بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    لقاء بوزنيقة الأخير أثبت نجاحه.. الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    التوافق المغربي الموريتاني ضربة مُعلمَين في مسار الشراكة الإقليمية    من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    ألمانيا تفتح التحقيق مع "مسلم سابق"    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    أميركا تلغي مكافأة اعتقال الجولاني    الحوثيون يفضحون منظومة الدفاع الإسرائيلية ويقصفون تل أبيب    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع        "فيفا" يعلن حصول "نتفليكس" على حقوق بث كأس العالم 2027 و2031 للسيدات    مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    كيوسك السبت | أول دواء جنيس مغربي من القنب الهندي لتعزيز السيادة الصحية    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعادة ترتيب أوراق الصراع في منطقة الشرق الأوسط الكبير
رهان القوة في المواجهة الداخلية في إيران
نشر في العلم يوم 04 - 01 - 2010

واجه النظام الإيراني القائم على أساس ولاية الفقيه منذ منتصف سنة 2009 أخطر تحد داخلي عرفه منذ الإطاحة بنظام الشاه على يد الخوميني في فبراير سنة 1979. فقد دخل جزء كبير من االمعارضةب في إمتحان قوة مع النظام، إمتحان قوة بقي فيه زمام السيطرة حتى الساعات الأخيرة من سنة 2009 في يد السلطات التي قمعت بقوة احتجاجات الشارع، وذهبت في تصلبها الى حد التهديد بسحق وتصفية ومحاكمة المعارضين دون أدنى شفقة.
حيث قال عباس واعظ طبسي وهو من ضمن لائحة قيادي نظام ولاية الفقيه ان قادة المعارضة الايرانية هم ااعداء اللهب ويستحقون بالتالي الموت حسب ما نقلت عنه وكالة فارس للانباء.
وأضاف طبسي الذي يمثل المرشد علي خامنئي في مقاطعة خرسان اأن قادة التمرد هم أعداء الله وفي نظامنا القضائي فإن عقاب أعداء الله معروفب.
وقد اعتبر المراقبون هذا التهديد الاكثر قساوة بحق قادة المعارضة الذين لم يتوقفوا عن النزول الى الشارع منذ يونيو 2009 احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد أثر انتخابات يؤكدون أنها كانت مزورة.
الرئيس الإيراني ذهب إلى القول بأن التظاهرات التي نظمها المعارضون له تستجيب لسيناريو أمر بوضعه االصهاينة والامريكيونب.
وأضاف نجاد القد شاهد الإيرانيون الكثير من هذه المسرحيات. الصهاينة والامريكيون هم المتفرجون الوحيدون لمسرحية امروا بتأليفهاب. وأضاف اما يعرض مسرحية مثيرة للاشمئزاز. ولكن من خططوا لها ومن شاركوا فيها مخطئون على حد سواءب.
وندد الرئيس الايراني بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما والحكومة البريطانية التي انتقدت قمع التظاهرات، وقال القد نصحناهم مرارا، ولكن يبدو أنهم مصرون على تلقي الاهانةب.
إنقسام داخلي
إطلاق تسمية معارضة على الذين يواجهون القوى الحاكمة في طهران عبر المظاهرات الأخيرة غير دقيقة، لأن الذين دخلوا في تحد مع النظام الذي يشكل كل من الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية، وعلي خامنئي المرشد الأعلى أهم أقطابه هم على الصعيد العلني من ضمن هؤلاء الذين شكلوا جزء من الجهاز الحاكم في فترات زمنية مختلفة منذ إسقاط الشاه رضا بهلوي. وبمعنى آخر فهم جزء من نظام ولاية الفقيه، وأن ما يحدث هو نتيجة انقسامات عميقة في النخبة الحاكمة. البعض خاصة في الغرب وصفهم بالمعتدلين الذين يسعون لإصلاح النظام والإطاحة بالمتشددين.
هذه الوضعية تعني أن معارضي النظام بمعنى الكلمة أي الذين يرفضون ولاية الفقيه ليسوا القوة الرئيسية المحركة لموجة الإحتجاج التي بدأت في يونيو 2009.
الاصلاحي الإيراني مهدي كروبي وزعيم حزب ااعتماد ميلليب المعارض قال: الملالي يذبحون الابرياء في عاشوراء. وجاء في موقع اجرسب الاصلاحي التابع له على الانترنت، أن مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات الرئاسية قال في بيان اما الذي حدث لهذا النظام الديني ان يأمر بقتل ابرياء خلال يوم عاشوراء المقدس. الماذا لا يحترم الحكام مثل هذا اليوم المقدس؟ب.
