طالبت إيران مجلس الأمن الدولي ، التابع للأمم المتحدة، بإدانة التفجير الذي أودى ، يوم الأحد الماضي، بحياة 42 من مواطنيها ، بينهم ستة من قادة الحرس الثوري . وقال المندوب الإيراني بالأمم المتحدة، محمد خزاعي، في رسالة إلى السفير الفيتنامي ، لي لونغ مين، الرئيس الحالي لمجلس الأمن ، إن بلاده تتوقع أن «يرد مجلس الأمن على هذا الهجوم الإرهابي بإدانته بأشد التعبيرات.» وقد توعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني بإجراءات انتقامية لمعاقبة المسؤولين عن تفجير مدينة سرباز الدامي . وقال إن وفدا أمنيا سيتوجه إلى باكستان للمطالبة بتسليم زعيم "جند الله" ، متهما الاستخبارات الباكستانية والأميركية والبريطانية بأن لها صلات مع المنظمة. لكن الدول الثلاث نفت تلك الاتهامات. وقال اللواء محمد علي جعفري، للصحفيين في طهران، إن لدى سلطات الأمن وثائق تثبت بشكل قاطع "صلات مباشرة" بين منظمة جند الله وبريطانيا وأميركا وهيئات المخابرات الباكستانية. وأشار إلى أنه ما من شك في أن زعيم "جند الله" ، عبد المالك ريغي، وخططه، تقع تحت مظلة وحماية أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والباكستانية. وأوضح أن وفدا أمنيا سيتوجه إلى باكستان لتسليم هذه الوثائق للسلطات الباكستانية، وإطلاعها على المعلومات التي لدى طهران عن الجهات التي تدعم "الإرهابيين" في باكستان. وتعهد اللواء جعفري بالثأر في الوقت المناسب من المسؤولين عن "الجريمة" التي وقعت بمدينة سرباز، بمحافظة سيستان وبلوشستان الحدودية مع باكستان، واتخاذ إجراءات انتقامية لمعاقبة الاستخبارات الأميركية والبريطانية. وقد أجرى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اتصالا هاتفيا مع نظيره الباكستاني، آصف علي زرداري، طالبه فيها بالمساعدة سريعا في ملاحقة المسؤولين عن هجوم سرباز "، وضرورة التعاون المشترك لتحديد جدول زمني لمواجهة المجرمين الإرهابيين والقضاء عليهم". واتهم نجاد مسؤولين أمنيين في باكستان بالتعاون مع العناصر المدبرة للتفجير، وطالب إسلام آباد بعدم التأخر في اعتقالهم وتسليمهم لإيران، في حين استدعت الخارجية الإيرانية القنصل الباكستاني للاحتجاج على ما وصفته تسلل عناصر إرهابية من إقليمباكستاني مجاور. ورد الرئيس الباكستاني بإدانة الهجوم الانتحاري ووصفه بالبربري، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعم إيران على المستويين الثنائي والإقليمي لكبح جماح التشدد والقضاء على المسلحين، كما نفت السلطات الباكستانية ضلوعها بأي أنشطة "إرهابية". وفي سياق التطورات المتسارعة، عقب التفجير الذي قتل فيه ستة من كبار قادة الحرس الثوري، أثار نائب بالبرلمان الإيراني احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقب منظمة «جند الله»، التي تبنت الهجوم . ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن النائب عن محافظة سيستان وبلوشستان، بيمان فروزش، قوله "هناك إجماع على مشاركة قوات الحرس الثوري وقوات الأمن في عمليات بأي مكان تراه ضروريا" في إشارة -على ما يبدو- إلى اتفاق النواب على هذه المسألة. وأضاف أن "هناك إجماعا حتى على أن تجرى هذه العمليات في الأراضي الباكستانية".