«الماء ثروة طبيعية حيوية للإنسان، للحيوان، للطبيعة وللبيئة. استعمالاته متعددة، فلاحية وصناعية ومنزلية، توزيعه في العالم غير متكافئ مهما تكن نوعيات الماء مهما تكن نوعيات الماء، للماء أيضا قوة تدمير، سواء مياه الامطار، مياه الانهار أو مياه البحر، لذلك تجب المحافظة عليه وتدبيره، خاصة وان كثيرا من مناطق العالم تعاني من خصاص منه أو من ندرة منه، لهذا أصبح العالم مصدر قلق وانشغال كوني لإيجاد حلول: أما استعمال أقل للماء، إما تحلية ماء البحر، وإما «صنع الماء». هذه بعض الافكار التي يقاربها كتاب (1) عن الماء في 136 صفحة، نقدم بعضا من خلاصاته. يشكل هذ البرنامج أحد التحديات الكبرى للسنوات المقبلة. كيف نحسس الجمهور العريض وكل واحد من بيننا بهذا التدبير المستدام للثروات المائية؟ هذا يتوقف على دراسة الوسط الطبيعي، وتفاعل عناصره المختلفة، بمعني دراسة الايكولوجية الشاملة للأرض. كيف نحترم هذه البيئة؟ يمكن ان يبدأ ذلك بإعادة معالجة بعض الامور: ملابس، زجاج، بطاريات، أدوية، أي هذه الاشياء التي سبق استعمالها ودخلت حيز النفايات، فخلال عشرين سنة سيكون 3 مليبار من البشر من 8 ملايير، في خصاص من الماء، والبشر يستهلكون اليوم ثلث مياه الامطار، مما يدفع الى اللجوء الى المياه الجوفية. ماهي مهن الماء حاليا؟ بإمكاننا تصنيف تنوعية المهن الحالية للماء الى فرعين: الفرع الاول »اكتشاف« دراسة واستغلال الماء« يشمل المهن التي تبحث عن الماء وتقوم بتحليل جودته، منابعه وتطورها. الفرع الثاني »تدبير وحماية الماء« ويشمل مهن عملية تهدف الى توزيع مراقبة وحماية الماء وتكافح التلوثات وإفساد الماء في الواقع ليس ثمة فصل دقيق بين هذين الفرعين، ذلك ان كل واحد منهما يتوقف على الآخر. هذا بالاضافة الى ما يتعلق بدراسة الطبيعة القانونية للماء. مهن اكتشاف دراسة واستغلال الماء: المتخصصون في الاحوال الجوية، ومهمتهم هي معاينة، توثيق البحث عن قوانين لضبط أحوال الجو والتوقع. فهم يزودون رجال البحر، الطيارين، المزارعين، وكذا الجمهور العريض بمعلومات عن الاحوال الجوية (قياس كمية المطر، الحرارة أو البرودة، أحوال الشمس، الاشعاع العام، الريح وسرعتها، الخ. هناك المتخصصون ومهندسو المياه، ومهمتهم التعرف على توزع مياه المطر في المنطقة التي يعمل بها، يدرس جريان المنابع، الأودية والوديان، الصبيب والمتغيرات. علماء جيولوجيا الماء، يتعلق بالامر بعالم جيولوجي متخصص. إذ أنه يدرس التشكل الجيولوجي لجوف الارض، الفرشة الماءية الجوفية، جودة الماء، المخزون من الماء. يلعب كذلك دور شرطي للماء، وذلك بالتحقق من جودة الاثقاب المائية. هناك العالم البيولوجي للماء. فهو يطبق معارفة البيولوجية في الوسط المائي، تحليل حالة الحياة النباتية والحيوانية في هذا الوسط. يقترح مشريع، يقدم حصيلات لتدهور الانهار، الخ. متخصصون ومهندسون في ماء التربة، عملهم هو الاهتمام بالماء داخل التربة. أخذ العينات وسبر التربة لمتابعة المحتوى من الماء. يقدم حصيلات مائية. انه مهندس زراعي متخصص في حركات الماء داخل الارض. هناك كذلك علماء الحيوانات المائية بين الانهار والوديان والبحار. يقوم بدراسة العينات من هذه الحيوانات. وهناك علماء المحيطات، الذين يقومون بدراسة الاعماق البحرية. هذا الى جانب عشرات من المهن المائية الاخرى، وكل تلك المهن تتطلب تكنوينا صارما علميا نظريا وتطبيقيا. ان الماء ثروتنا النفيسة ومصدر حياتنا. الماء أداة، عنصر تغذية، رمز. فيه كل التناقضات: يفرح ويحزن، ملتبس وغريب يرسم ويمحو، ويغرق ويروي، إنه الماء، القوة غير القابلة للتحكم والجامحة. (انتهى)