واوقف اربعة الاف متظاهر على الاقل خلال المظاهرات التي جرت خلال عاشوراء، كما قتل 36 شخصا خلال اعمال العنف بحسب حصيلة غير رسمية ومن 8 الى 14 حسب حصيلة الشرطة، بينما تشير حصيلة المعارضة الى مقتل 72 شخصا.
وأكد كروبي اإنهم االحكومةب أخرجوا الجمهورية الإسلامية عن مسارها حيث محوا الشطر الخاص بالجمهورية وفرغوا الشطر الإسلامي من معناهب. إنه احقيقة لأمر عبثي أن يوجد في بلد فصيل واحد يحكم ويفعل ما يشاء بينما في الواقع هناك أطراف أخرى لا يمكن أن تقول شيئاب.
وكان قادة كبار في الحركة الاصلاحية قد وجهوا في شهر يوليو 2009 أصابع الأتهام الى مجتبي خامنئي أبن المرشد الاعلى فيما يتعلق بالطريقة التي تمت بها إدارة الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو 2009 والأزمة التي تبعتها، والطريقة التي تم بها قمع المظاهرات في الشارع بعد الانتخابات. وقال مصدر إيراني أن رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني أعرب لمسؤولين كبار في المؤسسة الإيرانية الحاكمة عن غضبه من تدخلات مجتبي خامنئي وقادة عسكرين من الحرس الثوري في الانتخابات الإيرانية.
فيما أشار مصدر إيراني أخر الى ان مهدي كروبي قال: اإبن خامنئي مسؤول عن الانقلاب العسكري في إيرانب في وصف لما قيل أنه ولاية رئاسية ثانية لنجاد.
توظيف العنف
من يوصفون بالمتشددين في طهران وظفوا العنف على نطاق واسع ضد زملائهم السابقين الذين قال البعض، أن غضبهم نابع فقط عن عدم تمكنهم من الوصول الى الحكم عبر انتخابات يونيو.
فقد هاجم نحو 1000 من عناصر ميليشيا الباسيج مكاتب الاصلاحي يوسف صانعي في وسط مدينة قم. وكسرت عناصر من الميليشيا باللباس المدني نوافذ مكتب صانعي واعتدوا على موظفيه بالاهانات والضرب، حسب موقع نوروزنيوز.اي ار، الناطق بإسم حزب اجبهة المشاركة الاسلامية في ايرانب. كما وضعوا ملصقات للمرشد الأعلى علي خامنئي مكان صور يوسف صانعي.
وجاء الهجوم بعد يوم من جنازة الاصلاحي حسين علي منتظري وهو من منظري الثورة ضد الشاه وأحد واضعي دستور الجمهورية، والذي عين بعد طرد الشاه خليفة للخوميني ثم تم إبعاده في مارس 1989 بعد ان اتخذ مواقف ضد تشدد النظام التدريجي في مواجهة الخصوم، وفرضت السلطات على منتظري الاقامة الجبرية في مدينة قم مدة 25 عاما خوفا من تأثيره.
حتى ذكرى منتظري لم تسلم من البطش فقد قررت عائلته الغاء جزء من مراسيم العزاء بعد أن هاجم أعضاء من الميليشيا باللباس المدني مكاتب منتظري وابنه سعيد في أعقاب جنازته.
العديد من المراقبين يتوقعون إتساع الهوة بين جناحي نظرية ولاية الفقيه بسبب تعاظم حدة وخطورة اتهامتهم المتبادلة. فمثلا أرجعت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وفاة حسين علي منتظري التي وقعت السبت 19 ديسمبر االى مضاعفات ناجمة عن إصابته بمرض السكريب، ولكن معارضين لسلطة علي خامنئي يرجحون فرضية تعرضه للقتل.
وكان الرجل المعارض، قد بدا بصحة طيبة خلال التظاهرات المناهضة لإعادة انتخاب نجاد، ولكنه عانى من تدهور أسرع من المألوف في صحته، منذ أن تحول إلى واحد من أكبر رموز المعارضة لسلطة خامنئي.
وذكر معارضون إيرانيون أن السلطات لم تسمح لهم بالحصول على معلومات عن سبب الانهيار السريع لصحة منتظري، وأرجعوا وفاته الى تغيير في الأدوية التي كان يتلقاها.
