أطلقت مستشفيات الهند الجمعة مناشدات عاجلة للحصول على الأكسجين مع بلوغ انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد مستويات مروعة، في حين أعلنت اليابان حالة الطوارئ في العاصمة طوكيو ومدن أخرى، وأوصت السلطات الصحية في أميركا باستئناف التطعيم بلقاح "جونسون آند جونسون". لليوم الثاني على التوالي سجلت الهند يوم أمس الجمعة أعلى حصيلة يومية من الإصابات بكورونا في العالم، إذ تجاوز عدد الإصابات الجديدة 330 ألفا، في الوقت الذي يرزح فيه نظام الرعاية الصحية تحت وطأة المرضى والحوادث ونقص الأكسجين.
وشددت العديد من مناطق الهند القيود، حيث فرضت العاصمة إغلاقا، في حين جرى حظر جميع الخدمات غير الأساسية في ماهاراشترا، أما ولاية أوتار براديش التي تعد 240 مليون نسمة فستفرض إغلاقا في عطلة نهاية الأسبوع.
قيود على الحركة.
وقال مايك رايان مدير إدارة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية الجمعة إن على الهند أن تفرض قيودا على الحركة والاختلاط لتقليص الارتفاع الحاد في حالات العدوى.
ووصف رايان الحد من انتشار المرض في الهند بأنه "مهمة صعبة للغاية". وقال "علينا أن نقلص الاختلاط بكل ما في وسعنا لخفض العدوى، الحكومة الهندية تدرس القيام بذلك".
ويوم الخميس سجلت الهند أيضا رقم إصابات يوميا قياسيا يبلغ 314 ألفا و835 شخصا. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت البلاد زيادة هائلة في الإصابات اليومية بالفيروس، وتم اكتشاف سلالة جديدة لأول مرة في الهند، مما دفع العديد من مدن البلاد إلى إعلان قيود للحد من انتشار الوباء.
وحتى مساء الجمعة، تجاوز عدد المصابين بكورونا في الهند 16 مليونا و378 ألفا، توفي منهم أكثر من 187 ألفا، وتعافى ما يزيد على 13 مليونا و692 ألفا، وفق موقع "ورلد ميتر" (worldometer).
وفرضت بريطانيا في 19 أبريل/نيسان الجاري حظرا للسفر على الهند، دخل حيز التنفيذ أمس الجمعة، حيث تمت إضافة الهند إلى "القائمة الحمراء" لحظر السفر، لتنضم إلى عدة دول، من بينها باكستان و بنغلاديش والإمارات والبحرين.
ووفق هذا الحظر لا يمكن للزوار الذين كانوا في الهند أو عبروها خلال الأيام العشرة الماضية دخول المملكة المتحدة، وسيُطلب من المواطنين البريطانيين والأيرلنديين ومواطني دول من الذين لديهم حقوق إقامة في المملكة المتحدة، والواصلين إلى إنجلترا من الهند، الحجر الصحي في فندق لمدة 10 أيام.
ومن جهتها، أعلنت اليابان حالة الطوارئ في العاصمة طوكيو ومدن أخرى قبل 3 أشهر فقط من موعد استضافتها الألعاب الأولمبية.
وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا "قررنا اليوم إعلان حالة الطوارئ في محافظاتطوكيو وكيوتو وأوساكا وهيوغو".
وصرح كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو بأن اليابان "ستتخذ إجراءات طارئة قوية وموجزة ومحددة".
من جهته، شدد الوزير الياباني المشرف على الاستجابة للفيروس ياسوتوشي نيشيمورا في وقت سابق الجمعة على أنه يوجد "شعور قوي بالأزمة"، مشيرا إلى أن القيود المفروضة ليست كافية.
وستتزامن القيود بين 25 أبريل/نيسان و11 مايو/أيار مع عطلة "الأسبوع الذهبي" السنوية، وهو أكبر موسم للسفر في اليابان.
الحكومة اليابانية حثت على العمل من المنازل وأغلقت الحانات والفضاءات التجارية الكبرى على غرار مراكز التسوق، كما سيحظر أيضا وجود الجماهير في الفعاليات الرياضية التي ستتواصل.
