علمت القدس العربي من مصادر فلسطينية مطلعة الثلاثاء بان العديد من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اوصوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم حضور القمة الثلاثية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي دعا اليها الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ظل رفض اسرائيل وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وحسب المصادر فان عباس ابلغ اعضاء التنفيذية الذين طلبوا منه عدم حضور القمة بانه من الخطأ مقاطعة لقاء دعا اليه اوباما المتحمس لحل القضية الفلسطينية على حد قوله. ومن جهته نفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد للقدس العربي اتخاذ اللجنة قرار بعدم حضور عباس للقمة الثلاثية في ظل رفض اسرائيل وقف الاستيطان، مشيرا الى انه شخصيا ضد اللقاء، وقال للقدس العربي "انا ضد اللقاء لانه لا فائدة منه، وبحثت هذا الموضوع مع الرئيس واكدت له بان اللقاء ضار وغير مبرر". وشدد خالد في حديث مع القدس العربي على ان لقاء عباس ونتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة "لا يعني استئناف المفاوضات"، مشيرا الى ان قرار التنفيذية هو عدم العودة للمفاوضات قبل وقف اسرائيل الاستيطان. واضاف خالد قائلا "قرار اللجنة التنفيذية هو لا عودة للمفاوضات الا اذا أوفت اسرائيل بجميع التزاماتها الدولية بما فيها الواردة في خارطة الطريق بشأن الوقف الشامل وغير المشروط لجميع الانشطة الاستيطانية وما يسمى بالنمو الطبيعي وتفكيك البؤر الاستيطانية". ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الثلاثاء ان شرط استئناف المفاوضات القلسطينية-الاسرائيلية لم يتغير، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والقدس. وشدد أبو ردينة في تصريح رسمي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" على أن المفاوضات يجب ان تقوم على اساس واضح، موضحا ان اللقاء الثلاثي الفلسطيني- الاميركي- الإسرائيلي على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، جاء بناء على دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما، وان لهذا اللقاء اعتباراته واسبابه. وأضاف ان الموقف الفلسطيني يتمثل باستمرار التعامل مع الرئيس الاميركي ومبعوثه لخلق الشروط المناسبة للعودة للمفاوضات. ومن جهته أعتبر حزب الشعب الفلسطيني اللقاء الثلاثي الذي ضم بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي براك اوباما، وعباس على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء ، بمثابة مكافأة لا يستحقها نتيناهو. ودعا الحزب في بيان صحفي ارسل للقدس العربي الرئيس عباس لعدم المشاركة في اللقاء الذي يندرج في إطار العلاقات العامة، وسيستغله نتنياهو لإيهام العالم بوجود عملية سلام ،في الوقت الذي تواصل حكومته العدوان على شعبنا وتصر على مواصلة عمليات التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطيني كافة، ورأى الحزب أن الرضوخ للضغوطات الأمريكية وعقد هذا اللقاء سيفتح شهيتها لممارسة المزيد منها باتجاه التجاوب مع مسعاها الهادف لاستئناف عملية المفاوضات، قبل أن تستجيب حكومة نتنياهو لوقف الاستيطان بشكل كامل. وحذر الحزب من مغبة الانزلاق نحو تلبية مسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعي لاستئناف المفاوضات، الأمر الذي يضع مصداقية موقف القيادة الفلسطينية على المحك ويضعف القدرة على المطالبة العالم بممارسة الضغوط