وكان منتظري يتلقى حقنا من الانسولين، وقالت المصادر الرسمية أنه كان يعاني من الربو ومن مشاكل رئوية، إلا أن المعلومات التي يتناقلها قادة المعارضة الإيرانية والتي يقودها المرشح الرئاسي السابق مير حسين موسوي تفيد ان صحة منتظري لم تبدأ بالتدهور إلا عندما تحول إلى تهديد حقيقي لسلطة المرشد الأعلى علي خامنئي. وهو ما يوحي بأن أنصار خامنئي، الذين لم يتورعوا عن قتل عدة معارضين بصورة متعمدة خلال إحتجازهم، ربما كانوا قد عمدوا إلى تغيير أدوية منتظري بأخرى عديمة الفاعلية، أو ذات مفعول عكسي، لكي يدفعوه إلى حتفه أملا بالتخلص من التحدي الذي صار يمثله للنظام.
ويشبه المعارضون سيناريو قتل منتظري، بذلك الذي اعتمدته إسرائيل لإغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي يعتقد على نطاق واسع أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية عمدت الى تسميمه بسم غير معروف.
ويشير المعارضون أنه على سبيل التقية المألوفة لدى ساستهم، وصف خامنئي غريمه ابالفقيه المتبحرب الذي اسخر حيزا كبيرا من حياته لخدمة الخميني. غير انه طلب االرحمة والمغفرةب له على االامتحان الصعبب الذي عاشه في اشارة الى خلافاته مع النظام.
ويذكر أن منتظري وفي آخر تصريحاته أدان في 16 ديسمبر 2009 اموت الناس الابرياءب وبتوقيف المطالبين بالحريةب وبالمحاكمات الصورية غير الشرعيةب للمعارضين.
وكان خامنئي قد اتهم منتظري بعد هذا التصريح ببالخيانةب خلال التظاهرات التي رافقت إعادة انتخاب احمدي نجاد. ويعتقد ان هذا الاتهام كان بمثابة حكم ضمني بالإعدام.
صاحب النفس الطويل
يرى الخبراء أن المعارضة بدأت مرحلة صراع جديدة حيث يبدو ان القطيعة بين قسم من الرأي العام والنظام الايراني قد اصبحت كاملة، لكن الشكوك لا تزال تحوم حول فرص هذه المعارضة غير المنظمة بالانتصار.
وقال النائب السابق والخبير الايراني احمد سلامتيان لوكالة فرانس برس انه اماراتونب وليس امباراة ملاكمةب، معتبرا ان النجاح في هذا السباق سيعود الى صاحب النفس الطويل.
واضاف اان الحركة المدنية غير المنظمة وغير الهرميةب والتي تتوسع ايجب الا تقع في شرك العنف والقمع لأنه ليس من المؤكد ان الطبقة الوسطى ستلحق بهاب.
ولاحظ جميع الخبراء الذين سئلوا، درجة جديدة في غضب المتظاهرين لاسيما بسبب الدم الذي ازهق اثناء ذكرى عاشوراء لدى الشيعة مما دفع البعض للهجوم على ميليشيا الباسيج، لكن لا يمكن مع ذلك التحدث عن عنف منظم.
كما لاحظوا في تردد القادة وانقسامهم وفي ردهم الامني نقاط التقاء مع موقف نظام الشاه خلال العام 1978 الذي سبق سقوطه. لكن هناك ايضا فوارق كبيرة اذ ان الحركة لا تقودها معارضة قوية في المنفى. فالأمر ليس سوى تطلع الى انفتاح على العالم لمجتمع أكثر حداثة من النظام القائم.
ويسود غموض كبير حول الموقف الذي سيعتمده الجيش النظامي والشرطة وكذلك حول الخلافات المفترضة داخل الحرس الثوري الذي يتمتع بنفوذ كبير.
وراى السفير الفرنسي السابق في ايران (2001-2005) فرنسوا نيكولو إنه أمر مهم ان تمتد حركة الاحتجاج الى مدن حساسة مثل تبريز في شمال غرب إيران. وقال السخرية القدر يجد النظام نفسه في مأزق شبيه بذلك الذي وجد الشاه فيه نفسهب وبيتشدد مجازفا بسقوط ضحايا يعتبرون لدى أنصارهم شهداء وباعطاء المعتقلين جوازات سياسية للمستقبلب. وفي مواجهته هناك معارضة واسعة اعفوية وغير رسميةب في صفوفها مير حسين موسوي وشركاء هم اوجوه وليس قادةب.