وفي البرازيل قالت وزارة الصحة الجمعة إنها سجلت 2914 وفاة جديدة بكوفيد-19 ورصدت نحو 69 ألفا من حالات إصابة بالمرض.
وتظهر بيانات الوزارة أن أكثر من 386 ألفا لقوا حتفهم في البرازيل جراء الفيروس منذ بداية الجائحة، وأن إجمالي الإصابات المؤكدة يفوق 14 مليونا و240 ألفا.
وفي تونس كشف وزير الصحة فوزي مهدي الجمعة، عن رصد سلالة جديدة لفيروس كورونا في البلاد يتم الآن دراستها، في حين لم يتم تحديد مصدرها بعد.
وقال الوزير إن السلالة المكتشفة ليست برازيلية ولا جنوب أفريقية ولا بريطانية، مشيرا إلى أن ارتفاع الإصابات بالفيروس يعود لسرعة انتشار السلالة البريطانية، مما تسبب في ضغط على المستشفيات، حيث بلغت نسبة الامتلاء 92% بالنسبة إلى أسرة الإنعاش و85% لأسرة الأوكسجين.
وأكد مهدي أن 30% من التونسيين -البالغ عددهم نحو 11 مليونا- أصيبوا بفيروس كورونا.
أما وزارة الصحة الكويتية فأعلنت الجمعة تسجيل 1432 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات ال24 الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الحالات المسجلة في البلاد إلى 264 ألفا و198.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إنها سجلت 9 حالات وفاة بسبب كورونا ليصل اجمالي حالات الوفيات 1502.
وأعلنت روسيا الجمعة أنها ستفرض عطلة تمتد 10 أيام في مايو/أيار لكبح تفشي الفيروس، مما يعد تراجعا عن المقاربة التي تبنتها في الأشهر الأخيرة.
استئناف التطعيم
وفي تطورات أخبار اللقاحات، أعلنت السلطات الصحية في الولاياتالمتحدة، الجمعة، استئناف حملات التطعيم بلقاح "جونسون آند جونسون" ذي الجرعة الواحدة، المضاد لكورونا، بعد قرار تعليق استخدامه مؤقتا منتصف أبريل/نيسان الجاري بعد مخاوف من تسببه في جلطات دموية.
وقالت لجنة خبراء تابعة للسلطات الصحية الأميركية الجمعة إن استخدام اللّقاح "موصى به" للبالغين، وأوصت باستئناف عمليات التطعيم به.
لكن ما صدر عن لجنة الخبراء يبقى مجرد توصية، إذ إنّ قرار استئناف عمليات التحصين بلقاح "جونسون أند جونسون" هو من صلاحية مديرة "المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها" روشيل والنسكي.
ولقاح "جونسون أند جونسون" الذي يتميز خصوصا بأنه من جرعة واحدة، حصل على ترخيص من وكالة الأدوية الأميركية ضمن الآلية الطارئة في نهاية فبراير/شباط الماضي.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الولاياتالمتحدة أعطت 222 مليونا و322 ألفا و230 جرعة لقاح للوقاية من كوفيد-19 في البلاد، ووزعت 286 مليونا و95 ألفا و185 جرعة حتى صباح الجمعة.
وفي السياق ذاته، جددت وكالة الأدوية الأوروبية الجمعة تأكيدها على أن منافع لقاح أسترازينيكا تفوق أي مخاطر، بعد أن خلصت إلى أن الأعراض الجانبية الخطيرة من جلطات الدم النادرة تحدث على الأرجح لواحد من كل 100 ألف شخص يتلقون التطعيم.
وقالت الوكالة إنه لا توجد بيانات كافية عن اللقاح من أوروبا لتحديد إن كانت مخاطر تجلط الدم مع انخفاض الصفائح الدموية ستختلف مع كل جرعة من اللقاح، أو لتوضيح السياق حول فوائده ومخاطره فيما يتعلق بجنس المتلقي.