لعشاق أفلام الخيال العلمي و الكوارث الكونية المستقبلية يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا فيلم أمريكي يحمل عنوان «2012» من إنجاز المخرج و السيناريست و الموضب و المنتج الألماني رولاند إميريش الذي شارك أيضا في كتابته و تنفيذ إنتاجه، و الذي سبق له أن أخرج أفلاما مشهورة من نفس النوع من بينها فيلم «10000» و فيلم «اليوم الموالي». تشارك في هذا الفيلم الجديد مجموعة من الممثلين و الممثلات ، من أبرزهم جون كوساك في دور الكاتب «كورتيس» و شيويتيل إجيوفور في دور الباحث الجيولوجي «أدريان» الذي تأكد علميا انطلاقا من سنة 2009 بأن نهاية العالم ستكون في سنة 2012 جراء كارثة جهنمية تنفجر فيها الأرض و الجبال و تفيض فيها البحار على طريقة «تسونامي». ستنطلق هذه الكارثة من كاليفورنيا قبل أن تنتقل إلى مناطق أخرى مخلفة عددا كبيرا من الضحايا، و هو أمر دفع بالبعض الآخر من المحظوظين و كبار المسؤولين إلى البحث عن سبيل للنجاة من هذه الكارثة و الوصول إلى مكان آمن قبل فوات الأوان باستثناء الرئيس الأمريكي الذي رفض مغادرة بلده ليشارك مواطنيه كارثة مدمرة لم تنفع صلوات مختلف الديانات في تجنبها. الفيلم فرجوي و قوي ، لا يخلو من دلالات و معاني ساخرة و انتقادية اجتماعية و سياسية، و هو فيلم مسل و مثير و حافل بالمؤثرات السمعية البصرية الرقمية الموظفة في خلق المناظر الكارثية القاهرة و المهيبة و المبهرة. تتوالى أحداثه خلال ساعتين و أربعين دقيقة بإيقاع سريع ، تتناوب فيها لحظات الهلع و العويل و الردم و الدمار و الانفجارات و الانهيارات، و لحظات الهدوء المؤقت الذي يسبق العاصفة كما كان عليه الأمر في أفلام سابقة من نفس النوع، و هو بذلك لا يختلف عنها في كيفية تناول الموضوع و سرده . يلاحظ أيضا أنه بالرغم من هول الكوارث المبهرة فإنها لا تحرك العواطف، أي أن المشاهد لا يعيشها بجوارحه بل ما يثيره فيها هو معرفة درجة إتقانها فقط، لكونه يعرف مسبقا أنها كوارث اصطناعية و من نسج الخيال، و لكونها غير قوية من الناحية الدرامية و مطبوعة بالتساهل و المبالغة في جعل أبطال الفيلم ينجون كل مرة من الهلاك بأعجوبة عجيبة و في آخر لحظة طبعا، عكس ما كان عليه الأمر في بعض أفلام الكوارث السابقة و القوية التي كان يخرج فيها المشاهد من القاعة السينمائية مفزوعا و متأثرا كأنه كان يعيش كارثة حقيقية فعلا. اختار أصحاب هذا الفيلم سنة 2012 كموعد محدد لنهاية العالم، و إذا لم يحدث ذلك و بقي الكون على حاله فإن نهاية صلاحية هذا الفيلم الخيالي هي التي ستكون في نفس هذه السنة.