وزع ببلادنا في الأيام الماضية الجزء الثاني من فيلم الخيال العلمي المشهور « هوك « (112 دقيقة) الذي يحكي كسابقه قصة و محنة الدكتور بروس بانير الذي أصيب خلال قيامه بتجربة علمية بأشعة أصبح بسببها يتحول بين الحين و الآخر يتحول من كائن بشري إلى مخلوق عملاق و عنيف كالوحش يدعى « هوك «، و يحصل له هذا كلما وجد في وضعية تهيج عواطفه. يتمتع «هوك» بقوة خارقة للعادة و بقدرات كبيرة في الهدم و الردم المر الذي جعل الجنرال «روس» يستعمل كل عتاده العسكري للقضاء عليه بمختلف الوسائل، و الطريف في هذه القضية أن الشابة الجميلة «بيتي» ابنة هذا الجنرال هي عشيقة «هوك» الذي يطارده و يحاربه أبوها. الجزء الثاني من هذه السلسلة ليس تتمة للجزء الأول ، بل تم إنجازه من طرف مخرج آخر هو الفرنسي لوي ليطيرنير و يشارك في بطولته ممثلون لم يشاركوا في الجزء الأول من بينهم الممثل إدوار نورتون في دورين ( دور الكائن البشري «بروس» و دور العملاق الأخضر «هوك» ) و الممثلة ليف طايلر في دور « بيتي « ابنة الجنرال «روس» ( الممثل المقتدر وليام هورت) الذي سيواصل مطاردة «هوك» في كل مكان و بمختلف أنواع الأسلحة، و موازاة مع ذلك سينفذ تجربة علمية في أحد مساعديه المقربين «بلونسكي» (الممثل تيم روث) يهدف من خلالها في حالة نجاحها تحويل كل جنوده إلى عمالقة أقوياء مثل «هوك»، إذ سيقوم بحقن مساعده «بلونسكي» بالمصل المخصص لهذه التجربة و سينجح فعلا في تحويله إلى مخلوق عملاق، ولكنه يبلغ درجة عالية غير متوقعة من السعار و العنف و البطش العشوائي، و هو أمر سيدفع بالجنرال إلى الاستعانة بقوة و خبرة « هوك» في مبارزة قوية و شرسة بين العملاقين العنيدين أريد لها أن تتوج بنهاية غير نهائية تترك الباب مفتوحا لإنجاز جزء ثالث من هذه السلسلة. القصة بسيطة و نحيفة من ناحية المضمون و كلاسيكية في كيفية سرد أحداثها، و لكن الفيلم مثير بشكله الفانتاستيكي و متقن بمؤثراته الرقمية المرئية و المسموعة، فيلم يهدف إلى تسلية المشاهد من خلال محاولة إبهاره بمخلوق عملاق عنيف يجمع بين ضخامة الجسم و هشاشة القلب مثل ما كان عليه الأمر في فيلم « كينغ كونغ « و في أفلام أخرى يدور موضوعها هول الجميلة و الوحش. يمكن القول إن المخلوق» هولك « بشكله و تصرفاته ربما سيثير الفضول في المشاهد أكثر من حوار القصة و تفاصيلها المملة أحيانا، أي أنه سيبقى ينتظر اللقطات التي يظهر فيها «هوك» ليستمتع بلذة الإبهار، ولكن المشاهد لا تتاح له فرصة التمعن طويلا في هذا المخلوق ،لأن اللقطات القليلة التي يظهر فيها مقربة و مكبرة و خاطفة و مظلمة في أغلبها وهي بذلك لن تشفي غليله، لقطات مشحونة بالمطاردة و الضجيج و العنف و الطلقات النارية و الانفجارات، تتناوب فيها بانتظام لحظات التوتر و لحظات الهدوء المؤقت التي لا تخلو من رومانسية في بعض الأحيان.