أجمع المشاركون في اختتام أشغال المؤتمر العالمي السادس والعشرين الذي احتضنت مراكش أشغاله الى أن هذا الملتقى العلمي كان متميزا في نواحي عدة من حيث جودة وقيمة وتنوع ووفرة المواضيع والأبحاث والدراسات العلمية المطروحة و أيضا من حيث جانب التنظيم في ملتقى يعقد لأول مرة بدولة عربية وإفريقية. وأكد أحمد لحليمي علمي المندوب السامي للتخطيط في تصريح للعلم بأن المؤتمر أدى مهمته كاملة و في أحسن الظروف سواء منها المادية أو من حيث عدد المداخلات الشفوية والملصقات الجدارية مشيرا الى أن الملتقى كان بمثابة جامعة علمية تم إنتاجها من جديد لخدمة المجتمع الحديث. وقال بأن المحصلة المتوفرة الآن من الخلاصات العلمية والدراسات الديمغرافية قد تعدت المرحلة حيث المقاربة الديمغرافية الآنية تداخلت فيها الكثير من المواد العلمية والاختصاصات وأضحت الانتروبولوجيا في قلب قضايا السكان. وأشار إلى أن المغرب سيسعى للاستفادة من كل الدراسات والعروض بهدف إغناء وتصحيح سياسته في ميدان التنمية البشرية وقضايا السكان. الجلسة الختامية تميزت بتتويج أربعة من بين أجود الدراسات العلمية الألف التي تم تقديمها وعرضها في ملصقات جدارية. أما الحسم في البلد الذي سيحتضن الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر العالمي للسكان المقرر عقدها سنة 2013 فسيتم خلال شهر فبراير المقبل حيث قدمت 3 دول الترشيح لاستضافتها والأمر يتعلق بكوريا الجنوبية واستراليا وكندا. كما ستعمل الأمانة العامة للاتحاد الدولي للدراسات حول السكان بإرسال كل الدراسات العلمية التي تناولها المؤتمر إلى مختلف الحكومات العالمية بهدف الاستفادة من الأبحاث الميدانية لتحقيق الأهداف الآنية. تبقى الإشارة إلى أن المؤتمر العالمي للسكان تناول في دورة مراكش مواضيع متعددة ومتباينة مرتبطة بالاشكاليات والتحديات الديمغرافية في العالم وقضايا الفقر والهجرة وهجرة الأدمغة وتفاقم التغيرات المناخية وآثار التطور والانفجار الديمغرافي والمشاكل التي تمس البلدان النامية وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية وحركات السكان والتنمية البشرية وصحة الأم. كما خصص المؤتمر حصة هامة من أشغاله لتناول الظاهرة السكانية العربية والاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بها، وأبدى انشغالا كبيرا من فجوة الفقر بين مختلف شرائح المجتمع والسبل الكفيلة بإفراز نوع من العدالة الاجتماعية.