حلت بالأمس (الخميس) الذكرى الأربعينية لوفاة المجاهد سيدي الهاشمي الفيلالي رحمه الله وبهذه المناسبة الأليمة وألم الحزن والاسى على فراقه لا يزال طريا، لأنه كان من الرجال القلائل الذين أنجبتهم هذه البلاد، وكان رحمه الله رمزا ومثالا للعطاء الفكري والنضالي إلى آخر لحظة من حياته وقد كنت في يوم جنازته ألقيت كلمة مرتجلة لتأبينه وأعيد اليوم مضامين تلك الكلمة مع شيء من البسط والتفصيل وإلا فان حياة الرجل ونضاله مما يتطلب وقتا ومجالا أوسع بكثير مما هو متاح الآن. كانت فاس تعيش أو تستعد لتعيش أيامها الدامية لسنة 1912، وكان المغرب كله يغلي، ثورة هنا وتمرد هناك، واجتماع هنا وآخر هناك، والناس في حيرة من أمرهم اضطرابات عامة في مختلف القرى والمدن، والناس لا يدرون أين يتجهون ولا كيف يتصرفون، فبعضهم لجأ إلى الاستلام والتفويض، والبعض قرر الهجرة ومغادرة الديار، لأن العيش لا يجوز مع ما فرضه الواقع الاستعماري في البلاد، لقد خابت أمل المواطنين والوطنيين الساعين إلى الإصلاح والذين كانوا يعلقون آمالا كبارا على البيعة المشروطة والتي بمقتضاها أسندت أمور البلاد إلى السلطان عبد الحفيظ، ولكن السيل كان جارفا والسلطان كانت التحديات أمامه أكبر من أن تتيح له فرصة الإصلاح أو التفكير في تنفيذ ما التزم به، فالناس سيطرت الأهواء والمصالح الآنية على أكثرهم، والحمايات وما رافقها أو يرافقها من خيانات لدى الكثيرين أو الالتجاء إليها لحماية النفس والمال من العصابات التي تتحرك هنا وهناك، إنه وضع مأساوي لشعب لم يعرف طيلة حياته سوى الحرية والكرامة والعزة، وهو أمر أضفى على حياة العلماء الوطنيين والأعيان والتجار والصناع وطبقات الشعب اضطرابا نفسيا وقلقا كبيرا على حياة أمة وشعب، وما هو المصير الذي ينتظر الجميع؟. لقد نزل القضاء وفرضت الحماية وأصبحت المدينة هدفا ومرمى لنيران العدو الغاشم، وأصبح شباب المدينة الذي كانت تحركه الأنفة والحماسة عرضة للإعدام بالجملة، وكانت فرق الإعدام تصيد هؤلاء الشباب في أزقة ودروب المدينة، وإخراج الكثير منهم من منازلهم وكانت تبث الرعب في النفوس وأصبح الناس يرون مظاهر العدوان والمدافع على رؤوس الصوامع وقبب المساجد في هذا الجو المحموم والمضطرب وفي هذه الحالة النفسية القلقة فتح هذا الطفل وهذا الوافد الجديد على الدنيا عينه وإذا كان الشاعر العربي قد قال في شأن الإنسان من حيث هو وخروجه إلى الدنيا: بما تؤذن به الدنيا من صروفها *** يكون بكاء الطفل ساعة يولد إذا كان الشاعر قد قال هذا بصفة عامة فإن هذا الإنسان ومن على منهاجه في الحياة قد كان بكاؤهم بالإضافة إلى البكاء العهود بكاء على واقع وطن ومصير أمة، ومع الأسف فإن استمرار هذه الحالة واكبت هذا المولود الجديد فلم يكد يخرج من مرحلة الطفولة حتى تحمل مسؤوليته التاريخية ضمن مجموع ثلة من الشباب الوطني المتحمس لتحرير بلده وأمته، لقد كانت مدينته المدينة التي وجدت منذ وجدت وسط الأحداث الوطنية الكبرى إذ كانت باستمرار مركز الثقل، وها هي ذي مرة أخرى تأخذ مكانتها التاريخية ووضعها الطبيعي في سياق الثورة العارمة التي أعلنها الشعب المغربي ضد الاحتلال، وإذا كان الاستعمار يعاني الأمرين مع مختلف القبائل والجهات فإن الثورة التي تقرع أبواب مدينة الشاب كانت أشد وطأة على المستعمر لأنها استطاعت أن تحرر جزءا مهما من الوطن وان تستوعب قبائل وقرى ومدنا بأكملها، فكان هذا الشاب ضمن الشباب الوطني الذي تطوع لمساندة هذه الثورة ودعمها بكل الوسائل فكان هذا العمل الوطني الأول لدعم هذه الثورة مما يتداول فيه الطلبة أثناء الدرس وأثناء الغدو والرواح