حذر الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية؛ سلطة فتح برام الله من مغبَّة التورُّط في المفاوضات مع العدو الصهيوني، مجددًا تأكيد حركته موقفها المبدئي من المفاوضات الرافض لأي نوع منها. وقال البردويل، في تصريحٍ صحفيٍّ، أول أمس: إن التفاوض على أي شبرٍ من أرض فلسطين تنازلٌ سابقٌ عن هذه الأرض؛ ولذلك نحن رفضنا منذ البداية منهج التفاوض الذي اعتبرناه مساومة على أرض مقدسة لا يجوز التنازل عنها بأية حال من الأحوال. وأضاف: لذلك لم نشارك في أوسلو، ورفضناها ولا نزال حتى اللحظة نرفض وإلى الأبد التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين الطاهرة. وشدد القيادي في حماس على أن المفاوضات التي ستنطلق في منتصف ماي المقبل، من أخطر أنواع المفاوضات؛ لأنها تجري في ظل إصرارٍ صهيونيٍّ على يهودية الدولة والإمعان الصهيوني في عملية تهويد القدس والاستيطان وسرقة التراث الإسلامي والعربي، وعمليات القتل والتهجير لأبناء الشعب الفلسطيني، والتلاعب بالديمغرافية، وحصار غزة والإذلال الذي يمارس بحق شعبنا في كل مكان. وأشار إلى أن كل هذه الإجراءات البشعة والسافرة دليلٌ على أن هذا العدو يريد أن يركِّع إرادة الشعب الفلسطيني، وأن أي مفاوضات هي تساوقٌ مع الإرادة الصهيونية، وتنازل سابق عن أكثر من 60% من أرض فلسطين التاريخية. واعتبر البردويل أن مُسمَّى المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة نوع من أنواع التلاعب بالألفاظ، وأن المضمون واحد، وهو المساومة على ما تبقَّى من أرض فلسطين، بعدما تنازلت منظمة التحرير رسميًّا عن 80% منها في اتفاقية أوسلو، واليوم سلطة فتح تساوم على ما تبقَّى من الأرض، وهذا لا نقبله ولن نمرره أبدًا. ومن المقرَّر أن تنطلق المفاوضات غير المباشرة في موعدٍ لا يتجاوز منتصف ماي المقبل، وفق ما صرَّح به مسؤولون أمريكيون مشاركون في الجهود المبذولة لاستئناف التسوية بين سلطة عباس والاحتلال يوم السبت 24 أبريل 2010.