على حكومة نتنياهو لوقف العدوان الاستيطان قبل بدء المفاوضات دولياً، وختم الحزب بيانه بالدعوة للقيام بتحرك عربي ودولي لمطالبة العالم بتوجيه الضغوط على حكومة الاحتلال بدلا من توجيهيه للشعب الفلسطيني هذا وتضاربت المواقف الفلسطينية بشأن الجدوي من مشاركة عباس في القمة الثلاثية مع نتنياهو في ظل رفض تل ابيب وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية ذلك الشرط الذي كانت تضعه القيادة الفلسطينية للموافقة على المشاركة في تلك القمة. وفيما اعلنت معظم الفصائل الفلسطينية عن معارضتها مشاركة عباس واعتبرتها تراجعا عن الموقف الرسمي الفلسطيني الذي كان يشترط حضور القمة بوقف الاستيطان الاسرائيلي كانت هناك اراء فلسطينية تعتبر القمة -حتى وان لم تخرج بنتائج-فرصة لتحريك عملية السلام. وفي ذلك الاتجاه قال اشرف العجرمي الوزير السابق في حكومة الدكتور سلام فياض لوكالة "معا" المحلية "انه رغم عقد هذا اللقاء نتيجة ضغوط امريكية واقليمية على الجانب الفلسطيني للمشاركة فيه، الا انه لا يمكن تفويت المشاركة فيه خاصة وان هناك رغبة لمنح التوجه الامريكي لفعل شيء ما"، مشيرا ان المشاركة الفلسطينية في هذا اللقاء ستقطع الطريق على اسرائيل لاتهام الجانب الفلسطيني بأنه يعرقل بدء المفاوضات السياسية كما انه يوفر فرصة حقيقية للجانب الفلسطيني لعرض موقفه وتكراره بشأن تنفيذ بنود خطة خارطة الطريق والزام اسرائيل بوقف الاستيطان وقفا كاملا. ورأى العجرمي بانه لا يمكن تصنيف مثل هذا اللقاء بانه في اطار المفاوضات السياسية، بل يعطي الفلسطينيين فرصة الانتظار لما ستفعله الولاياتالمتحدة وقدرتها على النجاح في فرض نوع من الحل الوسط المقبول بشأن تجميد الاستيطان. وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اعلن عن ترحيب الجانب الفلسطينى ب"التدخل الشخصى" للرئيس الأمريكى باراك أوباما بعد تعنت الإسرائيليين ورفضهم التجميد الشامل والكامل للنشاط الاستيطانى واستئناف مفاوضات الحل النهائى حول كل الموضوعات الجوهرية بدون استثناء. وقال عريقات، فى بيان له، إن "الفلسطينيين يدعمون استئناف مفاوضات الحل النهائى من النقطة التى انتهت إليها فى أنابوليس والتعامل مع كل الموضوعات الجوهرية وهى القدس والمستوطنات والحدود والمياه واللاجئين والأمن". وأضاف: "ما زلنا ملتزمين بالحل القائم على أساس الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967 وسوف نستمر بتطبيق التزاماتنا وفق خريطة الطريق". وأشار عريقات إلى أن "الرسالة الواضحة التى وجهها المجتمع الدولى على مدى الثمانية أشهر الماضية كانت بأن على الطرفين تنفيذ تعهداتهما وفق الاتفاقيات القائمة، والقانون الدولى لخلق البيئة المواتية لمواصلة المفاوضات الجادة، والفلسطينيون يدعمون بحزم هذا الموقف". وتابع قائلا: "على الشريك الجدى للسلام الالتزام بالتعهدات التى قطعها على نفسه باسم السلام وألا يحاول المساومة للتملص منها"، مضيفا أن التجميد الشامل والكامل للنشاط الاستيطانى، بما فى ذلك النمو الطبيعى والنشاط الاستيطانى فى القدسالشرقيةالمحتلة هو تعهد إسرائيلى وفق خريطة الطريق 2003 وليس شرطا مسبقا فلسطينيا". وقال عريقات إن "الفلسطينيين يأملون أن يوفر تدخل الرئيس أوباما الحافز اللازم لإعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات على أساس تطبيق التجميد الكامل والشامل للنشاط الاستيطانى وإقناع إسرائيل بضرورة استئناف مفاوضات الحل النهائى حول جميع الموضوعات الجوهرية من دون استثناء".