يذهب البعضُ إلى القول بأنّ فيروسَ H1N1 المُسمّى «أنفلونزا الخنازير» «والخنازير بريئة منه»، هذا الذي اجتاح بلدانَ العالَم في ظرف زمنيٍّ قياسي ما هو إلاّ مؤامرةٌ يقودها سياسيون ورجالُ أعمال وشركاتُ أدويةٍ في البلدان الغربية الكبرى بتحريضٍ من قِبَلِ جماعات اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية ومؤسَّساتِه السياسيّةِ. بل ثمّة مَنْ يفسِّرُ انتشار هذا الفيروس بكونه تحضيرًا من «عصابة دولية» لارتكابِ إبادةٍ جماعيةٍ من خلال فرض التطعيم الإجباري على البَشَرِ انطلاقا من يقينها بأن «فَرْضَ هذه اللقاحات بشكل متعمَّد على البشر، يتسبب في أمراض قاتلة». ذلك أنّ فيروس أنفلونزا الخنازير «وأعتذر عن عنصريّة التسمية» من الفيروسات المركَّبَة جينياً بحيث يحتاجُ المصابُ به لقاحًا قويًّا تعمل تعكِفُ الآن شركات الأدوية الكبرى على إنتاجِ كمياتٍ كبيرةٍ منه لتطعيم سكان العالم.، وتكمن قوّة هذا اللقاح في محتوياتِه التي تتضمّن موادَّ مثل «السكوالين» التي متى زادت جرعاتُها في الجسمِ تفتك بالإنسانِ فتكًا بطيئًا إذْ تقتُلُ فيه القدرة على الحُبِّ والإنجابِ وتُدمِّرُ فيه مناعةَ جسدِه ضدَّ الأوبئةِ وتفتحُ أيّامَه على الإصابة بمرضِ الزهايمر وتصلّب عضلات القلب. فهل نَذْهبُ إلى تصديقِ هذا التحليل الذي جعل المواطنين الأمريكيّين يرفضون قبولَ التلقيحِ بهذا المصلِ أو نُرْجِعُه إلى مسألةِ «نظريّة المؤامرة» التي يُفسِّرُ بها البعضُ أسبابَ مآسيهم؟ *** شاعرٌ أمضى كثيرًا من أيّامِ عُمُرِه يكتُبُ الشعرَ ويُغنّيه ويتلعثَمُ أثناءَ النّطق به ما دفعَه إلى الاقتصادِ فيه فاشتهر بقصائدِ الصمتِ، تحوّل أخيرًا إلى ناشِرٍ للشعر ومُصمِّمٍ للكتبِ والمجلاّت وحوّل إحدى المؤسّسات التي يشتغل بها إلى دار نشرٍ خفيّةٍ. ونسأل: هل عزوفُه عن كتابةِ الشعرِ وإقبالُه على نشرِه تَشي بخوفه من تفشّي أنفلونزا الشعراء ذوي الجعبات الفارغة من القدرةِ على ممارسةِ اللغةِ أو إنّ الأمرَ ليس إلاّ ذكاءً منه وفطنةً بأنّ فعلَ الكتابةَ لا يضمنُ «الرّغيفَ» وبأنْ يكون الشاعرُ ناشِرًا أفضلَ من أنْ يكون ناشلاً؟ *** فنّانةٌ حجّتْ قبل ظهور أنفلونزا الخنازير، وحرّمتْ على نفسِها، بإحرامِها، كلَّ ما من شأنِه أن يُفْسِدَ علاقتَها بخالِقِها، انوجدتْ فجأةً ترقُصُ بمسرَحٍ من المسارِحِ الليليّةِ وتُغنّي أغانيَ شبقيّةً وتفتحُ أزرارَ قميصِها «وكان دون أزرارٍ أصلاً» بل وانبطحت على خشبة المسرحِ في شيءٍ من «هيتَ لَكْ» مَا جعل جمهورَها المُتَصابي يعتَرِفُ لها بأزماتِه العاطفيّةِ ويبكي من كثرةِ الحرمان الجسديّ الذي يعيشُ، وهو يُصفِّقُ ويتعرَّى وتسري بين أفرادِه أنفلونزا «الحَكَّةِ» بحيث ظلَّ كلّ واحِدٍ يحكُّ جسدَ الآخرِ حتى بعد أن انتهتِ الحفلةُ. فهل جاوزَ «تدَيُّنُ» هذه الفنّانةِ حدَّه فانقلب إلى ضِدِّه؟ ونسألُها: هل الحكّةُ الفنيّةُ حرامٌ أم حلالٌ؟