وإعتبر تييري كوفيل الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان قادة المعارضة هؤلاء ايبدون في مؤخرة مجتمع مدني يتقدم: في تظاهرات الاحد 27 ديسمبر ليسوا هم الذي كانوا يقودونب. وحتى ان الحركات في المنفى مثل امجاهدو خلقب ليست هي التي تتولى القيادة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين ان االتصدع هو في النظامب. وذكر فيدرين ردا على سؤال لاذاعة اار تيه الب، اكل ذلك هو من نتائج سياسة اليد الممدودةب التي ينتهجها باراك اوباما. ويعتقد فيدرين اان النظام لن يتفتت. ولا يستبعد حدوث تطور ما حتى وان اكانت الغلبة في الوقت الحاضر للفصيل الاكثر تشدداب.
وفي نظر احمد سلامتيان فإن المرشد الاعلى علي خامنئي ونظامه نجحا في تحويل اأزمة انتخابية إلى أزمة سياسية، ثم إلى أزمة نظام، ثم منذ الاحد 27 ديسمبر إلى أزمة دينية وأمنيةب. ولفت إلى أن اخامنئي أصبح على ما يبدو أسير مساعديه من معسكر الأكثر تطرفاب.
وإعتبر اان الحكم ليس مذعورا من خصم مسلح سيأتي للاطاحة به بل من مجتمع بصدد الافلات منهب.
ورأى سلامتيان في المقابل اإيران المواطنية بصدد الولادةب وسط مجتمع مختلف تماما عن مجتمع الفترة ما بين سنتي 1978 و 1979، وهو يسيطر على وسائل الاتصال الاكثر حداثة وينشط اولا امن أجل تغيير سلوك حكم قديمب.
وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في رده على سؤال لاذاعة اانفوب الفرنسية عن انطباعاته حول التطورات في ايران حلل الوضع قال أن ايران تشهد افوضى على رأس الدولةب وبمعارضة تشتد تصميماب. وتحدث الوزير الفرنسي عن اهروب بائس الى الامام، ومنافسة كبيرة بين الاجهزة التي لا تتواصل في ما بينها، ومعارضة شجاعة تزداد تصميماب.
وقال كوشنير الم ينته شيءب في ما يتعلق بالملف النووي الايراني، انحن نحاول ان نتكلم، ما زلنا نتكلم مع الايرانيين، لكن الأمر صعب، انهم يبدون رفضهم في كل مرةب.
خوف من المستقبل
إذا كان الرئيس نجاد قد اتهم معارضيه بأنهم ينفذون سيناريو وضعه الأمريكيون والصهاينة، فإن حلفاء مقربين لطهران لم يسايرو هذا الإتهام وتحركوا في إتجاه توجيه النصيحة ربما لخشيتهم أن يسفر الصراع عن خسارة طرفيه.
فيوم الأربعاء 30 ديسمبر 2009 اعتبر المرجع الديني الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله ان الحوار هو أفضل الطرق لمواجهة ما تشهده الساحة الإيرانية من خلافات.
وقال فضل الله اندعو الى التحرك على خطين: فتح أفاق الحوار الداخلي على جميع المستويات (...) واقفال كل الثغر التي يسعى المحور الاستكباري لتهديد أمن الأمة من خلالهاب، وذلك في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي اثر استقباله لوفد ايراني برئاسة مجتبى الحسيني ممثل علي خامنئي في دمشق.
ونبه المرجع الديني المعارضة الى ضرورة التحرك افي نطاق القيم والمبادىء والأسس التي تمنع اعداء الامة من استغلال اية حركة للامعان في تفتيت المواقع الاسلاميةب مشددا على ااحتضان الاسلام والنظام الاسلامي لمسالة المعارضةب.
وحتى على الصعيد الداخلي وفي مؤشر على الخوف من افلات الزمام من أيدي نجاد ومرشد الثورة، قال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني اننتظر من هؤلاء السادة الذين اشتكوا من الانتخابات ان ينأوا بأنفسهم عن الحركة المفسدة لا ان يدلوا مجددا بتصريحات تثقل الاجواءب، ملمحا بذلك الى قادة المعارضة.
وميز لاريجاني بين ااعداء الثورةب والمعارضين الاصلاحيين، وهو ما يشكل خروجا عن الخطاب الرسمي الذي ضاعف في الاسابيع الاخيرة اتهاماته لزعماء المعارضة واصفا اياههم ببزعماء المؤامرةب الرامية الى الانقلاب على الجمهورية.
