خلف ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض منسوب المياه في العديد من السدود والآبار الجوفية، أزمة عطش كبرى في الجزائر. وتصدرت الصفحات الأولى للصحف الجزائرية الصادرة أخيرا عناوين بارزة حول معاناة السكان في مختلف المدن والقرى بحثا عن نقطة ماء إثر انقطاع صبيب الماء منذ أزيد من 15يوما في العديد من المدن والقرى خاصة في المناطق المحاذية للحدود المغربية. وأفادت أن الجهة الغربية للجزائر شهدت تذبذبات وانقطاعات متكررة في التزود بالمياه الصالحة الشرب، نظرا لانخفاض منسوب المياه بالسدود التي كانت تمثل احتياطيا لمواجهة أزمة العطش المحتملة. وأضافت أن حاجيات مدينة وهران انخفضت إلى النصف هذه السنة من 350 ألف م3 يوميا إلى 180 ألف م3، وأنه رغم استفادتها من 6000 م3 من المياه الصالحة للشرب كحصة إضافية، ولجأت إلى تحلية مياه البحر . وأخبرت الصحف الجزائرية أن مواطني قرى ولاية تيزي وزو استنفدوا جهدهم من أجل الحصول على قطرة ماء، رغم أن المنطقة تحتوي على سد يتسع لأزيد من 350 مليون متر مكعب، وأن سعر صهريج المياه الصالحة للشرب بلغ أرقاما قياسية . وتفيد دراسة جيوفيزيائية أنجزت على مساحات شاسعة بحاسي الدلاعة أنه رغم حفر 5 آبار استكشافية على عمق 300 متر لم يعثر على الماء فيها. وارتفعت درجات الاحتجاج في العديد من المدن والقرى للمطالبة بتوفير المادة الحيوية خصوصا بعد خفض ساعات تزويد المواطنين بالمياه بشكل فجائي في مختلف المدن الكبرى وأضحت الأحياء التي كانت تزود بالمياه الصالحة للشرب بمعدل مرة كل يومين، لا تزود إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام، والأحياء التي كانت تزود بالماء يوميا أصبحت تزود بالماء مرة واحدة كل يومين، ومست هذه الإنخفاضات معظم الأحياء في المدن الكبرى بما في ذلك الجزائر العاصمة التي انخفض فيها معدل تزويد المواطنين بالمياه، في حين جفت الحنفيات تماما منذ أكثر من أسبوعين في ولاية المسيلة. وتواجه الحكومة الجزائرية انتقادات شديدة واحتجاجات كثيرة لمسؤوليتها في هذا العجز الكبير المسجل في أهم مادة حيوية، حيث رغم ارتفاع مداخيل الجزائر الكبيرة من ارتفاع أسعار المحروقات فإن الحكومة اختارت تمويل التسلح على أن تشيد منشآت لضمان تزويد السكان بالماء الشروب.