«الماء ثروة طبيعية حيوية للإنسان، للحيوان، للطبيعة وللبيئة. استعمالاته متعددة، فلاحية وصناعية ومنزلية، توزيعه في العالم غير متكافئ مهما تكن نوعيات الماء مهما تكن نوعيات الماء، للماء أيضا قوة تدمير، سواء مياه الامطار، مياه الانهار أو مياه البحر، لذلك تجب المحافظة عليه وتدبيره، خاصة وان كثيرا من مناطق العالم تعاني من خصاص منه أو من ندرة منه، لهذا أصبح العالم مصدر قلق وانشغال كوني لإيجاد حلول: أما استعمال أقل للماء، إما تحلية ماء البحر، وإما «صنع الماء». هذه بعض الافكار التي يقاربها كتاب (1) عن الماء في 136 صفحة، نقدم بعضا من خلاصاته. الماء: كل التناقضات ماهي أسباب وتبعات التلوث؟ التنامي الهائل للأنشطة الآدمية ولتمركزها الحضري والصناعي هما مصدر رمي مواد متنوعة بكميات كبيرة في مياه الانهار والوديان وداخل مياه البحار والمحيطات. فبعد الاستعمال المنزلي، الصناعي أو الزراعي، يتم التخلص من الماء بصفة عامة محملا بالنفايات (مواد وحرارة) التي تقلل من جودته وبالتالي من إمكانياته إعادة استعماله، يمكن تتلوث المياه بمواد مختلفة وبعدة طرائق: بالميكروبات الموجودة في المواد العضوية للمياه العادمة المنزلية. في القرى ترمى المياه العادمة في الانهار، في الجداول، في الأودية وحتى في الحقول وقريبات من الآبار، أما في العشوائيات والصفيحيات فإن المياه ترمى خارج أية قنوات لتصريف الماء العادمة المنزلية. في القرى ترمى المياه العادمة في الانهار، في الجداول في الأودية وحتي في الحقول وقريبات من الآبار، أما في العشوائيات والصفيحيات فإن المياه ترمى خارج أية قنوات لتصريف الماء العادم. بالمواد الكيميائية والعضوية: منظفات منزلية وصناعية، تفريغات صناعات السيليلوز، بالنفايات الحضرية، بواسطة المحروقات نفط مثلا فاللتر الواحد المحروق يلوث من 1 الى 5 مليون لتر من الماء. بواسطة ظواهر فيزيائية: ارتفاع حرارة الماء التي تتم في المحطات النووية. بواسطة تساقط مواد إشعاعية أو الغاز الحمضيمع نزول المطر وتسربات المياه داخل التربة والتغلغل داخل المياه. بالاضافة لتلك الاسباب الميكروبية والكيميائية هناك أسباب تتعلق بتنظيف وغسل الشوارع والاسواق وجريان مياه الامطار فوق الطرقات المزفتة. ماذا عن تلوث البحر والمحيطات؟ هل من الضروري التذكير بالدور الاساسي والكبير للمحيط؟ انه مصدر للأوكسجين، وهو ضابط للكاربون وللمناخ ويعيد توزيع الماء، والمؤشر الخطير في هذا الصدد هو المد الأسود. من المفروض إذن تدبير الماء بالترشيد. من هنا فإن ترشيد استعماله وإزالة التلوث عنه ضرورتان ملحتان. تدبير الماء يتوقف من جهة على توزيع الماء الشروب، ومن جهة أخرى جمع المياه العادمة، ثمة وسيلتان لضمان جودة للماء تتماشى مع الحياة: معالجة الماء لجعله الماء؟ نعم بالتلوث وعدم اليقظة والوعي. ماذا يجب فعله؟ هل الانتاجات الفلاحية والصناعية الحالية؟ نعم، هذا ممكن. علينا تغيير سلوكاتنا باحترام الماء والوسط الطبيعي. لمحاربة تلوث المياه بالزراعة تقتضي المبادرات الوقائية الاولى تكييف الممارسات الزراعية بتدبير جيد للتسميد، بزراعات بديلة (تسمى زراعات لاحتباس مادة النيترات) بإقامة مناطق عشبية (لالتقاط الحشرات)، بالتغطية الشتوية للتربة، بغرس الاشجار والشجيرات بجانب مجاري الماء. لماذا أداء ثمن الماء؟ يعتبر ثمن الماء موضوع انشغال للمستهلكين وللأسر بالنسبة للبعض من الصعب فهم لماذا يجب أداء ثمن عن الماء الذي ينزل من السماء بالنسبة لآخرين لماذا يجب ثمن التطهير وباقي الرسوم المتعلقة بالماء؟ علينا ان نعرف ان هناك مصاريف هائلة مخصصة لما قبل الاستهلاك، أي للخدمات التي توفر الماء: الضخ، التصفية، التخزين، التوزيع، التطهير الى غاية عودته الى الوسط الطبيعي. في 1980 أطلقت حملة »عشرية الماء الشروب والتطهير للجميع« 1990/1981). منذ أكثر من أربعسن سنة أعطت التنمية والتطور الامتياز للمدن الرئيسية وللأحياء الميسورة على حساب المناطق القروية والمناطق المحيطة بالحواضر. كذلك يقترح خبراء الأممالمتحدة مراقبة جد يقظة لحالة المياه الجوفية، على المستوى المحلي والاقليمي ووضع أنظمة لتدبير الماء، أنظمة مندمجة ودائمة في جميع البلدان. يقال ان القرن الواحد والعشرين سيكون قرن العطش، ندرة الماء الصافي هو إحدى المسائل الاكثر حرجا التي سيكون علينا مواجهتنا. نعيش في عالم عشطان حيث جميع القطاعات تتتزود بالماء: زراعة، صناعة، طاقة مائية كهربائية، كذلك هناك تقاسم للماء القليل من طرف قطاعات للترفيه، للسياحة وللبيئة، في ختام المنتدى العالمي للماء في لاي في مارس 2000 تتم اقتراح حلول: »يجب تحسيس المستعملين للماء على المستوى المحلي، تدبير الثروة المائية بواسطة حوض هيدروغرافي، حتي عندما يتجاوز الحدود، تسعير الماء بثمن الكلفة والحد من المساعدات المالية بتوجيها نحو المستضعفين«.