مغالطات
على الصعيد الخارجي وفي الغرب بشكل خاص وجهت العديد من الدول خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وغالبية دول الإتحاد الأوروبي انتقادات لطهران بسبب قمع التظاهرات. هذه الإنتقادات استخدمت من طرف ساسة طهران لتقوية اتهاماتها للمعارضة بالعمالة للخارج. الكثيرون في خارج إيران وخاصة في الدول التي تنظر شعوبها بعين الريبة لكل ما يصدر عن الدول التي تمثل الإستعمار القديم والجديد، صدقوا الدعاية الرسمية الإيرانية، ونسوا أن الصراع ليس سوى داخل نظام سياسي يقوم على ولاية الفقيه ويطبل أكثر من أي فعل آخر على عدائه لإسرائيل ورفضه الهيمنة الأمريكية، في حين أن أفعاله العملية في غالبيتها العظمى تصب في مصلحة هؤلاء الخصوم المفترضين.
إن تأييد طهران للغزو الأمريكي لكل من العراق وأفغانستان وحصولها على السلاح من أمريكا على بواسطةإسرائيل خلال حرب الثمان سنوات ضد بغداد والتي سميت لاحقا بفضيحة االكونتراب لأكبر أدلة الإثبات على ذلك.
نوري زاده مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية وهو معارض مقيم في لندن رأى أن التنديد الغربي بقمع المظاهرات ألحق الضرر بالحركة الاحتجاجية، موضحا أن اغالبية الإيرانيين يرون أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد خانت الشعب الإيراني، ذلك أن الرئيس الأمريكي الجديد قدم نفسه كبطل لحقوق الإنسان لكنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة من يقتل أبناء الشعب الإيرانيب. مقابل هذا الموقف كان بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة والمحسوب على صقور إدارة الرئيس السابق جورج بوش، قد صرح موجها كلامه أكثر الى الرئيس أوباما اعلى المجتمع الدولي الذهاب إلى ما هو أبعد من الدعم المعنوي والتوجه إلى رفد المعارضة بدعم ملموس مثل التمويل وتوفير وسائل الاتصالات وما إلى ذلك من الأمور التي تمنح المعارضة فرصة حقيقية لتحقيق أهدافها المتمثلة في الإطاحة بالنظامب.
احقيقة العداءب
في ظل حكم الشاه رضا بهلوي اعتبرت إيران شرطي الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي، وترك الغرب وخاصة واشنطن ولندن، طهران تتوسع على حساب جيرانها فإحتلت الجزر الإماراتية الثلاث الطنب الكبرى والصغرى وأبو موسى وأخذت تمهد لإحتلال البحرين، وجندت وساندت حركة الإنفصال في شمال العراق وقامت بمحاولات عديدة لزعزعة الحكم في بغداد، والغت اتفاقية شط العرب طاعنة سيادة العراق على أرضه ومياهه الى غير ذلك.
ترافقت حملة التمدد الإيراني هذه مع زيادة هائلة في قدرات طهران العسكرية حتى أن الشاه تباهى بأن بلاده أصبحت القوة العالمية الخامسة عسكريا. غير ان تحولا حدث تدريجيا خلال تلك الفترة من أواخر عقد السبعينات في سياسة الشاه. كتبت صحف أمريكية منها االواشنطن بوستب سنة 1975 ان الشاه يريد التحول من ممثل مصالح الغرب في منطقة الخليج العربي الى شريك، أي أنه يريد جزء كبيرا من الكعكة ولا يكتفي بالفتات.
رغم العداء المعلن بين ساسة ولاية الفقيه بعد وصولهم الى الحكم في طهران سنة 1979 والولايات المتحدة وإسرائيل بوجه خاص، فإن حكام إيران الجدد واصلوا ممارسة نفس سياسات الشاه تجاه منطقة الخليج العربي والعراق بوجه خاص، وهي نفس التصرفات التي كانت واشنطن وتل أبيب توكلان لنظام الشاه القيام بها.
يوم الأربعاء 30 ديسمبر 2009 كشفت وثائق رسمية بريطانية رفعت السرية عنها ان بريطانيا رفضت استقبال شاه ايران على اراضيها حتى لا يؤثر ذلك على علاقاتها مع نظام الخوميني الذي تولى السلطة في طهران في سنة 1979.
