«كوكو» هو عنوان الفيلم الجديد الذي يعرض حاليا في بعض القاعات ببلادنا، و هو أول فيلم يقوم الكوميدي جاد المالح بإخراجه إضافة إلى قيامه ببطولته و المشاركة في كتابته، فيلم يحكي خلال 95 دقيقة قصة و محنة مهاجر يتيم الأب يدعى «كوكو» كان ينتمي إلى أسرة يهودية بسيطة تعيش بفرنسا مكونة من أمه و أخته و زوجته و ولده المراهق وإبنته الصغيرة المدللة، و شاءت الأقدار أن يتحول في سن الأربعين إلى ثري مشهور بفضل اختراع مكنه أيضا من الحصول على وسام الشرف الفرنسي. وجد «كوكو» نفسه إذن في وضعية جديدة لم يعرف كيف يتأقلم معها بحكمة و رزانة، فأصبح يهمل أسرته و صار برعونة و غرور و بتصرفات بهلوانية طائشة يراكم الأخطاء التي خلقت له عدة مشاكل مع زوجته و ابنه المراهق «سامويل»، و هو أمر دفع به مع مرور الأيام إلى التفكير في مبادرة تمكنه من إسعاد زوجته و ابنه و حل مشاكله الأسرية المتأزمة، فاهتدى في نهاية الفيلم إلى تنظيم حفل كبير و خارق للعادة لفائدة ابنه «سامويل» بحضور عدد كبير من المدعوين المرموقين، وهي نهاية سيكتشف فيها «كوكو» على نغمات أغنية عربية أن السعادة لا تكمن في الثراء وحده. يحكي هذا الفيلم قصة اجتماعية بسيطة و مستهلكة و عادية بمضمونها و نوعها، وهو عبارة عن سلسلة من المواقف التي أريد منها أن تكون هزلية ساخرة بالكلام و الحركات و اللعب بالملامح ، و لكنها مواقف بسيطة و ساذجة و سخيفة إلى حد التفاهة أحيانا، تم تركيبها و ترتيبها بالتتابع بكيفية مفككة ناتجة عن ضعف ملموس في السيناريو. البعض من هذه المواقف مأخوذ من السكيتشات السابقة للكوميدي جاد المالح الذي أراد أن يكون في هذا الفيلم هو البطل الوحيد و الأوحد، هو الكل في الكل، و كل الشخصيات المحيطة به باهتة و خاضعة لمزاجه و أوامره. حظي هذا الفيلم قبيل توزيعه في فرنسا بحملة دعائية واسعة في مختلف وسائل الإعلام الأمر الذي شوق الجمهور داخل فرنسا و خارجها لمشاهدته من أجل التسلية و الهزل و الترويح عن النفس خصوصا و أن مخرجه و بطله فنان كوميدي اشتهر بالموهبة و الذكاء في نسج و أداء أعماله الساخرة الهزلية، غير أن فيلمه الأول هذا بسيط جدا شكلا و مضمونا و مخيب للآمال و دون المستوى المتوقع، هو فيلم يعكس فشل المخرج جاد المالح الذي اختار أن يكون في نفس الوقت وراء الكاميرا كمخرج و أمامها كممثل. لقد سبق له أن نجح على الخشبة و أمام الكاميرا في عروض و أفلام مشهورة، و لكنه فشل هذه المرة كمخرج في أول عمل سينمائي، و هي فرصة ضائعة سيكون قد استخلص منها الدروس و العبر