انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لعدم فعلهم ما يكفي ، في نظره ، لإحياء عملية السلام، ودعاهم إلى الالتزام ببدء مفاوضات حقيقية تستهدف التوصل لحل دائم للصراع بأقرب وقت ممكن، في حين اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أوباما بالانحياز لإسرائيل، وقالت إنه يضغط لجعل الفلسطينيين يقبلون بالاحتلال. وقال أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن وقت الحديث عن بدء المفاوضات قد مضى، وحان وقت المضي بها إلى أمام، مضيفا أن رسالته للإسرائيليين والفلسطينيين واضحة وهي ضرورة استجماع الرغبة لحل الأزمة رغم كل العراقيل. ودعا أوباما إسرائيل إلى تسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، والنظر في اتخاذ خطوات للجم الاستيطان، على حد تعبيره. في المقابل، طالب الرئيس الأميركي الفلسطينيين بالمضي في المفاوضات، ووقف ما وصفه بالتحريض، كما طالب الدولَ العربية باتخاذ خطوات ملموسة لدعم السعي نحو السلام. وقال أوباما إن مبعوثه للشرق الأوسط ، جورج ميتشل، سيلتقي مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين مرة أخرى، الأسبوع المقبل، وإن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، سترفع إليه، في أكتوبرالقادم، تقريرا عن وضع المحادثات. أما الرئيس الفلسطيني، فقال، عقب انتهاء القمة الثلاثية، إن على إسرائيل أن تحترم جميع التزاماتها المنصوص عليها في خريطة الطريق، لاسيما تجميد الاستيطان، بما في ذلك في القدسالشرقية. وأضاف أن مسألة استئناف المفاوضات تتوقف أيضا على أن يكون هناك أساس لهذه العملية بقبول إسرائيل الانسحاب من حدود الرابع من يونيو, 1967 وإنهاء الاحتلال. أما ميتشل فقد قال، في مؤتمر صحفي، عقب القمة، إن هناك خلافات لا تزال قائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفا أن بلاده تتوقع أن تكون هناك فترة طويلة نسبيا بين الاتفاق على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات وبدايتها الفعلية. ووصف ميتشل الاجتماع بأنه كان صريحا من جميع الأطراف، لكنه أشار إلى أن تجميد إسرائيل للبناء الاستيطاني ليس ضروريا لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. وسبق القمة الثلاثية لقاءان منفردان بين أوباما مع عباس ونتنياهو كل منهما على حدة، ويعد هذا أول لقاء بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي منذ تولي هذا الأخير رئاسة الحكومة، في مارس الماضي. وفي غزة , انتقدت« حماس» اللقاء الذي جمع أوباما ونتنياهو وعباس، وقالت إن تصريحات الرئيس الأميركي عقب اللقاء , تعكس الفشل الذريع لعملية التسوية والتراجع الكبير في التعهدات الأميركية للفلسطينيين. وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، للصحفيين في غزة، إن فشل الإدارة الأميركية في إجبار إسرائيل على وقف الاستيطان وخروقاتها الأخرى للحقوق الفلسطينية، يعكس انحيازها الكامل لها، واتهم أوباما بالسعي لجعل الفلسطينيين يقبلون بالاحتلال الإسرائيلي. ودعا أبو زهري العرب لرفض الضغوط الأميركية وعدم التعويل على موقف واشنطن حيال النزاع العربي الإسرائيلي.