ورأت السلطات البريطانية ان منح اللجوء الى الشاه محمد رضا بهلوي الذي دعمته لفترة طويلة، يشكل مجازفة كبيرة جدا على الصعيد الأمني ويمكن ان يزيد التوتر مع النظام الايراني الجديد.
وكان الشاه غادر في 16 يناير 1979 طهران التي عاد اليها في فبراير الخميني من منفاه في فرنسا ليؤسس الجمهورية الإيرانية.
وفي التاسع من فبراير 1979، اتصل صحافي قريب من الشاه آلن هارت برئاسة الحكومة البريطانية ليبلغها بان محمد رضا بهلوي يريد الاقامة في منزله الفخم في منطقة اسوريب جنوب غرب لندن.
واوضح هارت ان االشاه طلب منه (...) التحدث بشكل غير رسمي مع السلطات البريطانية لاختبار رد فعلها على امكانية انتقاله الى بريطانيا للعيش فيها بشكل دائم الى حد ماب، حسبما كشفت رسالة موجهة من رئاسة الحكومة الى وزارة الخارجية.
وردا على هذا الطلب، اكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية ان قرارا كهذا اسيعقد بالتأكيد على العلاقات وسيضر بها على الارجحب.
ووافق رئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان الذي كان يفترض ان يسلم السلطة الى مارغريت تاتشر في مايو 1979، على وجهة النظر هذه.
وكتب كالاهان في ملاحظات حول الوضع في 19 فبراير ان االشاه شخصية تثير جدلا حادا في إيران وعلينا ان نفكر في مستقبلنا في هذا البلدب، في اشارة الى الجمهورية الإيرانية.
لكن تاتشر لم تتردد فور توليها مهامها على رأس الحكومة البريطانية، في التعبير عن استيائها من موقف كالاهان.
وتفيد رسالة موجهة من رئاسة الحكومة الى الخارجية تحمل تاريخ 14 مايو ان ارئيسة الحكومة قالت بشكل انها تشعر باستياء عميق من عجز الحكومة عن منح اللجوء الى قائد كان برأيه (كالاهان) صديقا وفيا وثمينا للمملكة المتحدةب. غير أنه رغم ما يقال لم تبدل تاتشر قرار سابقها وابقي الشاه بعيدا عن الأراضي البريطانية.
وبعدما تنقل بين عدة دول بينها مصر والمغرب، توجه الشاه الى الولايات المتحدة ليعالج من السرطان، وتوفي في القاهرة في 1980.
المصالح هي التي تحكم العلاقات بين الدول، ومصالح طهران تلتقي مع تلك التي يسعى اليها خصومها المفترضين أو العلنيين. الأمر تكرر عبر التاريخ القديم والحديث
زيادة الأطماع
يحاول اكيهان بارجيزارب، الأستاذ الزائر بجامعة هارفارد وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة اأزادب بطهران، تفسير وتحليل دور إيران في خريطة الشرق الأوسط الكبير كما يريده المحافظون الجدد في البيت الأبيض. ويركز اكيهان بارجيزارب في دراسته على التغيرات التي طرأت على البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، والتي أدت بدورها إلى تزايد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. ويشير إلى أن تصاعد الدور الإيراني في الشرق الأوسط
بدأ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذي تعزز مع بدء الحرب الأمريكية على العراق وما تبعها من أزمات سياسية وأمنية، يجد جذوره الأولية في الأهمية المتزايدة لقضايا الشرق الأوسط بالنسبة لنظام الأمن العالمي. كما يعتبر أن السمات والخصائص الجيوبوليتيكية الطبيعية لإيران، والهيكل التاريخي والثقافي والديني لقوتها قد جعلت من طهران أحد أكثر البلدان تأثيرا في الشرق الأوسط.
وبدون أن يخوض الباحث في خلفيات تاريخية تثبت تجدد نفس الأهداف الإيرانية المترسخة، يرجع اكيهان بارجيزارب تزايد دور وقوة إيران التفاوضية في شرق أوسط ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، إلى سببين أساسيين، أولهما: الجغرافيا وطبيعة التطورات الجيوبوليتكية التي انبثقت عن أزمة العراق في عام 2003، والتي جعلت من إيران المحور الرئيس لشئون الأمن السياسي في المنطقة.
والثاني: صعود العامل الشيعي إلى السلطة في العراق والمنطقة، بشكل مكن إيران من التأثير بقوة على الديناميات السياسية في المنطقة.
