مازالت تعرض ببعض القاعات السينمائية ببلادنا الحلقة السادسة من السلسلة السينمائية الأمريكية البريطانية المشهورة «هاري بوتر» المأخوذة عن الرواية التي تحمل نفس العنوان و التي بيع منها عدد كبير من النسخ في مختلف أنحاء العالم و بمختلف اللغات، و هي حلقة تستغرق مدتها 152 دقيقة و تحمل عنوان «هاري بوتر و الأمير ذو الدم الممزوج» قام بإخراجها دافيد ياتيس الذي أخرج أيضا الحلقة الخامسة (2007) ، و تجدر الإشارة إلى أن الحلقتين الأولى (2001) و الثانية (2002) كانتا من إخراج كريس كولومبوس، و الحلقة الثالثة (2004) من إخراج ألفونسو كواردون، و كانت الحلقة الرابعة (2005) من إخراج مايك نيويل. الممثل دانييل رادكلايف هو الذي قام ببطولة كل هذه الحلقات من خلال تشخيصه لدور «هاري بوتر» الذي ستتواصل في الحلقة الجديدة محنته مع بعض زملائه و أساتذته في مدرسة السحر و سيحاول هذه المرة بمساعدة أستاذه الوقور «دوميلدور» (مايكل غامبون) أن يتخطى بسلام مختلف أنواع المحن و الأخطار و أن يتغلب على الأشرار «فولديمور» و «دارغو» و «روغ» بالرغم من قوة مكرهم و مكائدهم و قدراتهم السحرية الخارقة للعادة. الفيلم الجديد خيالي و خرافي و فنتاستيكي هو أيضا، فيلم فرجوي سينمائيا و مبهر بتقنيته و بتنوع مؤثراته الخاصة السمعية و البصرية المتقنة، قد يروق للبعض و يجعله يعيش الأحداث بكل جوارحه، و قد لا يحرك ساكنا في مشاهدين آخرين و يجعلهم يشعرون ببعض الملل و يجعلهم لا يتفاعلون مع أحداثه بل يتفرجون عليها فقط. يجمع هذا الفيلم بين الطرافة و العنف و المأساة، يجمع بين الحب و الغيرة و الحسد و الحقد، يجمع بين أخيار هادئين عقلاء و أشرار متهورين خبثاء، هو كسابقيه عبارة عن مغامرة خيالية مسلية في شكل صراع حاد و متواصل في فضاءات و أجواء متنوعة، صراع ينتصر فيه الخير على الشر أحيانا و ينهزم فيه أحيانا أخرى، و مقارنة مع الحلقات السابقة يلاحظ أن هذا الفيلم هو أكثر كلام و بطء و عنف و ظلمة و سوداوية، و أقل إثارة و تشويق و أقل مفاجآت و قوة درامية، و كل هذا له ارتباط وطيد بنوعية السيناريو طبعا. تنتهي هذه الحلقة السادسة بنهاية مأساوية مفتوحة تجعل عشاق هذه السلسلة السينمائية يترقبون بفارغ الصبر الحلقتين القادمتين السابعة (2010) و الثامنة (2011) و هما من إخراج نفس المخرج دافيد ياتيس.