قالت إيران إن جماعة "جند الله" السنية هي المسؤولة عن التفجير الانتحاري، الذي وقع، الأحد الأخير، بمدينة سرباز، وأدى إلى مقتل 42 شخصا ، بينهم ستة من قادة الحرس الثوري، وعدد من زعماء القبائل السنة، كما شملت الاتهامات الإيرانية بشأن التفجير كلا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وباكستان. وقال التلفزيون الإيراني إن «جند الله» تبنت التفجير، الذي أدى أيضا إلى إصابة 28 شخصا، واستهدف، وفقا للسلطات، ملتقى للتقريب بين السنة والشيعة في المدينة الواقعة بمحافظة سيستان وبلوشستان، في جنوب شرق إيران. وأوضحت مصادر إيرانية أن من بين القتلى، نائب قائد القوات البرية للحرس الثوري، الجنرال نور علي شوشتري، وقائد الحرس الثوري في إقليم سيستان وبلوشستان، الجنرال رجب علي محمد زاده. من جانبها ، نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، أن قيادة القوات المسلحة الإيرانية أصدرت بيانا يتوعد بالانتقام، كما أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أنه "سيتم التصدي بحزم" للمسؤولين عن الهجوم. واتهم نجاد مسؤولين أمنيين في باكستان بالتعاون مع العناصر المدبرة للتفجير، وطالب إسلام آباد بعدم التأخر في اعتقالهم ، وتسليمهم لإيران، في حين استدعت الخارجية الإيرانية القنصل الباكستاني للاحتجاج على ما وصفته تسلل عناصر إرهابية من إقليمباكستاني مجاور. ورد الرئيس الباكستاني، آصف على زرداري، بإدانة الهجوم الانتحاري ووصفه بالبربري، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعم إيران على المستويين الثنائي والإقليمي لكبح جماح التشدد والقضاء على المسلحين. كما شملت الاتهامات الإيرانية تنظيم "القاعدة" ، وكذلك الولاياتالمتحدة وبريطانيا، حيث تقول طهران إن واشنطن تدعم «جند الل» من أجل إثارة القلاقل في المنطقة الحدودية. وذهب رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، إلى تحميل الولاياتالمتحدة مسؤولية التفجير، وقال إن هناك معلومات تشير إلى أن الأميركيين على علاقة مباشرة ببعض ما سمها التجمعات الإرهابية في الإقليم، لكن واشنطن نفت ذلك وعبرت عن إدانتها للحادث. يذكر أن معظم السكان في سيستان وبلوشستان من البلوش السنة، وتتحدث جماعات حقوقية غربية عن تعرض الأقليات العرقية والدينية في إيران للتمييز، لكن السلطات تنفي ذلك. وتقول جماعة «جند الله» إنها تقاتل من أجل حقوق الأقلية السنية في إيران، علما بأنها كانت أعلنت مسؤوليتها عن تفجير استهدف مسجدا للشيعة بالمنطقة نفسها في ماي الماضي ، أسفر عن سقوط 25 قتيلا. وقامت السلطات الإيرانية، في يوليوز الماضي، بإعدام 13 من عناصر «جند الله» في مدينة زاهيدان، عاصمة المحافظة، كما أنها أصدرت حكما بالإعدام بحق شقيق عبد الملك ريجي الذي يقود جماعة «جند الله». يشار إلى أن الحرس الثوري هو قوة رفيعة المستوى، شديدة الولاء للزعيم الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، وشهدت الأعوام الأخيرة زيادة في نفوذه وموارده، علما بأنه يتولى حفظ الأمن في المناطق الحدودية. وفي تصريحات لمؤسس« رابطة أهل السنة» في إيران، عبد الرحيم ملا زاده البلوشي، إن الهدف من الهجوم ، رسالة إلى الحرس الثوري لوقف ما سماها سياسة البطش، وتعديل المعادلة السكانية، وتهجير البلوش من أرضهم، مشيرا إلى أن ثلث سكان إيران من السنة، ولكنهم يعانون في ظل "النظام الطائفي". ونفى البلوشي أن يكون الملتقى المستهدف للتقريب بين السنة والشيعة، واتهم السلطات بتسليح بعض قادة البلوش بعضهم ضد بعض. كما نفى تلقي منظمة «جند الل» دعما من الخارج، مشيرا إلى أن عناصر المنظمة متواجدون في جبال سيستان وبلوشستان، واعتبر تلك الاتهامات شماعة لتصدير أخطاء النظام إلى الخارج.