سياسة إيران في عهد الشاه كانت مرفوضة عربيا وخاصة على الصعيد الشعبي لأنها كانت أداة أمريكية وصهيونية في المنطقة، ولكن بعد وصول الخميني للسلطة وتبنيه خطابا يرتكز على العداء لكل ما هو أمريكي وإسرائيلي كسبت طهران تعاطفا إقليميا، وتكرس هذا التعاطف كلما زادت هجمة الغرب على نظام طهران، غير أن الأمور بدأت في التبدل عندما كشف فراغ هذا العداء وظهور أدلة مادية عن تلاقي مصالح طهران مع خصومها النظريين.
حجم التقاسم
دراسة أجرتها مراكز رصد المانية خلال حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران، نبهت الى أن نقطة الإختلاف الأساسية بين إيران والولايات المتحدة في المنطقة الشرق أوسطية هي حجم تقاسم النفوذ والدور الإقليمي لطهران. وأشارت دراسة لاحقة لنفس المؤسسة أن أكثر ما كان يخشاه الطاقم الحاكم في البيت الأبيض خلال حكم الرئيس بوش هو أن تؤدي عملية رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط الكبير، الى تفتيت قوى إقليمية في مقدمتها إيران لأن ذلك سيضر مصالح الولايات المتحدة وحلفائها وقد يسمح ببروز قوى إقليمية قادرة على قلب التوازنات القائمة في المنطقة والتي حالت خلال عدة عقود دون تحقيق فكرة الوحدة العربية من الخليج الى المحيط.
تعتبر إيران من أكثر دول العالم اختلافا عرقيا وطائفيا. فالفرس لا يشكلون سوى ما يزيد قليلا عن نصف السكان 55 في المائة، ويشكل العنصر الأذري ربع السكان 25 في المائة، أما الجيلاك، والمازندراني، والأكراد، والعرب، والبلوش، والتركمان فإنهم يشكلون جميعا أقليات لها وزنها. والواقع أن الاختلاف العرقي واللغوي في إيران أوسع نطاقا منه لدى جيران إيران العرب في ناحية الغرب.
وفي الماضي، كان تداخل الهويات العرقية قد شكل تحديات سياسية للأنظمة الحاكمة فى إيران، فعناصر الآذريين من الشيعة في الشمال القريبين من جمهورية أذربيجان التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق، طالبوا بحريتهم الثقافية وبدرجة من الاستقلال الداخلي تجاه طهران، والبعض منهم يطالبون بالاندماج في جمهورية أذربيجان (الدولة الأم في الشمال). نفس الأمر بالنسبة للأكراد الإيرانيين في غرب إيران وغالبيتهم من السنة ويسعون للاندماج مع إخوانهم أكراد العراق في الغرب، وأكراد تركيا في الشمال. وفى الشرق يوجد البلوش وجميعهم من السنة، ويرتبطون بارتباطات مع إخوانهم في قبائل البلوش في أفغانستان وباكستان، ويسعون بدورهم للتوحد. وفي الجنوب يوجد العرب في إقليم خوزستان حسب التسمية الإيرانية ورغم أنهم في غالبيتهم شيعية إلا أنهم يريدون الانفصال لما يعانونه من إضطهاد بسبب عرقهم العربي، وهم يتمسكون بتسمية بلدهم الغني بالنفط عربستان كما كان يعرف قبل أن تحتله طهران بمساندة لندن سنة 1927، وذلك كدليل على إنتمائه العربي. وفي الشمال أيضا يوجد الأقلية التركمانية وجميعها من السنة الساعين للانفصال والانضمام إلى دولة تركمانستان في الشمال.
ثورة الأقليات
بعد سقوط الشاه نشر النظام الجديد قوات للحرس الثوري في هذه المناطق لإخماد الاضطرابات التي نشبت فيها بسبب سوء معاملة هذه الأقليات، والتمييز بينهم وبين الإيرانيين ذوي الأصل الفارسي، وتدني الخدمات الاجتماعية، وضعف وسوء حالة المرافق في المناطق التي يعيشون فيها، والتي تزداد فقرا يوما عن يوم، رغم ما تحصل عليه حكومة إيران المركزية من عائدات مالية من إنتاج هذه المناطق النفطية والزراعية والصناعية، حيث أكثر من 30 في المائة في مناطق الأكراد والأذريين يعيشون تحت خط الفقر، كما أن نسبة 70 في المائة أو أكثر من بلوشستان أيضا تحت خط الفقر.
