بفضل تقاليدها وحفاوة استقبالها وموروثها الحضاري والتاريخي وغنى ثقافتها، عززت مدينة مراكش سنة 2009، مكانتها كأرض للمتلقيات الدولية لتبادل الافكار ووجهة سياحية مفضلة. - إعداد سمير لطفي -
ولم تكن المكانة التي اكتسبتها المدينة الحمراء كقاطرة للسياحة الوطنية ووجهة لسياحة الاعمال، محض صدفة، بل هي نتاج لسياسة انتهجت منذ سنين من قبل السلطات العمومية، والمدعمة بشكل أكبر بالجهود الكبرى لكافة مكونات المجتمع، خاصة المنتخبين المحليين والفاعلين بالمجتمع المدني.
ويتجسد هذا الإشعاع أيضا من خلال المؤهلات التي تزخر بها المدينة الحمراء، خاصة في ما يتعلق بالجوانب التاريخية والثقافية، وتنوع وأصالة مواقعها الطبيعية التي تتوفر عليها الجهات التابعة لها، خاصة إقليمالحوز بمحطته للتزحلق على الجليد وأحواضها ومحمياتها الطبيعية.
كما يتجلى تفرد أرض السبعة رجال، من خلال قربها بالمحطات السياحية الشاطئية الاخرى، خاصة مدن أكادير وأسفي والصويرة والجديدة، وكذلك بفضل تنوع بنياتها الاستقبالية والترفيهية، والتي تستجيب تماما للمواصفات الدولية من حيث الامن والراحة.
وحسب احصائيات المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، فإن المدينة الحمراء تتوفر حاليا على 135 فندقا و700 رياضا مصنفا، حيث توفر ما مجموعه 42 ألف سريرا دون احتساب الفنادق غير المصنفة والرياضات والدور المفروشة، والتي تقدم بدورها بنية استقبال لا يستهان بها.
وبالرغم من الظرفية العالمية، فإن مدينة مراكش تستقطب كل سنة استثمارات هامة في مجال البنيات الفندقية والسياحية، حيث تعيش مراكش على إيقاع إنجاز 10 مشاريع فندقية جديدة مصنفة سنويا بقدرة استيعابية تصل الى 5000 سريرا/سنويا، في حين يتوقع مهنيو القطاع بلوغ قدرة سريرية تقدر بأزيد من 65 ألف سريرا في أفق 2012.
وبخصوص عدد الوافدين بالفنادق المصنفة، فقد وصل الى مليون و346 ألف و385 سائحا في متم شهر أكتوبر الاخير، مما وفر حوالي أربعة ملايين و674 ألف و447 ليلة سياحية خلال نفس المدة.
وبفضل هذا النجاح، تمكنت المدينة الحمراء من احتضان طيلة سنة 2009، عددا من التظاهرات الكبرى في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والرياضية والثقافية والاجتماعية، هذه الملتقيات تؤكد مرة أخرى قدرة ونجاعة مدينة مراكش والمملكة المغربية على تنظيم أكبر الملتقيات الدولية.
وفي هذا الإطار، احتضنت مدينة مراكش ما بين 16 و20 دجنبر الجاري، فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور 34 وزيرا إفريقيا في الداخلية واللامركزية، وأزيد من 3600 فاعلا في التنمية المحلية يمثلون 72 بلدا من العالم، من ضمنهم 47 بلدا إفريقيا.
وقبل ذلك احتفلت المدينة الحمراء ما بين 4 و12 دجنبر الجاري بالسينما العالمية بتنوعها الثقافي والفني، وذلك من خلال احتضانها للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي أطفأ هذه السنة شمعته التاسعة بحضور ثلة من السينمائيين العالميين.
وبمبادرة من مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، اختارت حوالي 400 مشاركة المدينة الحمراء لتنظيم أشغال الملتقى الثاني ل"مغربيات من هنا وهناك"، الذي نظم تحت شعار "تأنيث الهجرة.. الدينامية الدولية والخصوصية المغربية".
وعلى مدى يومين (2 و3 نونبر الماضي)، احتضنت مراكش الدورة السادسة لمنتدى المستقبل تحت الرئاسة المشتركة لايطاليا بصفتها رئيسة مجموعة الثمانية برسم السنة الجارية. وعرفت هذه الدورة مشاركة عدد من الوزراء في الشؤون الخارجية بدول شمال إفريقيا والشرق الاوسط ومجموعة الثمانية.
تظاهرة أخرى احتضنتها المدينة الحمراء يومي 22 و23 نونبر الماضي، وهي أشغال المؤتمر الوزاري لمبادرة الإدارة الرشيدة والاستثمار لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية (مينا)، التي عرفت مشاركة ثلة من الشخصيات من عالم السياسة والاقتصاد وفاعلين في المجتمع المدني.
وبحضور أزيد من 2400 مشارك يمثلون أزيد من 100 دولة، نظمت بمراكش ما بين 27 شتنبر وثاني أكتوبر الماضيين، أشغال المؤتمر الدولي ال26 للسكان، وذلك بمشاركة أزيد من ألفين و200 من الأخصائيين والخبراء في الدراسات الديمغرافية يمثلون 114 بلدا، وذلك بمبادرة من المنظمة الدولية للدارسات العلمية والسكان والمندوبية السامية للتخطيط .
وحظيت كذلك المدينة الحمراء بتنظيم، ولاول مرة على الصعيد الافريقي، أشغال المؤتمر ال16 للجمعية العالمية لعلم أمراض الدواجن (8 إلى12 نونبر الماضي)، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمشاركة حوالي 1500 شخصا يمثلون أزيد من 80 دولة، من ضمنهم خبراء واختصاصيين ومسؤولين وصناعيين في قطاع الدواجن.
وخلال يومي 29 و30 أكتوبر الماضي، شارك حوالي 300 مسؤول وخبير في مجال الشراكة بين القطاعين والخاص في مجال النقل، في المنتدى الافريقي للبنيات التحتية في مجال النقل، حول موضوع "تطوير وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام الخاص في مجال البنيات التحتية للنقل"، كما كان لها شرف احتضان يومي 14 و 15 نونبر الماضي، المؤتمر الرابع للحرية الاقتصادية في العالم العربي، الذي نظم من قبل مؤسسة فرايزر ومؤسسة الابحاث الدولية، بشراكة مع مؤسسة فريديريك نيومان من أجل الحرية ومركز الشباب مسييري المقاولات.
وفي الفترة ما بين 19 و21 يونيو الماضي، احتضنت مراكش ولأول مرة على المستوى الافريقي والعربي المؤتمر العالمي ال12 لعلم النفس الرياضي، وذلك بمشاركة 1000 خبيرا وباحثا في هذا المجال.
والى جانب هذه التظاهرات الكبرى، تحتضن مدينة مراكش مجموعة من الملتقيات كالمراطون الدولي لمراكش، والمهرجان الدولي لفن الضحك، والمهرجان الدولي للسحر، والمهرجان الدولي للفنون الشعبية، ومهرجان السلسا، فضلا عن تنظيم معارض مهنية ك"ماروكان ترافل ماركيت"، والمعرض المهني للسياحة.