اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ، انه يريد وضع حد للاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة, وذلك قبل لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أمس الخميس) في اطار جهوده لاحياء محادثات السلام. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية ، هيلاري كلينتون ، ان اوباما اوضح ، خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاسبوع الماضي، انه ""لا يريد استثناءات مرتبطة بالنمو الطبيعي"" للمستوطنات. وجاءت تصريحات كلينتون، التي قال مسؤول اميركي انها ""غير مسبوقة تقريبا"" في حدتها حيال اسرائيل, خلال لقاء مع وزير الخارجية المصري ، احمد ابو الغيط. وتشكل هذه التصريحات تحديا آخر لنتانياهو الذي رفض دعوة اوباما الى اقامة دولة فلسطينية. وقالت كلينتون ان ""الرئيس كان واضحا جدا"" بشأن الاستيطان ، عندما استقبل نتانياهو في البيت الابيض، يوم 18 ماي. واضافت انه ""يريد وقفا للاستيطان ، وليس بعض المستوطنات، او بعض المستوطنات العشوائية، ولا استثناءات في اطار النمو الطبيعي"" للمستوطنات. من جهته, قال ابو الغيط ، في المؤتمر الصحافي نفسه، ان ""اصرار وتصميم"" ادارة اوباما على الدفع باتجاه السلام واقامة دولة فلسطينية، ""مشجع"". وقال محذرا ""في غياب المفاوضات, الوضع مهدد بالتدهور في هذا الجزء من العالم ، وعندها سنكون جميعا, ليس شعوب المنطقة ودولها فحسب ، وانما ايضا الولاياتالمتحدة والعالم الغربي, في وضع صعب للغاية"". واضاف ""فلنتحرك ولنتحرك بشكل حاسم, الآن وليس غدا او بعد غد"". واكدت كلينتون ""هذا هو موقفنا, وهذا ما قلناه بشكل واضح جدا ، ليس فقط للاسرائيليين ، بل كذلك للفلسطينيين وغيرهم. ونحن نعتزم التشديد على هذه النقطة"". وقالت ""نعتقد ان ذلك في مصلحة الجهود التي بداناها"", في اشارة الى المساعي التي يقوم بها موفد ادارة اوباما الخاص الى الشرق الاوسط ، جورج ميتشل، الذي يحاول تحريك مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وكان يان كيلي ، الناطق باسم كلينتون، قال للصحافيين ان ميتشل اجرى محادثات ، الثلاثاء الماضي، مع مسؤولين اسرائيليين بلندن ، في اطار متابعة زيارة نتانياهو الى البيت الابيض. الا انه لم يؤكد معلومات افادت ان المحادثات تناولت مخاوف اسرائيل من التهديد الايراني ودعوة اوباما الى تجميد الاستيطان. وقال ارون ديفيد ميرون، الذي عمل في ادارات جمهورية وديموقراطية سابقة لوكالة فرانس برس، ان ملاحظات كلينتون ""شبه سابقة"" ، وتدل على شيء من ""قطيعة جذرية مع الادارات السابقة"". واضاف ان وزير الخارجية الاسبق ، جيمس بيكر ، والرئيس جورج بوش (الاب) وحدهما تبنيا موقفا متشددا الى هذا الحد من الاستيطان، وموقفهما جاء بعد اشهر من توليهما مهامهما وليس بعد بضعة اشهر. وتابع ان ""هؤلاء (ادارة اوباما) مصممون اما على تغيير سلوك نتانياهو بشأن الاستيطان او (...) احداث تغيير في الحكومة الاسرائيلية"". ورأى المسؤول نفسه ان نتانياهو يواجه مخاطر سياسية اذا اضر بعلاقات اسرائيل مع حليفتا واشنطن، في وقت يحذر فيه من ""تهديد وجودي"" تشكله ايران. إزاء هذا الموقف، حاولت اسرائيل التقليل من شأن تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية ، هيلاري كلينتون ، المعارضة للاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ، مارك ريغيف، لوكالة فرانس برس، ""بخصوص المستوطنات القائمة, فان مصيرها سيتحدد في المفاوضات حول الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين"". واضاف ""في انتظار ذلك, يجب ان تستمر الحياة الطبيعية في هذه التجمعات"". وكان مسؤول اسرائيلي اعتبر في وقت سابق، ان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية لا تتضمن اي شيء جديد. وقال لوكالة فرانس برس ، رافضا الكشف عن اسمه ، ان ""هيلاري كلينتون لم تقم سوى بالتعبير مجددا عن الخلافات التي ظهرت خلال اللقاء بين الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ، يوم18 ماي في واشنطن"". و يامل نتانياهو في الحصول على موافقة ضمنية من الولاياتالمتحدة ، للسماح بالبناء في المستوطنات القائمة ، حيث يقيم اكثر من280 الف اسرائيل في اطار ما يسمى ب""النمو الديموغرافي الطبيعي"". لكن حاخامات من مستوطنات الضفة الغربية ، دعوا الجنود الاسرائيليين الى رفض الانصياع لاي امر بتفكيك مستوطنات عشوائية. وتعتبر المجموعة الدولية كل المستوطنات ، بما يشمل تلك التي نالت اذن السلطات الاسرائيلية, غير مشروعة. ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات كلينتون, مذكرة بان الوقف التام للاستيطان وارد في خريطة الطريق ، خطة السلام الدولية التي اطلقت في2003 . وقال المفاوض الفلسطيني ، صائب عريقات، لوكالة فرانس برس، ""آمل ان تضع الولاياتالمتحدة آلية ايضا لاجبار الحكومة الاسرائيلية على احترام التعهدات الواردة في خريطة الطريق، وخصوصا الوقف التام للاستيطان"".