أعلنت مصادر إعلامية يوم الثلاثاء 21 فبراير 2010أن باكستان سلمت عبد الملك ريجي زعيم جماعة "جند الله" السنية لطهران قبل أسبوع، نافية بذلك ما جاء في وسائل الإعلام الإيرانية بأن طهران اعتقلته اليوم. وتضاربت الأنباء بشأن مكان اعتقال ريجي، ففي حين قال تلفزيون "العالم" الناطق بالعربية: إنّه اعتقل في إقليم سستان وبلوخستان بجنوب شرقي إيران، قال وزير الداخلية مصطفى محمد نجار: إنّه (ريجي) اعتقل خارج البلاد من على متن طائرة متجهة من دبي لقرغيزستان في آسيا الوسطى. وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لوكالة رويترز للأنباء: إنّ "الحكومة الباكستانية سلمت قبل أسبوع ريجي المطلوب لدى إيران بسبب هجمات تقول: إنّه يقف وراءها". وجاء اعتقال ريجي بعد نحو أسبوع من تهديد الجماعة باستئناف الهجمات ضد النظام الإيراني، عقب فشل مفاوضات أجريت مؤخرًا بين الجانبين. وفي وقتٍ سابق اليوم، قالت مصادر أمنية لفضائية العالم الناطقة بالعربية: إنّ سلطات الأمن "اعتقلت ريجي شرقي إيران"، بينما نقلت وكالة فارس للأنباء عن مسئولين بالمخابرات الإيرانية قولهم: إنّ الشرطة ألقت القبض أيضًا على اثنين من عناصر "جند الله"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. وكانت "جند الله" قد تبنّت هجومًا نفذته في 18-9-2009 في إحدى مدن محافظة سيستان- بالوشستان جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع باكستان، وأسفر عن مقتل 42 شخصًا بينهم قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني. وتنشط جماعة جند الله المعارضة في تلك المنطقة، وتشن العديد من الهجمات ضد السلطات الإيرانية، التي نفذت في يوليو الماضي أحكامًا بالإعدام على 14 سنيًّا ضمن هذه الجماعة قالت إنّهم وراء تفجير مسجد في مدينة زاهدان بالإقليم خلّف 25 قتيلًا، وذلك بعد إدانتهم بتهمة "محاربة الله" والانتماء لتنظيم القاعدة. وقبل أسبوع، توعدت جماعة "جند الله" باستئناف هجماتها ضد نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعد فشل مفاوضات أجريت مؤخرًا بين الجانبين. وكشفت الجماعة في بيان لها عن قيامها بالتفاوض مع السلطات الإيرانية بطلب من الشيوخ المحليين ومن الحكومة الإيرانية، وحمّلت الحكومة مسئولية فشل المفاوضات، واتهمتها باتباع سياسة المماطلة تجاه مطالب البلوش والسنة على الصعيد القومي والمذهبي والتهرب من تلبيتها. ودعت الجماعة القوميات الأخرى في إيران مثل العرب والكرد والتركمان للالتحاق بصفوفها. وتشكل الأقليات العرقية والمذهبية الأغلبية على الحدود الإيرانية؛ مما يمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا للسلطات الإيرانية في ضوء تقارير تتحدث عن معاناة هذه الأقليات وحرمانها من حقوقها الدينية والثقافية. وتقول جماعة "جند الله" التي تعرف أيضًا باسم "حركة المقاومة الشعبية في إيران": إنها تقاتل ضد القمع السياسي والديني للمسلمين السنة في البلاد. وكانت مصادر باكستانية قد نفت في وقت سابق من هذا الشهر أن تكون إسلام آباد سلمت مؤخرًا أي مطلوبين من جماعة جند الله السنية لإيران. وطالب الرئيس نجاد الرئيس الباكستاني آصف زرداري بالمساعدة في ملاحقة عناصر جند الله التي يقال: إنها تنشط أيضًا داخل باكستان. وغالبية سكان إيران، الذين يقدر عددهم ب71 مليونًا، هم من الشيعة، إلا أن أقلية سنية تقيم في محافظة سيستان-بالوشستان على الحدود مع باكستان وأفغانستان.