إلى المسجد والجامعة: القرويين. انطلاق حركة شباب التحرر: ويشاء القدر أن يخيب الأمل في هذه الثورة حيث عاكستها الظروف وناوأتها الخيانات فأعلن أسر البطل الذي بقي رمزا للثورة ضد الاستعمار وأذنابه، فيتحرك الشباب وكان هذا الشاب في طليعة من أدرك أهمية القلم والكتابة، وكان كذلك من العناصر التي عرفت كيف تختار العناوين المناسبة للقضايا المناسبة، وإلا كيف استطاع أن يختار عنوانا مناسبا للمرحلة وما تحتاج إليه من أفكار، والأسلوب الذي ينبغي أن تصب فيه تلك الأفكار، فإذا كان الناس يعيشون مرحلة صعبة تمتاز بالخوف وبالتخلف وبالاستسلام وبالركون إلى الجانب السلبي من القدر ومفهومه فان هذه الفئة من الشباب عرفت كيف تؤدي رسالتها بالطريقة المناسبة وبالأسلوب المناسب، فهاهي ذي مجلة »الإرشاد« تتحرك وهاهي ذي أختها تختار اسما من أهم الأسماء في تاريخ المغرب »أم البنين« . وهكذا بدأ انتظام الشاب ضمن الشباب الذي أصبح يحمل هم تحرير المغرب وتحرير الإنسان المغربي، كان هذا الإنسان أسير الخرافات والأوهام، وكان هذا الإنسان يرى في الطرقية ورجالها الملجأ والمنفذ وكان أغلب شيوخ الطرقيين وضعوا أنفسهم في خدمة الاستعمار عن وعي أو غير وعي، وكان الاستعمار قد بدأ خطته في دق اسفين باختلاق القبلية وانتهاج سياسة فرق ترد بظهير السياسة البربرية سنة 1914 هذه السياسة التي أخذت طريقها في التبلور فيما عرف بظهير 16 مايو 1930، وإذا كان الشباب قد أكمل استعداده ببث الوعي الديني الصحيح في النفوس وإذا كانت الروابط قد جمعت بين الشباب الوطني في مختلف المدن بأساليب مختلفة من التواصل الممكن آنذاك فقد آن الأوان للتحرك ضد هذا العمل الجهنمي الذي بيته الاستعمار ونفذه في شكل ظهير شرع في تنفيذه لجعل بعض المغاربة يحتكم إلى قانون له ارتباط بالشريعة، وآخر يستند فقط إلى أعراف قبلية ليست الغاية هي إحياء تلك الأعراف وخدمتها، وإنما الغاية هي محاولة استغلال بساطة بعض الناس وإتاحة الفرصة للاستعمار ليطلق يد المنصرين خدمة للتنصير في الظاهر وفي الواقع توطيدا للاستعمار وأساليبه. الفقيد يؤرخ لمرحلة الانطلاقة: كانت هذه فرصة مواتية لتلتئم حركة وطنية على المستوى الوطني، وكانت فاس في مقدمة الحركة وكان هذا الشاب من العناصر التي حركت وأطرت ونالها نصيبها من القمع الاستعماري، ولنترك الرجل يحدثنا عن بعض ما قام به صحبة أصدقائه ورفاقه من مؤسسي الحركة وقد كانت مناسبة تأبين المجاهد المرحوم الحاج مكوار ليكتب بعض الشذارت من هذا العمل الجبار يقول المرحوم سيدي الهاشمي الفيلالي في هذا الصدد. » إن هذا ما جعله المؤهل الوحيد بمدينة فاس لأن يكون أداة الربط ومحور الاتصال لحلقات جيلنا من شباب القرويين، علال الفاسي الشهيد عبد العزيز بن ادريس، الهاشمي الفيلالي، بوشتى الجامعي، محمد غازي، عبد السلام الوزاني، ج الحسن بوعياد والنخبة الأولى من جيله وطليعته التحريرية سيدي الحاج العربي بوعياد، أحمد بوعياد، الحاج محمد السبتي، الحاج عمر السبتي، سيدي حمزة الطاهري، ادريس برادة، الكدر، الذي هجر الابتسامة والمرح منذ اعلان الحماية رحمهم الله جميعا، والحلقة الوسطى ممن أنجبتهم المدرسة الثانوية الفرنسية واستطاعت المدرسة العربية والقرويين أن تصون بهم دينهم وعروبتهم فلم تؤثر فيهم عوامل الاستيلاب الفرنسية، الحاج الحسن بن جلون، الأستاذ محمد الفاسي، محمد بن الحسن الوزاني، الحاج عمر بن عبد الجليل، عبد القادر التازي، محمد الديوري. من هذه المجموعة المتغايرة سنا وثقافيا واجتماعيا الموحدة إيمانا ويقينا وأهدافا، المتماسكة صداقة وأخوة، تكونت الطليعة الأولى المجاهدة