نددت حركة المقاومة الإسلامية حماس تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوله إن أرض فلسطين هي الوطن التاريخي لليهود. وشدد القيادي في الحركة صلاح البردويل في تصريح صحفي، أول أمس، على أن أرض فلسطين التاريخية هي أرض للشعب الفلسطيني، وكل شي فيها يشهد بأنها أرض عربية وإسلامية. وأضاف: لا يستطيع أحد بأي قرار كان سياسي أو مجاملة للعصابات المحيطة بالبيت الأبيض أن يعطي ميثاقاً لإسرائيل بأن تشطب هذا التاريخ بمجرد قلم. وتساءل هل يريد أوباما أن يعيد عهد وعد بلفور من جديد ليمنح من لا يملك من لا يستحق وطننا لشعب لا أصل له كاليهود وينتزع حق شعب أصيل كالشعب الفلسطيني؟. وقال البردويل: أتساءل حول حقيقة نوايا الولاياتالمتحدةالأمريكية من عملية السلام المزعومة، فإذا كانت كل الأرض للعدو الصهيوني على ماذا يتفاوضون وما هو مسموح للشعب الفلسطيني عندئذ، هل المسموح هو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه؟. وأضاف إنه ثمة خدعة كبيرة تحاك ضد الشعب (الفلسطيني) وضد من يدعي أنه يمثل الشعب في مفاوضات عبثية، معتبرا أن هذه صفعة كبيرة ليس للمفاوض الفلسطيني فحسب، وإنما للمفاوض العربي وللمبادرة العربية، ولكل الجهود الرامية لإجبار حماس على الاعتراف بهذا الكيان الغادر. وشدد البردويل على أن الشعب الفلسطيني شعب حي مؤمن صاحب إرادة صلبة وعزيمة جبارة وهو بدمه وبدم أبنائه وبدم جدوده رسم الخارطة وصك الملكية ولا يستطيع أي طارئ على التاريخ أن يشطب هذه الخطوط والصكوك. ودعا كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية للتنبه بأن المقصود من كل ما يجري هو ما أعلنه بوش سابقاً، حرباً صليبية تنتزع القدس والأرض التي بارك الله فيها من حول القدس من قلب الأمة الإسلامية. من جهته، أكد الدكتور سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما في ذكرى (النكبة) قيام الكيان الصهيوني، تؤكد بأن الإدارة الأمريكية منحازة وداعمة للاحتلال الصهيوني على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية. وشكك أبو زهري، فى تصريح صحفي لمركز البيان الفلسطيني أول أمس، فى مدى نزاهة ومصداقية الإدارة الأمريكية فى عملية السلام المزعومة، معتبراً أنها لا تصلح أن تكون وسيطاً نزيهاً فى العملية السلمية بين سلطة فتح والكيان الصهيوني. واعتبر المتحدث باسم حماس تصريحات أوباما بمثابة رسالة للأطراف العربية المعنية بعملية التسوية، داعياً الدول العربية لعدم المراهنة على الدور الأمريكى. كما دعا أبو زهري حركة فتح عدم اللهث خلف سراب المفاوضات العبثية والتسوية استناداً إلى وعود أمريكية فارغة المضمون. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبرق تهنئة إلى الكيان الصهيوني بمناسبة الذكرى الثانية والستين لإعلان قيامه تحت جماجم ودماء الشعب الفلسطيني، مؤكدا أبدية ومتانة العلاقات بين بلاده والكيان الإجرامي وضمان أمنه، معتبرا أن أرض فلسطين التاريخية هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي. وجاء في بيان للبيت الأبيض عن رسالة التهنئة التي بعث بها أوباما في هذا اليوم تعيد الولاياتالمتحدة احترامها للإنجازات المنقطعة النظير التي حققها الإسرائيليون، والصداقة العميقة القائمة بين الشعبين. كما شدد على العلاقات الأبدية والمتينة القائمة بين كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، مؤكدا التزام الولاياتالمتحدة بضمان أمن إسرائيل، كما توقع أن تتعزز هذه العلاقات خلال الأشهر والسنوات المقبلة. وقال أوباما إن إسرائيل ستظل حليفا إستراتيجيا مركزيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستواصل بذل الجهود مع إسرائيل للتوصل إلى سلام شامل وتحقيق الأمن في المنطقة، بما في ذلك حل الدولتين للشعبين، ومواجهة القوى التي تهدد إسرائيل والولاياتالمتحدة والعالم. وفي رسالة مشابهة قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدة لن تتردد مطلقا في حماية أمن إسرائيل وتقدمها. وجاء في تهنئة هيلاري بعد دقائق من إعلان ديفد بن غوريون استقلال إسرائيل، وتحقيق الحلم بدولة للشعب اليهودي في وطنهم التاريخي، كانت الولاياتالمتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل.