أبدى مجموعة من الأشخاص ضحايا الزيوت الغذائية المسمومة بمكناس،استياءهم وتذمرهم من الأوضاع الكارثية التي يعيشونها باستمرار ، جراء عدم الاكتراث بهم ،وعدم تلبية مطالبهم ،ورفع الحيف والظلم الاجتماعي عنهم ،لمدة تزيد عن 60 سنة خلت. وفي حديثهم أصر هؤلاء الضحايا على المضي قدما من أجل تنظيم وقفات احتجاجية سلمية متواصلة ، إلى حين تحقيق كافة مطالبهم المشروعة ، وهو ما أشاروا إليه في رسالة موجهة إلى وزير الداخلية ،ووسيط المملكة ،بتاريخ 04 يناير الماضي ( الجريدة تتوفر على نسخة )يخبرونهما بأنهم بصدد تنفيذ وقفتين احتجاجيتين ، الأولى نُفِذت بتاريخ 27 يناير المنصرم ، أمام وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ، والثانية ستُنفذ يوم الأربعاء 12 فبراير الجاري ، أمام مقر مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين بالرباط.
وأكد الضحايا أن هاتين الوقفتين جاءتا بناء على عدم الاستجابة لمجموعة من المراسلات ، يذكرون فيها المؤسسات المعنية بالمآسي الاجتماعية والصحية التي يعانونها لمدة تزيد عن عقد من الزمن ،كما يطالبون بضرورة الإسراع في حل هذه المعاناة التي تتفاقم يوما بعد يوم ، في ظل تفشي وباء كورونا كوفيد 19 ،وتحقيق مطالبهم التي أكدوها في جميع مراسلاتهم المتمثلة أساسا في التسوية الفورية وبأثر رجعي للائحة الإضافية ، مع استفادة ذوي الحقوق للمتوفين،ورفع قيمة الإعانة المادية الشهرية إلى مستوى يسمح بالعيش الكريم،وتفعيل اتفاقية 15 أبريل 2010 الموقعة بيت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ، ووزارة الصحة ، ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين،وكذا تنفيذ المشاريع الاجتماعية المقررة ،والاستفادة من العلاج الكامل بالمستشفيات العمومية ،بما فيها الفحص والتطبيب والأدوية،والتعويض عن الأضرار التي لحقت بالضحايا لأكثر من 60 سنة،وإشراك ممثلي الضحايا في اجتماعات اللجنة الثلاثية المكلفة بملف هؤلاء .
والجدير بالذكر أن قضية الزيوت الغذائية المسمومة يعود تاريخها إلى شهر يوليوز وغشت سنة 1959 عندما رُوجت ببعض المدن المغربية آنذاك بيع زيت المائدة ممزوجة بنوع من زيوت الطائرات بنسبة 76 في المئة ، تخلصت منها القاعدة الأمريكية عند مغادرتها أرض الوطن في شهر يوليوز 1959 ،أدى استهلاكها نظرا لثمنها البخس إلى إصابة 20 ألف مواطن بشلل نصفي،جعلهم يعيشون حياة الإعاقة الجسدية ،والمرض ،والعوز والفاقة والحرمان من كل شيء ، منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا .
ومن أجل هذا كله يطالب الضحايا جميع المسؤولين عن هذا الملف الشائك استحضار الروح الوطنية ، والتحلي بروح المسؤولية ، والعمل على تحقيق مطالبهم ورد الاعتبار لهؤلاء للمتضررين ذكورا و إناثا ، خصوصا وأن المرحلة هي مرحلة أزمة طوارئ صحية تستدعي العباية ماديا ومعنويا بهذه الفئة ،التي تحملت الكثير .
فهل من آذان صاغية لحل هذا الملف الذي عمر أكثر من نصف قرن ولازال عالقا؟ وهل سيبقى مشكل الماضي يسيء للحاضر وللمستقبل ؟ .