قبل الثلاثين التي توسعت ارتباطاتها وتعددت اتصالاتها وتفتحت علاقاتها مع كل الطلائع الأولى للأخوة المجاهدين بفاس وفي كل أنحاء المغرب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، سهلا وجبلا، الذين تكونت منهم كتلة العمل الوطني والحزب الوطني وحزب الاستقلال وكل الأجنحة السرية والعلنية. الفقيد والمهمات السرية والمحاكمة: لقد كنت أنا وأخي الشهيد عبد العزيز بن ادريس وبوشتى الجامعي والمرحوم عبد السلام الوزاني قبل الثلاثين وبعد الثلاثين كشباب مسؤولين في مهمات سرة وعلنية ترتبط بالشباب والطلبة والدعاية والنشر والحاج أحمد مكوار وهو التاجر الوقور المحترم ينزل صباحا وبانتظام دائما لدار السلعة برحبة القيس على بغلته المطهمة يزاول الرأي والمشورة والاستخبار معنا ولابد أن يمر عليه أحدنا كإحدى محطات الاتصال اليومي لنا برحبة القيس والعطارين والصفارين ورحلتنا معه في المناشير السرية وطبعها وتوزيعها طويلة انتهت بنا في هيئتنا الأساسية أثناء هذا المسار أن ذكرى 16 ماي لسنة 33 لا تكون فيها مناشير لتعذر وصول المناشير الينا حيث أصبحت المناشير تطبع في مصر وتصل للمغرب عن طريق سري خاص. وكنت من الحاضرين في القرار والمطلعين على الأسباب. حينئذ قررت شخصيا في اطار مسؤوليتي عن خلايا الشباب أن تقوم خلية خاصة بالرجوع لاساليبنا القديمة لطبع مناشير هذه الذكرى وتوزيعها، وفعلا نفذت الخطة وطبعت مناشير ووزعت وألصقت بالجدران صباح يوم 16 ماي وشاء القدر أن يلقى القبض على الطالب الشاب ابراهيم الوزاني وهو يوزع ويلصق المنشور ليلا، ولم تأت الساعة العاشرة صباحا حتى كان الشاب ابراهيم الوزاني يستنطق علنا بدار بوعلي على يد الباشا ابن البغدادي بالجلد والضرب ليعترف بالمنشور وعملية الطبع ومن معه، وليكون في ذلك ارهاب المدينة كلها وكنت وأخي المرحوم عبد السلام الوزاني بمنزله بدار ابن شقرون بزقاق البغل قرب دار بوعلي نتتبع عملية الاستنطاق دقيقة دقيقة وللتاريخ ظل الشاب ابراهيم الوزاني صابرا متحملا ناكرا حتى أغمي عليه ولم يعترف بشيء، وحمل على الأيدي من ساحة دار بوعلي إلى السجن الذي قضى به سنتين. هدأت العاصفة واجتمع الاخوان ليتخذوا القرار اللازم إزاء هذا الحدث الخطير. إن هذا العمل لم يقم به إلا الهاشمي الفيلالي مع من اختاره من الشباب، فما كان المصير لو اعترف إبراهيم الوزاني بالهاشمي أو بمن كان معه في عملية التنفيذ؟ ان القرار بعدم إقامة الذكرى بالمنشور لم يكن أحد مطلعا عليه ومشاركا فيه غير الهاشمي. كان هذا لسان المرافعة لمحاكمتي. ولكن الزعيم علال الفاسي رحمه الله، يقول أنا لا أقترح محاكمته، ولكن أطلب تهنئته لأننا لم نعمل وهو عمل وأجاد اختيار مع من يعمل. وتكلم الحاج أحمد مكوار كعادته في الانطلاق من الممارسة وكطرف في القضايا يجب أن ننظر في المشكل من زاوية إيجاد حل إيجابي يتحقق معه وجود المنشور لتيسير طرق العمل وهذا لا يكون إلا بإيجاد آلة للطبع. ولتكن عندي وليكن الهاشمي وعبد العزيز بن إدريس وبوشتى الجامعي المنفذين والقائمين بالعمل معي. انه وقد كان رحمه الله لعب أدوارا بعد ذلك في كل المبادرات التي قامت بها الحركة الوطنية في اعداد المطالب وكتابتها وتقديمها وفي اعداد المطالب المستعجلة في تأسيس كتلة العمل الوطني والحزب الوطني وحزب الاستقلال وفي كل مرة يسلط القمع على الوطنيين يكون في مقدمة المعتقلين والمعذبين والمحالين على المحاكم العسكرية هكذا كان الأمر في الثلاثينات وفي 1944 اثر تقديم وثيقة الاستقلال التي كان من الموقعين عليها، وفي سنة 1952 حيث أحيل كذلك على المحكمة العسكرية ولكن صموده وثباته