قتل أزيد من 15 شخصا في الصدامات التي وقعت, الأحد الماضي, في طهران, وفق ما أعلنه التلفزيون الحكومي الإيراني, أمس الاثنين, نقلا عن وزارة الاستخبارات.وقال التلفزيون في برنامج خصص للتظاهرات العنيفة المعارضة للرئيس محمود احمدي نجاد، أمس الاثنين، في طهران, إنه "خلال تحركات مشبوهة قتل خمسة أشخاص على أيدي مجموعات إرهابية". وأضاف أن "وزارة الاستخبارات أعلنت أن أكثر من عشرة أعضاء معروفين في مجموعات إرهابية معادية للثورة قتلوا"، خلال هذه التظاهرات, دون أن يضيف أي تفاصيل. واشتدت حدة حركة الاحتجاجات ضد النظام الإيراني في العاصمة طهران، أول أمس الأحد، بمناسبة ذكرى عاشوراء، حيث اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين، الذين وصفتهم ب"المنافقين" و"مثيري الفتنة"، ما أدى إلى مقتل أزيد من 15 شخصا بحسب المصادر الرسمية، من بينهم ابن شقيق زعيم المعارضة الإصلاحي، مير حسين موسوي، فيما اعتقل المئات من المتظاهرين، الذين رددوا شعارات معادية لكبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية. كما أعلن الموقع الإلكتروني للمعارضة الإيرانية رهسبز، أمس الاثنين، أن أجهزة الأمن اعتقلت ليل الأحد الاثنين وزير الخارجية الأسبق إبراهيم يزدي، زعيم حركة تحرير إيران (معارضة ليبرالية) في منزله. وقال الموقع إن يزدي، الذي يتزعم حركة تحرير إيران غير القانونية، لكن السلطات تغض النظر عن نشاطاتها ووزير الخارجية في الأشهر الأولى من الثورة الإسلامية في 1979 "أوقف في منزله واقتيد إلى مكان مجهول من قبل عناصر أمن". وأضاف "إنه كان دعي إلى أحد مكاتب وزارة الاستخبارات لكنه لم يتوجه إلى هناك". وأعلن رادان أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت 300 شخص خلال التظاهرات التي وقعت الأحد، حسب "إرنا". وأوضحت الشرطة الإيرانية أن العشرات من عناصرها أصيبوا خلال هذه التظاهرات، من بينهم قائد شرطة طهران نفسه، قائد عزيز الله رجب زادة، الذي نفى تقارير إعلامية بمقتل العديد من المتظاهرين على أيدي قوات الأمن. وكانت أجهزة الأمن نشرت آلاف العناصر في شوارع مختلف المدن الإيرانية منذ فجر الأحد تحضيراً للمسيرات التي تنظمها القوى المختلفة بمناسبة عاشوراء، تحسباً لتحركات تقيمها المعارضة التي تواصل احتجاجها على نتائج الانتخابات الرئاسية التي منحت محمود أحمدي نجاد ولاية ثانية. واتهمت الوكالة الرسمية وسائل الإعلام الأجنبية بأنها "أعدت نفسها منذ فترة لإيجاد الفتنة والاضطراب في عاشوراء"، وقدرت أعداد المحتجين بنحو ألف شخص فقط. وعلى المستوى الدولي نددت فرنساوالولاياتالمتحدة وإيطاليا بالتدخل العنيف الذي نفذته الشرطة الإيرانية ضد المتظاهرين، واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، مايك هامر، تدخل الشرطة الإيرانية ضد المحتجين "قمعا عنيفا وظالما" تمارسه الحكومة في حق المدنيين. وقال المتحدث الأميركي في بيان أصدره بواشنطن "ندين بقوة القمع العنيف والظالم للمدنيين بإيران الباحثين عن ممارسة حقوقهم الكونية". وأضاف "الأمل والتاريخ إلى جانب الذين يتطلعون بسلم إلى حقوقهم المدنية، وكذلك ستكون الولاياتالمتحدة". كما شدد على أن "الحكم بالعنف والتخويف لم يكن أبدا عادلا" مضيفا "كما سبق أن قال الرئيس باراك أوباما في أوسلو، فإنه عندما تخشى الحكومات من تطلعات شعوبها أكثر من خشيتها من قوة أي دولة أخرى، فإن ذلك شيء معبر". من جهتها، أدانت فرنسا ما سمته "الرد العنيف" للشرطة الإيرانية على "متظاهرين عاديين" وكذلك "الاعتقالات العشوائية" التي نفذتها في صفوفهم، حسب ما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية. أما إيطاليا فأدانت تدخل الشرطة ضد المتظاهرين ودعت إلى حوار سياسي، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "الحفاظ على حياة الناس قيمة أساسية يجب الدفاع عنها في كل مكان وتحت أي ظرف".