قال العداء المغربي جواد غريب, حامل فضية سباق الماراطون في دورة الألعاب الأولمبية, التي أسدل الستار مؤخرا على فعالياتها في بكين, إنه لازال قادرا على الجري وتحقيق المزيد من الألقاب على الرغم من بلوغه سن ال36 . وأكد غريب, لدى وصوله , إلى مطار الرباطسلا قادما من العاصمة الصينية, "إنه على الرغم من بلوغي سن السادسة والثلاثين من العمر, فإنني أشعر أنني لازالت قادرا على الجري. السن لا يشكل عائقا بالنسبة لي". وأوضح غريب, وصيف بطل العالم في سباق الماراطون بباريس (2003 ) وهلسنكي (2005 )، بخصوص مشاريعه المستقبلية بعد أولمبياد بكين ,أنه يستشير في الأمر مع وكيل أعماله حول إمكانية المشاركة في بعض السباقات و"لم لا البحث عن إحدى ميداليات بطولة العالم المقررة السنة القادمة ببرلين في حال ما إذا كانت الظروف مساعدة". وأشار جواد غريب, بخصوص ماراطون يوم الأحد الماضي, إلى أن "الظروف التي أقيم فيها السباق كانت صعبة للغاية خاصة من ناحية المناخ ,إضافة إلى كوني كنت أعاني من بعض الآلام في بطني وقدمي ,لكن تمكنت بفضل من الله ,أن أتغلب على كل هذه العوائق". وأضاف "لقد حرصت على أن أترك المبادرة للعدائين المنافسين ,وخاصة الكينيين والإثيوبيين ,والبقاء لصيقا بكوكبة السباق إلى غاية الأمتار الأخيرة ,غير أنني لم أتمكن من مسايرة إيقاع الكيني ,صامويل كامو وانجيرو الفائز بذهبية الماراطون ,ودخلت في المركز الثاني. وقال العداء المغربي "كنت أتمنى أن يعزف النشيد الوطني في دورة بكين الأولمبية ,لكن مع ذلك رفرف العلم المغربي في سماء العاصمة الصينية" مشيرا إلى أن الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى " وفرت لنا جميع الوسائل الضرورية من أجل المشاركة في هذه الألعاب في أحسن الظروف" ويشكل نجاح جواد غريب وبعد48 عاما في إعادة التاريخ ,وتكرار إنجاز مواطنه المرحوم عبد السلام الراضي الذي نال أيضا فضية ماراطون دورة روما الأولمبية (1960 ), فرصة لإثارة الإنتباه إلى هذا النوع الرياضي والذي بإمكانه أن يكون مصدر ميداليات للمغرب في أكبر المحافل الرياضية الدولية. وقال مصطفى عوشار, المدير التقني الوطني لألعاب القوى , في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, إنه بإمكان سباق الماراطون أن يصبح تخصصا مغربيا "فلدينا حوالي15 عداء يتوفرون على التوقيت الأدنى ,إضافة إلى كون جل سباقات الماراطون عبر العالم غالبا ما تعرف حضورا مغربيا وازنا". وأشار عوشار إلى أنه وقع الإختيار خلال الاستعدادات لدورة بكين الأولمبية على عدائين ثلاثة لتمثيل المغرب "على أساس إنجازاتهم الشخصية لسنة2007 ". وأكد المدير التقني الوطني ,أنه لأول مرة في تاريخ مشاركات المغرب في الدورات الأولمبية ,اعتمدت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ مطلع السنة الجارية استراتيجية تهدف إلى وضع برنامج إعدادي مبكر لعدائي الماراطون المغاربة. وأشار إلى أن سن هذه الإستراتيجية "يشكل قطيعة مع السياسات, التي كانت متبعة في الماضي,حيث كانت عملية اختيار العدائين المشاركين في مسابقة الماراطون تتم أشهرا قليلة قبل انطلاق منافسات الألعاب الأولمبية". وقال عوشار "إن الاستراتيجية الجديدة أعطت ثمارها بدليل الميدالية الفضية الثمينة جدا, التي أحرزها غريب" مضيفا أن هذا الأخير " يستحق الأفضل بالنظر إلى سجله الحافل بالميداليات والألقاب". يذكر أن المغرب كان ممثلا في مسابقة الماراطون ضمن دورة بكين الأولمبية2008 بثلاثة عدائين هم بالإضافة إلى جواد غريب, كل من عبد الرحيم بورمضان وعبد الرحيم الكومري. وإلى جانب فضية غريب (الماراطون) تضمن الحصاد المغربي ,ميدالية نحاسية في مسابقة800 م إناثا بواسطة العداءة حسناء بنحسي وبذلك رفع المغرب رصيده إلى21 ميدالية (6 ذهبية و5 فضيات و10 نحاسيات) خلال مشاركاته في دورات الألعاب الأولمبية, منذ فضية عداء الماراطون الراحل عبد السلام الراضي عام1960 بروما.