وإيمانه كان ما حصنه من ان ينال منه القمع والنفي والتعذيب حتى طفرت البلاد بالاستقلال. الهاشمي الفيلالي الأديب المؤرخ: وهناك جانب آخر امتاز به وهو امتياز نالته قلة من المناضلين آنذاك وهو الاشتغال بالثقافة والفكر، والتربية والتعليم. لقد كان رحمه الله من الكتاب الأوائل الذين ساهموا بأقلامهم وأفكارهم في إيقاظ الهمم ونشر الأفكار السلفية والوطنية فكان سياقا لتأسيس الصحافة بداية _ بمجلة الإرشاد وأم البنين مع الزعيم علال الفاسي ثم عندما تأسست الصحافة الوطنية بالمعنى المتعارف عليه كان يغذيها بمقالاته وأبحاثه التي كانت تتميز بالعمق والأصالة والارتباط بالجذور الفكرية للنهضة الإسلامية وبالثوابت الدينية والأخلاقية للشعب المغربي، وكان يدرك مع ثلة من أصدقائه دور التاريخ ومكانته في بعث النخوة والعزة والكرامة في النفوس، فساهم في تحقيق كتب مهمة في هذا المجال مثل جزء من تاريخ ابن خلدون كما حقق كتاب (القرطاس) لابن أبي زرع وكتب للمدارس العربية كتبا تاريخية مدرسية وكان من بين أساطين التعليم الحر الذي كان له دور كبير في تنشئة الناشئة الوطنية والمومنة بضرورة تحرير الوطن والمواطنين. إن التاريخ سجل لهذا الإنسان دور مهما وبارزا ستأتي المناسبة التي يبرز فيها كبطل من أبطال تاريخ الحركة الوطنية الاستقلالية المغربية، هذا ما يقوله التاريخ وتطبق به أحداثه ويردده أصدقاؤه ورفاقه ومريدوه، لأنه دور قام به في فاس والبيضاء والرباط وكل أجزاء التراب الوطني . وقد برز الرجل بعد الاستقلال كوطني يمتاز بتلك الأخلاق العالية من نكران الذات ومواصلة التضحية فلم ينافس في البحث في المناصب ولا في اكتساب الثروات او نيل نصيب من مغانم الاستقلال، ولكنه واصل رسالته الوطنية النبيلة في مجال التربية والتعليم وفي مجال تكوين الأجيال الوطنية بعد الاستقلال كما كان يكونها أثناء النضال ضد المستعمر. وإذا كان الانحراف قد أصاب بعض الناس في مرحلة ما بعد الاستقلال. فان الرجل بقي معلما من تلك المعالم التي ترشد إلى الطريق السليم طريق الوطنية الصادقة والدفاع عن القيم الدينية والوطنية فصمد في وجه الإغراءات، ووقف موقفا قويا وشجاعا أمام الاستبداد والطغيان الذي برز هنا وهناك بعد الاستقلال فعرف له الشعب هذا الدور الوطني الكبير فانتخبه في أول انتخابات نيابية تجرى في المغرب عام 1963 فصدع في قبة البرلمان بالمطالب الحقيقية للشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية ويعيد الشعب انتخابه مرة أخرى في عام 1977 وهكذا بقي يحظى بثقة الشعب والمناضلين الى ان التحق بالرفيق الأعلى. لقد كان رحمه الله كما قال الزعيم علال الفاسي في رفيقه وصديقه وأخيه الشهيد عبد العزيز بن إدريس. علم انت في المواكب ترفع_ونشيد التحرير في ساعة الزحف يثير_ونداء الضمير في موقف الشك _ وشعار لسره تتطلع_الحماس فينا ويدفع_وصوت الرشاد في كل مجمع_ إلى أن يقول : منذ عهد الصبا بدأنا بناء_كنت فيه مع الرفاق قويا_كنت فينا مثال عزم وحزم_ شامخا لم يزل يمد ويفرع_رابط الجأش ثايت الرأي ابرع_ويقين في الأمر لا يتزعزع_ إن هذه الصفات والأخلاق التي أضفاها الزعيم علال على نضال الشهيد عبد العزيز بن ادريس تصدق كلها على رفيقه وأخيه في جميع الأعمال والمحن فقيدنا سيدي الهاشمي الفيلالي رحمه الله وقد لمسها كل من عاشره في المجال الوطني او الفكري أو التربوي أو السياسي اذ كان مثالا للإخلاص والنزاهة والاستقامة الخلقية والفكرية واسع الأفق قوي الحجة قادرا على استيعاب الرأي ونقيضه واستخلاص ما يجب من توجيه سليم ورأي سديد رحمه الله وتقبل منه وأجزاه الجزاء الأوفى.