بعد فضية العداء الراحل عبد السلام الراضي في ماراثون اولمبياد روما 1960، عاد العداء جواد غريب بعد 48 سنة لتحقيق نفس الإنجاز وإنقاذ وجه المشاركة المغربية في الأولمبياد الأسيوي لتنضاف إلى نحاسية حسناء بنحسي في سباق 800 متر أبصر جواد غريب النور بخنيفرة في 22 ماي 1972، واستهل مسيرته الرياضية متأخرا وعمره 22 سنة، استهوته كرة القدم بمسقط رأسه بخنيفرة ومارسها رفقة أصدقائه بالعديد من فرق الأحياء إلى جانب عمله كبائع للملابس الرجالية. حاول غريب سنة 2002 أن يجرب قوة تحمله ويقيس قدراته في الماراتون، ليقرر في البداية المشاركة في سباق اختراق الضاحية في أحد السباقات الدولية وجاء في المركز العاشر. رغم احتلاله هذا الترتيب، قرر غريب التفكير بشكل جدي في تخصيص سنة 2003 للتركيز على المشاركة في سباق المارثون، وجاء في المركز السادس في أول مشاركة في سباق له بروتردام بهولندا. بمونديال باريس 2003، فاجأ غريب المتتبعين وانتزع الميدالية الذهبية لسباق الماراتون محققا أفضل توقيت في السنة قدره ساعتان وثمانية دقائق و31 ثانية، وأثمرت نصيحة مدربه محمد موحا أول ميدالية ذهبية للمغرب والعرب في هذا التخصص. سنة بعد هذا الإنجاز، جاء عداء خنيفرة في المركز الثالث في ماراثون لندن، لكن الحظ جانبه في أول مشاركة أولمبية له بأثينا بحد أن حل في المركز الحادي عشر..في عام 2005 شارك في سباق نصف ماراثون لشبونة وتمكن من قطع خط النهاية حتلا الرتبة السادسة. كثف بعدها جواد غريب استعداداته للمشاركة في سباق لندن ونجح في الفوز بالمركز الثالث بعد منافسة كبيرة مع العدائين الكينيين والاثيوبيين. مع اقتراب بطولة العالم، ازدادت الضغوط على العدائين المغاربة خاصة بعد اعتزال هشام الكروج، وكعادته، ظلت تصريحات جواد غريب واقعية حيث صرح أنه يتمنى تحقيق نتيجة إيجابية دون أن يعد بالفوز بأيه ميدالية. لم ينم العداء المغربي جواد غريب الفائز بذهبية الماراتون في بطولة العالم بباريس في هلسنكي صيف 2005 ليلة السباق لكي يجد الطريقة المثلى لكي يحافظ على لقبه الذي أحرزه قبل سنتين في باريس. وهو ما تحقق عندما فاجأ الجميع باجتيازه خط الوصول في المركز الأول رغم أنه كان يخوض ثاني سباق ماراتون له في مسيرته الرياضية إذ خاض حسب المتتبعين ستة سباقات ماراتون في مسيرته هي روتردام ولندن مرتين بالاضافة الى بطولة العالم مرتين في باريس عام 2003 وهلسنكي 2005. انضاف فوز العداء المغربي إلى النتيجة التي حققها العداء الإسباني إيبل أنطون، باعتبارهما العداءان الوحيدان اللذان يفوزان ببطولتين عالميتين متتاليتين للماراثون بعد أن نجح أنتون في تحقيق الفوز بهذا السباق في أثينا عام 1997، ثم في إشبيلية في العام 1999 بعد تعرضه للإصابة، حاول بطل العالم الخلود للراحة وتعافى بشكل جزئي بعض خضوعه لعلاجات مكثفة وشارك في ماراطون شيكاغو ليحتل الصف الثاني قبل أن يحس بآلام جديدة على بعد عشرة أيام من ماراطون لندن مما أرغمه على الاعتذار عن المشاركة في بطولة العالم بأوساكا 2007رغم وجود حوافز مالية كبيرة. وقد اضطر غريب الى التوقف عن التمارين مرارا بسبب اصابته في ماراتون لندن ا حيث حل رابعا في هذا السباق الذي شهد تنافسا قويا على الصدارة بحيث قطع مسافته الخمسة الاوائل في اقل من ساعتين و8 دقائق نجا غريب في دجنبر 2007 بأعجوبة من الموت إثر حادثة سير تعرض لها في الطريق الرابطة بين مكناسوخنيفرة، وكانت الإصابات طفيفة دفعته لعدم المشاركة في أي ماراثون سنة 2008 ووضع نصب عينيه المشاركة في أولمبياد بكين. وفي آخر يوم للأولمبياد الصيني، وبعد انتهاء السباق الذي تابعه المغاربة في فترة متأخرة من صباح الأمس، صرح نور الدين بن عبد النبي رئيس البعثة المغربية المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية عن رضاه النسبي عن أداء البعثة خلال منافسات الدورة وذلك عقب فوز العداء المغربي جواد غريب بالميدالية الفضية لسباق الماراثون في ختام منافسات ألعاب القوى بالدورة. وقال نور الدين في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إن البعثة المغربية كانت بحاجة إلى هذه الميدالية التي أحرزها غريب اليوم ليكون «ختامها مسك» رغم أن نتائج البعثة خالفت التوقعات.