لعشاق الأفلام الطريفة المسلية التي تليق بالأطفال و الكبار يعرض حاليا ببلادنا فيلم أمريكي جديد يحمل عنوان « ماكسي بابا « (110 دقيقة)من إخراج السيناريست و المنتج آندي فيكمان و بطولة النجم الرياضي الأمريكي دواين جونسون المشهور بلقب « روك « و الذي كان مدافعا لامعا في كرة القدم الأمريكية قبل أن يصبح بطلا عالميا ثلاث مرات في رياضة « الكاتش « وقد سبق له أن شارك في بعض السلسلات التلفزيونية و في بعض الأفلام السينمائية من بينها « عودة المومياء «. يشخص « روك « في الفيلم الجديد دور « جو كينغمان» اللاعب القوي و المشهور في كرة القدم الأمريكية الذي كان يستعد صحبة أفراد فريقه «بوسطون « للمبارة النهائية للفوز بلقب البطولة قبل أن يفاجأ بطفلة صغيرة تدعى « بيتن « يبلغ عمرها ثمان سنوات، لم يكن يعرفها من قبل، و جاءت لتخبره بالدلائل و الحجج الدامغة أنها ابنته و أن أمها أرسلتها إليه قصد المكوث معه مدة شهر ريثما تعود من السودان. سيضطر «جو» إذن للتأقلم مع الوضعية الجديدة من خلال التوفيق بين استعداداته الرياضية و ابنته العنيدة و مستشارته الصحافية السلطوية « سطيلا» ( الممثلة كيرا صيدغويك) ، و ستتمكن ابنته ( الممثلة الرائعة ماديسون بوتيس ) بذكائها و شطارتها و دلالها و جرأتها و قوة شخصيتها من فرض نفسها و الدخول شيئا فشيئا إلى قلب أبيها و أن تحوله من بطل ضخم مفتول العضلات إلى صديق رهيف القلب و الأحاسيس يتصرف معها كالطفل و ينفذ لها كل الطلبات لأنه أخذ وعدا على نفسه إلى الأبد بعدم القول لا في وجه أي طلب من طلباتها، و سيجد نفسه مع مرور الأيام غير قادر على فراقها هو و كلبه ، بل إن فراقها كاد أن يفقده لقب البطولة لولا التحاقها به قبل نهاية المباراة بأربع ثوان، وكان التحاقها به بمثابة حافز معنوي قوي قلب نتيجة المباراة بأعجوبة خلال أربع ثوان فقط، و كان أيضا وسيلة لإنهاء الفيلم في سعادة عارمة و احتفال صاخب، نهاية سيكتشف فيها «جو» أن السعادة لا تتحقق حتما بالمال و الشهرة و العشيقات. الفيلم طريف و مسل بحواره و أحداثه و مؤثراته، فيلم حديث و فرجوي بألوانه و أجوائه و شخصياته و فضاءاته ، يجمع بين الرياضة و الموسيقى و الرقص، فيلم يكرم ملك الروك المشهور إلفيس بريسلي من خلال قيطارته و صوره الكبيرة الموجودة في بيت «جو « و من خلال سماع بعض أغانيه أيضا. ينطلق الفيلم و يختتم في الجينيريك بأنغام راقصة منشطة للروح والبدن، فيه هزل حتى في لحظات الجد و الحزن ، نصفه الثاني أكثر طرافة و إثارة من نصفه الأول، فيه مبالغة متعمدة و تساهل مقبول في إطار التسلية و الترفيه، قصته هزيلة و بسيطة من ناحية المضمون وعادية من ناحية النوع، و لكنها ممططة بالحوار و بالتوسع عمدا في أحداث جزئية و هامشية تتوالى بإيقاع سريع لا تجعل المشاهد يشعر بالتمطيط أو الملل خصوصا إذا كان من عشاق هذا النوع من الأفلام. عمر بلخمار