وصف سياسيون سوريون الخطوط العريضة لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسلام, ب"الانحدار الخطير" عما كان أعلنه أوباما في خطابه بلإسكندرية، رافضين ربط وقف الاستيطان بالتطبيع. بدورهم , أكد قياديون في الفصائل، ومحللون فلسطينيون، أن تلك الخطة لن تنجح وسيكون مصيرها كمصير أفكار أميركية سابقة ذهبت أدراج الرياح. وتشمل الأفكار، التي تم تسريبها ، من خطة أوباما إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ، والاستعاضة عنه بإعادة أعداد منهم إلى الضفة الغربية، وبقاء المستوطنات على حالها، والتفاوض على إزالة العشوائية فقط، وتبادل أراضي المستوطنات الكبرى مع أراض محتلة عام 1948، ومطالبة العرب بالتطبيع مقابل وقف مؤقت للاستيطان. يقول الدكتور خلدون قسام ، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري، إن مواقف الإدارة الأميركية تنحدر باستمرار من منع كامل للاستيطان إلى تجميده وصولا للتنديد بإصرار الحكومة الإسرائيلية على استمرار البناء. وتابع أن إدارة أوباما تتراجع بشدة عن الدور الذي رسمته لنفسها بوصفها وسيطا عادلا في الصراع تحت وطأة سيطرة جماعات الضغط اليهودية في الولاياتالمتحدة. وأكد قسام أن الربط بين تجميد الاستيطان والتطبيع مع العرب مرفوض كليا، لافتا إلى أن الاستيطان انتهاك للقانون الدولي ومحاولة ربط وقفه بالتطبيع فيه ذر للرماد في العيون وانحياز أعمى للمعتدي الإسرائيلي. مكافأة للعدوان من جهته، رأى الباحث في مركز الشرق للدراسات الدولية، الدكتور بسام أبو عبد الله، أن ربط وقف الاستيطان بالتطبيع يعد مكافأة للعدوان الإسرائيلي. وأكد أن أقصى ما يمكن أن يقبله العرب محصور بما ورد في مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت. وأضاف أبو عبد الله أن الحديث عن مبادلة أراض تقام عليها المستوطنات بأراض احتلتها عام 1948 ، مثير للسخرية. وقال إن مفهوم الأراضي المحتلة ليس عقارات للبيع والشراء تخضع لمنطق السمسرة , وبالتالي تسخيرها لمساعدة إسرائيل على نقل مستوطنيها. وخلص إلى أن مجمل الصورة لا يدعو للتفاؤل مع هبوط سقف طرح أوباما لحل الدولتين إلى مستوى متدن جدا لا يعكس طموحات الفلسطينيين. رفض فلسطيني من جانب آخر، أكد عضو المكتب السياسي ل«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أبو أحمد فؤاد , رفض كل ما جرى تسريبه من خطة أوباما. وأضاف "هناك قرار أميركي بالاعتراف بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على قاعدة القرارات الدولية، فلماذا يتم الهبوط بذلك الاعتراف إلى أمر واقع , وغض الطرف عن الاستيطان؟". ويرى أبو أحمد أن القبول بحدود مؤقتة للدولة، يعني أن ما هو قائم في الضفة الغربية حكم ذاتي وليس استقلالا. وتابع أن الفصائل جميعا تلتقي عند رفض التنازل عن حق العودة إلى كل قرية ومدينة هجر الفلسطينيون منها، لافتا إلى أن خطة أوباما تريد القفز من فوق هذا الحق. ودعا أبو أحمد السلطة الفلسطينية إلى موقف حازم بوقف كل أشكال التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، محذرا من العواقب الوخيمة للعملية التفاوضية. بدوره ، يؤيد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور علي بدوان، تلك النقاط، واصفا ما تسرب من الخطة بأنه تكرار للمكرر، بل وهبوط عما ورد في خريطة الطريق التي طرحها الرئيس جورج بوش الابن. ورأى أن إدارة أوباما تمارس ضغوطا على العديد من الأطراف العربية من أجل الدفع بالدول العربية لمقايضة تجميد الاستيطان بحفلة علاقات عامة مع إسرائيل. ووضع بدوان جولة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل الحالية إلى المنطقة ضمن هذا الإطار.