قالت صحيفة« كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، إن أحد الأسباب الرئيسة لزيارة الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، للبرازيل، هو التصدي لنفوذ إيران المتنامي في أميركا اللاتينية. وتساءلت الصحيفة قائلة لأي من الأطراف تعد أميركا اللاتينية ساحة خلفية؟ وقالت إن ذلك هو السؤال الذي يبدو أن عددا من الزعماء يحاولون الإجابة عليه من خلال سلسلة من الزيارات يقومون بها إلى تلك المنطقة هذا الشهر. فقد بدأ بيريزمؤخرا زيارة رسمية، تستغرق أسبوعا ، للبرازيل, وهي الأولى لرئيس إسرائيلي منذ 40 عاما لذلك البلد, والأرجنتين. وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة تجيء في الوقت المناسب لكونها تسبق بأسابيع زيارة مزمعة للرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، نهاية الشهر الجاري. ويقول مسؤولون برازيليون إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربما يزور هو الآخر بلادهم هذا الشهر. ويبقى السؤال هو كيف أصبح خامس أكبر بلد في العالم -الذي اشتهر برقصة السامبا ونجوم كرة القدم أكثر من اشتهاره بالانخراط في مفاوضات الحد من الانتشار النووي- ساحة لمواجهة إسرائيلية-إيرانية بالوكالة؟ السبب الأول وراء ذلك ، هو أن كلا من البرازيل والأرجنتين بهما أكبر جاليتين يهوديتين. وثاني الأسباب، برأي كريس ساباتيني -مدير السياسات بمجلس الأميركيتين بنيويورك- هو أن البرازيل تحتفظ بعلاقات مع إيران، بل ويزورها مسؤولوها ما لا يعد مصدرا لقلق إسرائيل وحدها بل والولاياتالمتحدة كذلك. ويرى ساباتيني أن بيريز يسعى من خلال زيارته لتغيير تلك الأوضاع. غير أن البرازيل تعتز بكونها تنتهج سياسة خارجية مستقلة, ولأنها لا تميل للولايات المتحدة ولا لليساريين المتطرفين في المنطقة أيضا. وفي البرازيل، عدد مقدر من المسلمين الشيعة يقطنون ولايتي بارانا ، وساوباولو, وهو أحد الأسباب التي تجعل ريو دي جانيرو تحتفظ بعلاقات مع إيران، حسب ساباتيني. أما الأرجنتين، فتبنت مسارا مغايرا للبرازيل، وتعاونت تعاونا أفضل مع الولاياتالمتحدة في عزل إيران. و يقول ساباتيني إن السبب في تعاون الأرجنتين يكمن في احتضانها جالية يهودية كبيرة وقوية سياسيا. كما أن حادث تفجير السفارة الإسرائيلية في بيونس أيرس ، عام 1992 ، وانفجار السيارة عام 1994 التي أودت بحياة 85 شخصا بالمركز اليهودي، ليسا ببعيدين عن الأذهان. واتهمت الأرجنتين إيران بتدبير الهجومين. ومنذ انتخاب أحمدي نجاد في 2005, افتتحت إيران سفارات جديدة لها في كولومبيا ونيكاراغوا وتشيلي وأورغواي وإكوادور وبوليفيا, وأضافت إليهم سفارات في كوبا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك وفنزويلا. ولا تقتصر أسباب زيارة الرئيس الإسرائيلي على عوامل الجغرافيا السياسية، بل ثمة جانب عملي واضح فيها. فقد اصطحب بيريز معه وفدا مكونا من 40 مديرا ومسؤولا تجاريا، ذلك أنه سيبرم اتفاقيات اقتصادية مع البرازيل, التي ساعدت العلاقات الوثيقة مع الصين اقتصادها على الصمود في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية.