدة الهدف"، وهو أن تتبوأ النقابة الوطنية للصحافة المغربية الريادة والصدارة وهي مكانتها الطبيعية. فهذا العمل المشترك أثناء الحملة الانتخابية يجب اتمامه واستثماره في المستقبل وجعله مهمة استراتيجية داخل النقابة.
وعلى هذا الأساس؛ على النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن تفهم جيدا معاني هذه الأغلبية التي حظيت بها في انتخابات التمثيلية داخل المجلس الإداري، فكما هو معروف فهي انتخابات لها دلالات وخصوصيات مختلفة، وعليها الاشتغال المستمر مع العاملين والعاملات، بمختلف تخصصاتهم المهنية، مركزيا وجهويا، والعمل على اعداد ملفات مطلبية دقيقة في كل القنوات والاذاعات والمديريات، مع مراعاة الخصوصيات، وترتيب الأولويات، ونهج سياسة تواصلية دائمة، فاعلة مثمرة.
إن ميزة النقابة الوطنية للصحافة المغربية، هي الدفاع عن الحقوق المادية والاجتماعية للعاملين والعاملات، وأيضا الاشتغال على تجويد مهنة الصحافة والاعلام والارتقاء بها وتحصينها حتى تتمكن من القيام بوظائفها الحقيقية.