وقد مارست قوات الحرس الثوري أساليب قمع في إخماد الانتفاضات في هذه المناطق، مما زاد من حالة السخط بين سكانها ضد نظام طهران، كانت من مظاهر ذلك اغتيال عناصر مدنية وعسكرية تابعة لحكومة طهران، وتفجير منشآت وخطوط النفط، ومهاجمة مراكز السلطة، وقطع الطرق، بل ومحاولة اغتيال نجاد نفسه.
وبرزت منظمات مسلحة ذات توجهات انفصالية واضحة، لم يقتصر نشاطها فقط على الدعوة للانتفاضات الشعبية ومقاطعة النظام والعصيان المدني، مثل الامتناع عن المشاركة في الانتخابات ولكن شملت أيضا شن هجمات مسلحة ضد مراكز سلطة النظام وأطره، وليس فقط في مناطقهم، بل نقلوا أيضا أنشطتهم المسلحة داخل العمق الإيراني والعاصمة طهران. ومن المنظمات التي برزت في هذا الشأن االحزب الديموقراطي الكرديب، و احركة الصحوة الوطنية في أذربيجان الجنوبيةب، ومنظمات معارضة مماثلة أخرى في إقليمي عربستان، وبلوشستان.
مصاعب
في 18 سبتمبر 2009 ذكرت وكالة فرانس برس: يرى محللون ان المصاعب التي يواجهها النظام الايراني منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة تحد من طموحاته لفرض نفسه قوة اقليمية في منطقة الشرق الاوسط ذات الغالبية السنية.
وقال سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية ان اايران تعيش حاليا ازمة داخلية كبيرة ووصلت هذه الازمة الآن الى السقفب.
واضاف ان هذه الازمة اتعبر عن اجيال الشباب الايراني الذين يقولون سئمنا ودعونا من التدخلاتب في شؤون دول المنطقة.
واعتبر الفرج ان ايران اتواجه حاليا مشاكل تكفيها لدرجة انها لا تستطيع ان تفجر قنبلة اسمها حرب اهلية وصدامات اهلية بين السنة والشيعة في المحيط العربيب.
ورأى الفرج ان إيران الا تستطيع ان تقدم مثال الدولةب للراي العام العربي بسبب المشاكل السياسية الحالية والمصاعب الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها الجمهورية الإيرانية مع نسبة بطالة بلغت أكثر من 12 في 2008.
من جانبه، قال رئيس مركز الخليج للابحاث الذي مقره دبي عبد العزيز الصقر ان االرغبة الايرانية كانت فرض تدخل في الشان الداخلي العربيب معتبرا ان طهران استخدمت االجانب العقائدي لتحقيق اغراض سياسيةب.
كما راى ان االتوجه العام لايران هو التدخل في الشان الداخلي العربي واستخدامه كوسيلة اساسية للضغط وتحقيق المكاسبب.
وبحسب الصقر، فإن إيران لم تعد قادرة على متابعة سياسة االتدخلب نفسها في العراق ولبنان ومؤخرا افي حرب اليمن بين الحكومة والتمرد الحوثي في صعدةب بالقرب من الحدود مع السعودية.
وبالنسبة للمسالة الفلسطينية، قال الصقر ان إيران تمارس االمساومةب معتبرا ان اهدفها الاساسي ليس تحرير القدسب كما تقول وإنما تسجيل مكاسب سياسية تعطيها قدرة على المساومة للحصول على جزء أكبر من الغنيمة في المنطقة العربية.
وذكر ان ايران اعندما رأت ان من مصلحتها ان تتعاون مع اسرائيل للحصول على قطع سلاح ومعدات خلال الحرب العراقية الايرانية لم تتوان عن ذلكب.
الغرب الغاضب من توسع مطالب طهران في حصتها من الغنيمة، والذي يقدر أن هناك تحولات يجب السماح بحدوثها لمنع تطور مناهض لمصالحه، يساند المعارضة الإيرانية في صورتها الحالية، غير أنه سيكون من المصفقين لمن ينتقدهم حاليا اذا توصل الى إتفاق تقسيم جديد للحصص.
تلك معطيات تكشف شساعة وتعقيد حركة إعادة ترتيب أوراق الصراع في منطقة الشرق الأوسط الكبير، وفي نفس الوقت تثبت أن التاريخ يعيد نفسه في غالبية الأحيان، ليس لسبب آخر وهو أن المصالح الإستراتيجية للدول أو الأمبراطوريات لا تتبدل إلا في حالة حدوث ثورة وتحول يعصف بموروثات التاريخ والجغرافيا وهو أمر صعب التحقيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.