... ختم العداء المغربي جواد غريب المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية ببكين بإنجاز تاريخي في حياته الرياضية بالظفر بالميدالية الفضية لسباق الماراتون الذي جرى صباح أمس ، مشعا في نفوس المغاربة بعض الفرح الذي غاب عنهم طيلة هذه الألعاب التي شهدت منذ يومها الأول تساقط رياضيينا الواحد تلو الآخر مثل أوراق الشجر في أيام الخريف ، قبل أن تظفر العداءة حسناء بنحسي بميدالية نحاسية في سباق 800 م .... ليكون هذان البطلان قد أظهرا أن باقي الرياضات التي شاركت في أولمبياد بكين مازالت بعيدة عن المنافسة الأولمبية ، وبالتالي عن الأنجازات الكبيرة ، وأنه من أصل 47 رياضيا لم يستطع سوى رياضيين إثنين فقط مجاراة المنافسة والصعود إلى منصة التتويج على النحو الذي قام به جواد غريب في الماراتون والذي يمكن أن نقول إنه ربط الماضي بالحاضر ، إذ من خلال الميدالية الفضية التي كان قد أحرزها البطل المغربي الراحل عبد السلام الراضي في سباق الماراتون في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام1960 دخل المغرب سجلات التاريخ الأولمبي ، ليعود جواد غريب وبعد48 عاما لتكرار الإنجاز ذاته,بعد تتويجه وصيفا لبطل أولمبياد بكين. وجمع غريب (36 سنة) بنيليه فضية دورة بكين , بين شرف منح المغرب ثاني ميدالية لسباق الماراتون في تاريخ مشاركاته في الدورات الأولمبية وبين الحلم الذي ظل يراوده منذ تتويجه بطلا للعالم في تعزيز مشواره الرياضي بلقب أولمبي طال انتظاره. ولم يخلف غريب,الذي يملك ثاني توقيت مغربي في سباق الماراتون (2 س و07 د و2 ث) الوعد الذي قطعه على نفسه بأن يكون ختام مشواره مسكا عندما قال: " بعد تتويجي بلقبين عالميين في باريس وهلسنكي , وضياع فرصة التتويج في أولمبياد أثينا أصبحت مؤهلا وجاهزا لانتزاع إحدى الميداليات في دورة بكين... علما أن كلا من عبد الرحيم الكومري وعبد الرحيم بورمضان لم يتمكنا من مجاراة الإيقاع الذي فرضه الكينيون منذ الإنطلاقة ، وبالتالي لم يستطيعا الدخول ضمن الفائزين ... فهنيئا للبطل جواد غريب على إنجازه وشكرا له على ما منحه للمغاربة صباح أمس من فخر واعتزاز وهم يشاهدونه يدخل ثانيا في ماراتون لم يكن سهلا ... لكن هذا لا يمنع من التأكيد مرة أخرى على أن مشاركتنا الكارثية تستوجب وقفات ووقفات كثيرة لأنها فعلا كانت أكثر كارثية في أكبر محفل رياضي في الكون ولا تشرف المغرب الذي يعج بالمواهب، والأمر هنا يخص وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية ، والجامعات الرياضية سواء التي دفعت برياضيينا إلى "التهلكة " وهم بعيدون عن المستوى المطلوب ، أو تلك التي غابت عن هذا الموعد لضعف وتدني مستواها ... ونتمنى ألا تمر الأشياء هكذا كما مرت بهدلة الكرة في كأس إفريقيا الأخيرة...