قطع المغرب الذي يخلد اليوم الثلاثاء اليوم الوطني لمحاربة الأمية أشواطا هامة في مجال القضاء على الأمية خلال موسم 2008 / 2009 . وبالفعل ، فقد عرف عدد المستفيدين من برامج محاربة الأمية ، حسب تقرير لقطاع محاربة الأمية والتعليم غير النظامي ، ارتفاعا واضحا ، انتقل معه من 286 ألف و425 مستفيد خلال موسم 2002 / 2003 إلى 656 ألف و307 خلال موسم 2008 / 2009 ، أي بزيادة بلغت نسبتها 130 في المائة . ويشير هذا التقرير إلى غلبة العنصر النسوي بين المستفيدين ، ب551 ألف و 306 مستفيدة ، وهو ما يمثل84 في المائة من مجموع المستفيدين من عملية محاربة لأمية . وقد استفاد22ألف و 914 شخص من برنامج محاربة الأمية برسم موسم 2008 / 2009 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أي5 ر3 في المائة من مجموع المستفيدين . وفضلا عن تجهيز مصالح التعليم غير النظامي ومحاربة الأمية بواسطة أجهزة الحاسوب, تميز هذا الموسم بتنظيم دورات تكوينية لفائدة العاملين في المصالح العمومية الجهوية المكلفة بمحاربة الأمية والمكونين . ويعكف حاليا قطاع محاربة الأمية والتعليم غير النظامي على إنجاز عدة دراسات ، وخاصة حول أثر برامج محاربة الأمية على سلوكات ومواقف المستفيدين وعلى محيطهم السوسيو اقتصادي . وخلال موسم2008 / 2009 أعطيت مكانة متميزة للتواصل والتعبئة في إطار عمل هذا القطاع , ترجمت على الخصوص بتنظيم حملة وطنية واسعة وإنتاج فيديو كليب لحث المواطنين على التسجيل في هذه البرامج . وفي ما يتعلق بالتعاون الدولي ، أقام قطاع محاربة الأمية والتعليم غير النظامي شبكة للتبادل حول عدة مشاريع وخاصة دعم استراتيجية محاربة الأمية ، ومشروع «أونينيتونو »لبث دروس خاصة على قناتي « الأولى » و«العربية » وعلى القناة الإيطالية « راي نيتونو سات1 ». وتعكس هذه النتائج الهامة إرادة سياسية حازمة لجعل محاربة الأمية ضمن أولويات العمل الحكومي . وهكذا ، فإن الحكومة الحالية دعت في إطار تصريحها السياسي العام ، إلى خلق وكالة وطنية لمحاربة الأمية , ووضعت كهدف تخفيض نسبة الأمية إلى20 في المائة في أفق 2010 عوض5 ر38 في المائة المسجلة في2006 . وشددت الحكومة في نفس التصريح على ضرورة إعطاء الفرصة لحوالي مليون من الأطفال غير الممدرسين تتراوح أعمارهم بين9 و15 سنة لتلقي تعليم من خلال برنامج ممتد على مدى خمس سنوات . ومن أجل تحقيق هذا الهدف ، يجب تسجيل حوالي250 ألف طفل كل سنة في برامج محاربة الأمية وفتح الأبواب أمامهم للاندماج في التعليم النظامي والتكوين المهني . وتجدر الإشارة إلى أن جلالة الملك محمد السادس يولي أهمية خاصة منذ تولي جلالته العرش لمحاربة الأمية . وفي هذا الصدد أطلق جلالته في أكتوبر2003 حملة تحت شعار «مسيرة النور »،وأعلن عن خلق كتابة دولة أنيطت بها منذ ذلك الحين مهمة محاربة آفة الأمية . وكان المغرب قد منح « جائزة كونفوشيوس »لمحاربة الأمية عن برنامجه الموجه للمراهقين في المناطق القروية. وحصلت وزارة الصيد البحري البحري على الجائزة الدولية « مالكوم أديسيشياه » التي تمنحها منظمة الأممالمتحدة للتربية الثقافة والعلوم ( اليونسكو ) ، لتمكينها الصيادين من التغلب على الأمية. وقد كانت حصيلة السنة الفارطة إيجابية بالفعل ، غير أن القضاء على آفة الأمية لازال يتطلب بذل العديد من الجهود .