تواجه الولاياتالمتحدة تراجعا في ثقلها السياسي بأميركا اللاتينية ، حيث كانت توصف بأنها ساحة خلفية لأميركا، في وقت تتنافس فيه فنزويلا والصين على النفوذ ; وتقف هندوراس في وجه "العملاق" إلى الشمال منها. وقالت« وول ستريت جورنال» إنه في الوقت الذي ما زالت فيه أميركا اللاعب المهيمن في أميركا اللاتينية، فإن نفوذها قد تراجع لعدة عوامل ، منها ظهور البرازيل قوة إقليمية، وتأثير مجموعة من الدول المناهضة لأميركا بقيادة فنزيلا الغنية بالنفط، وتنامي عضلات الصين التي ترى في موارد أميركا اللاتينية مفتاحا لنموها الاقتصادي. وقد وجدت إدارة الرئيس باراك أوباما نفسها وسط نزاعات حول جملة من القضايا ، بدءا من كوبا ، واستخدام الجيش الأميركي للقواعد في كولومبيا ، حتى أزمة هندوراس التي رفضت المطالب الأميركية بعودة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا. كما أن زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، للبرازيل وغيرها من دول أميركا اللاتينية التي كسب خلالها التأييد لبرنامجه النووي المثير للجدل، أثارت سخط واشنطن. في المقابل، أثارت البرازيل في الآونة الأخيرة عدة تساؤلات حول التوسع الأميركي في استخدام القواعد العسكرية بكولومبيا، ووصفته فنزويلا بأنه مقدمة لاحتلال أميركي. وحسب« وول ستريت جورنال»، فإن أحد الأسباب الرئيسية الذي وقفت حائلا دون تنفيذ أميركا لأجندتها في أميركا اللاتينية، يتمثل في الانقسام العميق الذي يشوب العلاقة بين الدول المؤيدة لأميركا ، مثل المكسيك وكولومبيا وبيرو، وبين كتلة الدول الاشتراكية، مثل فنزويلا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا. وتشير الصحيفة أيضا إلى أن الأزمات الاقتصادية ساهمت في تقويض ذلك النفوذ الأميركي، لا سيما أن الصين تقوم بتمويل شركة نفطية مملوكة للحكومة البرازيلية ، بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار. الخبير ريوردان رويت، في شؤون أميركا اللاتينية، يقول "نحن لا نملك عشر مليارات دولار، بل لدينا عجوزات، والصين لديها فائض".