تختتم اليوم بمراكش أشغال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي لتثمين الفوسفاط والمواد الفوسفورية (كوفافوس3 ), الذي نظم خلال يومي 19 و20 مارس 2009 ، بمبادرة من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وشكل هذا الملتقى, ذي القيمة المضافة والوقع الكبير في مجال البحث العلمي, المنظم بتعاون مع شبكة الباحثين حول الفوسفاط (روشيرشفوس) ومركز الدراسات والأبحاث للفوسفاط المعدني (سيرفوس), وبمشاركة أزيد من300 باحث يمثلون25 دولة, فرصة لتدارس نتائج البحث العلمي في مجال المواد الفوسفاطية وكيفية استغلالها وتحويلها وتثمينها والعمل على التحكم في مؤثراتها الصناعية في إطار التنمية المستدامة. وأوضح عبد الاله كوسير رئيس المؤتمر وباحث بالمكتب الشريف للفوسفاط خلال اليوم الأول من هذه التظاهرة أن هذا اللقاء, الذي جمع ثلة من الباحثين والجامعيين والصناع, يعد فضاء للتبادل والتحاور ونشر نتائج الأبحاث التطبيقية حول الاستغلال الصناعي للفوسفاط ومشتقاته. وأشار الى أن الصناعة الفوسفاطية مقارنة بباقي الصناعات, التي تعرف الشمولية وتخضع للتنافسية الدولية, تحتاج الى التجديد وإدماج المعارف الحديثة من أجل تحسين المناهج وخلق منتوجات جديدة وعقلنة استعمال الماء والطاقة لمواجهة التحديات البيئية. وأوضح أنه لبلوغ هذه الأهداف يجب تثمين وتنويع البحث العلمي والتكنولوجي, مذكرا في هذا الإطار بأن أشغال المؤتمر ستناقش بالخصوص مواضيع ترتبط بالمجالات الجيولوجية وتثمين الفوسفاط والمواد الفوسفاطية والبيئة والأسمدة والتخصيب. و أكد نائب رئيس جامعة القاضي عياض محمد العربي سيد مو أنه في إطار الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة أصبحت العودة الى المجال الفلاحي ضرورة ملحة مع ما يترتب عنها من اعتماد على المواد الفوسفاطية بدرجة أولى, مشيرا في هذا الصدد الى أهمية نهج استراتيجية معقلنة في مجال البحث العلمي والتكنولوجي لتطوير هذا القطاع وتحقيق تنمية مستدامة. وبخصوص البحث العلمي, أوضح سيد مو أن جامعة القاضي عياض تتوفر على عدة مختبرات مختصة في مجال تثمين المواد الفوسفاطية حيث يشارك باحثوها بدينامية على المستويين الوطني والدولي في مختلف مشاريع الأبحاث العلمية واللقاءات والورشات المتعلقة بهذا المجال . و أكد جمال مغنوج مدير مركز الدراسات والأبحاث للفوسفاط المعدني (سيرفوس), في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن المغرب يعد رائدا في مجال الفوسفاط على المستوى العالمي, مشيرا إلى أنه ترسيخا لهذه المكانة يولي المكتب الشريف للفوسفاط, بدعم من الجامعات المغربية, اهتماما خاصا للبحث وتطوير المواد الفوسفاطية. ومن أجل مواجهة الإكراهات الاقتصادية العالمية وتطوير هذا القطاع مستقبلا, أكد مغنوج على ضرورة إدخال التكنولوجيات الجديدة, مؤكدا أن هذا المؤتمر يدخل في إطار ما يوليه المكتب الشريف للفوسفاط من أهمية للبحث العلمي والتنمية بغية تثمين الفوسفاط والمواد الفوسفورية, وخلق فرص للتبادل العلمي بين الجامعة وعالم الصناعة. وناقش المشاركون في هذا اللقاء مواضيع تهم بالأساس جيولوجيا الفوسفاط وتثمين الفوسفاط والحامض الفوسفوري والأسمدة والتخصيب والمواد اللاعضوية للفوسفاط والمواد الفوسفو-عضوية والاستعمالات الجديدة للفوسفاط والفوسفوجبس والبيئة والتآكل والسلامة الصناعية, فضلا عن تنظيم أوراش ترتبط بانشغالات منتجي الفوسفاط في مجال تطوير تقنيات التصنيع وتأثيرها على البيئة, إلى جانب موائد مستديرة لتعميق تبادل الخبرات بين الباحثين والمنتجين والممونين حول الطاقة وتقنيات تصنيع وتثمين الفوسفاط . وتفيد المعطيات المتوفرة أن المكتب الشريف للفوسفاط حقق سنة2007 ما يناهز19 في المائة من المواد المصدرة, حيث ساهم في الناتج الداخلي الخام بنسبة5 ر2 في المائة, ويضم برنامجه الاستثماري22 مليار درهم في أفق2012 .