نزاع الصحراء و ملفات الغاز و الأزمة الأوكرانية في صدارة المباحثات تتحول الرباط ابتداء من يومه الاثنين نهاية الشهر الجاري الى قبلة لعدد من أبرز المسؤولين السياسيين، ضمن جهود إقليمية و دولية لحلحلة قضايا الوضع الإقليمي و الدولي .
المتحدث باسم الخارجية الامريكية، نيد برايس، أكد الخميس الماضي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيحل بالمغرب أين سيجتمع بنظيره المغربي ناصر بوريطة ومسؤولين حكوميين كبار آخرين لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية و ملفات التعاون الثنائي.
وبالرباط أيضا سيلتقي المسؤول الأمريكي بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لبحث مسألة الأمن الإقليمي والتطورات الدولية.
زيارة بلينكن للرباط سبقتها خطوة معبرة لسفارة الولاياتالمتحدةبالرباط , التي أوفدت قبل أيام فريق عمل لمدينتي العيون والداخلة، للقاء مستفيدين من برامج التنمية الاقتصادية المدعمة من طرف مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية( MEPI ), مما يعكس التزام واشنطن بموقف الاعتراف بمغربية الصحراء .
بعد المغرب سيتوجه الوزير بلينكن بعد ذلك إلى الجزائر العاصمة لعقد اجتماعات مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمتان لعمامرة لمناقشة الأمن والاستقرار الإقليميين.
موقع «أكسيوس» الأمريكي كشف بدوره في وقت سابق أن بلينكن يهدف من خلال زياراته إلى «إظهار استمرارية التزام الولاياتالمتحدة بقضايا المنطقة» و أضاف أن زيارة وزير خارجية الأمريكي للبلدين المغاربيين تأتي تزامنا مع «توترات متصاعدة في الأشهر الأخيرة بين الجزائر والمغرب بشأن الصراع في الصحراء المغربية».
تزامنا مع ذلك نقل موقع العربية عن مصدر مغربي لم يكشف هويته ترجيحه أن يؤكد بلينكن خلال زيارته للمغرب عدم وجود تغيير في موقف الإدارة الأميركية من قضية الصحراء المغرب ، واستمرار اعترافها بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة .
وكانت نائبة بلينكن، ويندي شارمان، قد زارت الرباطوالجزائر قبل أسبوعين ومهّدت لزيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة، وكشفت مصادر متطابقة أن المسؤولة الأمريكية نقلت الى الجزائر طلبا أمريكيا ملحا بإعادة تشغيل أنبوب الغاز الأورو مغاربي الذي يجتاز المغرب لمواجهة تعثر مسارات تمويل أوروبا من الغاز الروسي لكن الرئاسة الجزائرية رفضت باصرار الطلب الأمريكي , الذي سيكون حسب المتتبعين ضمن أجندة مباحثات رئيس الدبلوماسية الأمريكية مع المسؤولين الجزائريين .
ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية سيكون بدوره حاضرا بقوة في أجندة المسؤول الأمريكي مستفيدا من الزخم الإيجابي الذي خلفه الموقف الأخير لإسبانيا المزكي لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل سياسي للخلاف الإقليمي مما يقوي دبلوماسيا و سياسيا قرار البيت الأبيض الأمريكي المعترف بمغربية الصحراء و يكسبه راهنية تعضد المسار السياسي الذي تسهر عليه الأممالمتحدة و تدفع به الى الأمام مع ما يتطلبه الامر من إرادة صادقة للجزائر للانخراط في المسلسل الأممي بصفة ظرف أساسي في معادلة الحل السياسي المحتمل .
ملف الأزمة الأوكرانية في ضوء الاجتياح العسكري الروسي سيكون بدوره حاضرا بقوة في رزنامة وزير الخارجية الأمريكي الذي سيحاول جاهدا حشد الدعم السياسي للموقف الأمريكي المدين للحرب الروسية من دول مجموعة الشرق الأوسط و شمال افريقيا، بعد أن بددت مؤشرات التقارب الأمريكي الإيراني غير المكتمل بعضا من منسوب الثقة في الإدارة الامريكية من بعض حلفائها التقليديين .