ألقى المجاهد أبو بكر القادري عضو مجلس رئاسة حزب الاستقلال كلمة في أربعينية المرحوم المجاهد الهاشمي الفبلالي جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أسرة الفقيد العزيز إخواني وأخواتي الحاضرين من الحزب ومن الأحزاب الوطنية الشقيقة والحضور الكريم.. إن الحديث عن علم من أعلام الوطنية الكبرى وطني صادق من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. عرفت المجاهد السي الهاشمي الفيلالي منذ مايزيدعن 70 سنة، أقولها بكل صدق، عرفته وطنيا صادقا متحركاً متواضعاً وطنياً ذا قبضة سياسية متحررة. الذي نجتمع اليوم لتأبينه لتعدد محاسنه ومناقبه هو من الرجال الوطنيين والذين يعتبرون من القلائل الذين كانوا في وطنيتهم مثالا يحتدى به، لقد باع نفسه منذ سنة 1930 بعد القضية البربرية، لله وللوطن ولهذا الشعب؛ فهو منذ أن عرفته كان لا يعيش لنفسه بل لوطنه قبل نفسه، كان صوفيا في وطنه لا ينتظر جزاء ولا شكورا، بيته رحمه الله كان مفتوحا لا لنفسه ولعائلته بل مفتوحا لكل من آمن بالفكر الوطني من الطبقات الشعبية من خرازين وغيرهم، كان بيته في غرفة في الطابق الأعلى لكن مسكنه في الأسفل كان مفتوحا دائما للمواطنين لأنه كان هو والمرحوم عبد العزيز بن إدريس قطب النضال. لا يمكن أن ننسى أن الوطنية التي نشأت في فاس نشأت على أساس ثلاثة أفراد هم علال الفاسي، عبد العزيز بن إدريس والهاشمي الفيلالي رحمة الله عليهم جميعا. إن الحرية والاستقلال اللتين ننعم بهما في هذه الفترة الزمنية لم نصل إليهما إلا بما قدمه الهاشمي الفيلالي وعبد العزيز بن إدريس وعلال الفاسي. عرفت الفقيد قبل أن أعرف أخي الزعيم علال الفاسي، هذا اعتراف مني لأنه كان قطب الرحى. أدرك الهاشمي الفيلالي أن الوطنية ليست كلاما بل كلام وعمل وتضحية، فالكلام وحده لا ينفع والعمل إذا لم يكن صادق لا يُقبل، أما التضحية فهي أساس الكلام والعمل. كان يطرف في الليل على البيوت ليجتمع مع المناضلين، الكثيرون من الناس لا يعرفون هذه الشخصية، القليلون وأقل من القليل الذين كانوا يضاهون الهاشمي الفيلالي رحمة الله عليه. الهاشمي الفيلالي دار مفتوحة وخزانة مفتوحة يردُعليه طلبه القرويين ليستفيدوا من خزانته وتوجيهاته، له مدرسة في بيته كما كانت له مدرسة في ناحية أخرى هي مدرسة النجاح كان يدرس بها ويقوم بنفسه بإدارتها وبدور المراقبة أقول هذا لأنني زرته هناك. الهاشمي الفيلالي كان دائما من الذين يتقدمون الصفوف لقيادة المعركة، لاقى من التعذيب في السجون الشيء الكثير.. كان ظهره يتلقى السياط وكان ظهره مجروحا في الريش وتافيلالت عندما كان المعتقلون يدفعون للأشغال الشاقة ويتعرضون للتعذيب ومات في هذه المرحلة بعض الشهداء رحمة الله عليهم جميعا. على الشباب أن يعلموا أن الاستقلال لم يأت عفويا بدون مقدمات وتضحيات، رأيت الفقيد الهاشمي الفيلالي خارج السجن وفي السجن في الدارالبيضاء وفي الرباط عندما أتوا به لمحاكمته، وفي السجن رأيت رجليه تقطران دما من التعذيب الذي تعرض له وهو صابر. هذا الجيل الذي ينعم بالحرية والاستقلال هي من ثمار الجهاد والتضحية والنضال، هذه الحرية والاستقلال يجب أن تصان من الدخلاء. إن للحرية جهاد حتى نراها والتضحية سبيلنا إلى أن نراها، ولا أطيل عليكم، ورحم الله فقيدنا السي الهاشمي الفيلالي. والسلام عليكم ورحمة الله.