لعشاق الكوميدي المشهور « إيدي ميرفي» يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا فيلمه الجديد «DANS SES REVES» الذي يقوم ببطولته و يشخص فيه خلال 107 دقيقة دور «إيفان» المشتغل كمدير مالي في إحدى الشركات، و هو أيضا أب لإبنته الصغيرة «أوليفيا» (الممثلة يارا شاهدي) التي تكلف بحضانتها بعدما طلق زوجته، و التي تحكي قصته منذ أن كان ملكا قبل أن يغادر مملكته و يتيه في عالم يريد كل واحد فيه أن يكون ملكا. سيجد» إيدي ميرفي» نفسه في هذا الفيلم مفتونا بشؤون العمل و بمشاغل إبنته المدللة، كما سيجد نفسه في صراع حاد مع أحد منافسيه من أجل الفوز بمنصب مهم في إحدى الشركات المشهورة، و هو صراع يعتمد على مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، أي أنه صراع يتطلب الكفاءة في إيجاد استراتيجيات مالية جديدة و يتطلب القدرة و الدهاء في التنبؤ بمستقبل ومصير بعض الشركات. السيد «إيفان» (إيدي ميرفي) لا يتوفر طبعا على الكفاءة الضرورية للفوز بهذا المنصب المهم، و لكنه و كما هي عادته سيحاول بمختلف الوسائل أن يصل إلى هدفه بالرغم من قوة خصمه الذي ينافسه بعناد كبير على هذا المنصب، إذ سيكون من حظه هذه المرة أن إبنته الصغيرة «أوليفيا» ترى ما لا يراه أبوها بواسطة» بطانية» صغيرة «ضوضو» تمكنها من الانتقال إلى عالم خيالي آخر و الاتصال ببعض صديقاتها الأميرات ( كوبيدا، موبيدا ، سوبيدا و كوالي) اللواتي يزودنها بمعلومات متنوعة ومستقبلية. الطريف في هذه القصة أن (إيدي ميرفي) لم يكن في بداية الأمر يعطي اهتماما لما تفعله إبنته ببطانيتها السحرية الصغيرة، بل كان ينهرها و يطالبها بالكف عن إزعاجه بخرافاتها، و لكنه سيكتشف فيما بعد أن هذه البطانية السحرية هي التي ستمكنه من الفوز بالمنصب المنشود ، وهي التي ستفقد منافسه صوابه و رزانته، و هكذا ستتحول هذه البطانية إلى «شخصية» رئيسية و مثيرة في هذه القصة، و سيصبح «إيدي ميرفي» هو الذي يبحث عنها و يطلب من ابنته أن تعلمه كيفية استعمالها ، بينما ستصبح إبنته في نهاية الأمر هي التي تسيره وتطالبه بالكف عن إزعاجها. يجمع هذا الفيلم الروائي بين ما هو واقعي و ميتافيزيقي، بين الطرافة و التسلية و بعض الإثارة، نصفه الثاني أكثر حركة و إثارة من نصفه الأول الذي يطغى فيه الكلام على الأحداث، و يشكل فيه الممثل « إيدي ميرفي» كعادته المحور الرئيسي الذي تدور حوله كل الأحداث، و لا يلاحظ تغيير في طريقة أدائه، بل هو نفسه كما كان في أفلامه السابقة، بنفس المظهر و الرشاقة و الحركات و التحركات و الملامح و الحلاقة و الضحكات العريضة التي تظهر كل أسنانه، هو نفسه بذكائه المغلف بالسذاجة المفتعلة و حيله التي تجلب له الإهانة و بعض المتاعب و المحن قبل الوصول إلى النهاية السعيدة. الفيلم يهدف أساسا إلى التسلية، قصته طريفة و محبوكة و بسيطة بمضمونها و بنوعية أحداثها، و سطحية بكيفية تناولها، و هو فيلم يهتم بالموضوع و القصة و البطل أكثر من اهتمامه بالعمق و بالجانب الفني السينمائي، و هو لا يراهن على جوائز المهرجانات و لا على إرضاء النقاد السينمائيين، لأن ما يهم أصحابه هو استقطاب المشاهدين و الترفيه عنهم لا أقل و لا أكثر.