تقريره إلى مجلس الأمن كشف مناورات الانفصاليين وانتهاكاتهم بالمنطقة العازلة * العلم: الرباط
للمرة الثالثة على التوالي دعا الأمين العام للأمم المتحدة قيادة جبهة البوليساريو الى استقبال ممثله الخاص رسميا وعقد اجتماعات مع مسؤولي البعثة في مقر الجبهة بمخيم الرابوني بتندوف الجزائرية واضعا بذلك حدا لمطالب قيادة الرابوني ومناوراتها المتكررة لاستقبال الوفود الرسمية للامم المتحدة بالمنطقة العازلة.
وأعرب الأمين العام أنطونيو غيتريس في الصيغة الرسمية لتقريره السنوي المرفوع الى مجلس الامن حول الوضع في الصحراء والمنشور بالموقع الرسمي للهيئة الاممية عن الأسف لكون طلباته المتكررة في هذا الشأن، لم تلب بعد من قبل البوليساريو معتبرا أن “هذا الوضع العام يحول دون التواصل الجيد ويحول دون اضطلاع المينورسو بولايتها” ملفتا النظر الى أن جبهة البوليساريو ترفض جميع الاجتماعات مع قيادة البعثة، سواء من العنصر المدني أو العسكري، في الرابوني، التي عُقدت فيها جميع الاجتماعات السابقة وفقاً للممارسة المتبعة منذ وقت طويل. وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، اتسع نطاق هذا الرفض ليشمل جميع الأفراد العسكريين التابعين للبعثة في العيون. وفي منطقة تندوف.
وفي المقابل أشاد الأمين العام في تقريره، بما وصفه بالتعاون الكامل للمغرب مع بعثة المينورسو، مؤكدا أنه بفضل تعاون القوات المسلحة الملكية، استطاعت البعثة الأممية حل جميع القضايا العالقة منذ تقريرها الصادر في أبريل 2019، وكذا التوصل إلى حلول نهائية ومقبولة من طرف المغرب والمينورسو على حد سواء.
وسجل غيتريس في التقرير الذي سيشكل الارضية التي سيناقشها أعضاء مجلس الامن الدولي تمهيدا لاصدار قرار جديد قبل نهاية الشهر الجاري, سجل أن بعثة المينورسو اضطلعت بمهمتها خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مضيفا أنه تم وضع آلية ثنائية للتنسيق من قبل البعثة من أجل تعزيز النهج الاستباقي في معالجة القضايا العالقة والخروقات المحتملة.
وكدليل على تعاون المغرب مع الأممالمتحدة، أشار السيد غوتيريس إلى أن مشاركة القوات المسلحة الملكية في هذه الآلية في ابريل مكنت فعليا من تحقيق نجاح كبير وحث الأطراف الأخرى على التعاون بشكل كامل مع البعثة الاممية لوضع حد لانتهاكاتهم الواسعة النطاق للاتفاقات العسكرية ولقرارات مجلس الأمن، والتي عددها تقرير الامين العام بشكل مستفيض.
واعتُبر التقرير السالف الذكر أن استخدام القوات العسكرية لجبهة البوليساريو أربعة مبان جديدة في تيفاريتي ونقل مفرزة أمنية في تيفاريتي و انشاء الجبهة الانفصالية لعدة مراكز مراقبة في أغوانيت وبير لحلو و تيفاريتي بمثابة انتهاكات لاتفاق اطلاق النار مسجلا أن جبهة البوليساريو حتى الآن لم تقم بالاستجابة للطلبات التي قدمتها البعثة لإيجاد حل لأي من هذه الانتهاكات.
وعبر التقرير أيضا عن القلق إزاء الاتجاهات الأخيرة في الكركرات. مبرزا أن الحركة التجارية المتزايدة عبر المنطقة العازلة والأنشطة المدنية المتنامية لإعاقتها أدت إلى خلق توترات في تلك المنطقة الحساسة. ودعا غيتريس إلى عدم عرقلة حركة المرور المدني والتجاري العادي حاثا بقوة كلا الجانبين على الامتناععن القيام بأي أعمال متعمدة في الكركرات، أو في أي مكان آخر في المنطقة العازلة.
وكانت الجزائر التي أضحت تضيق صدرا بالكلفة المالية المتصاعدة لمخيمات تندوف على خزينة الدولة الجزائرية قد دعت قبل أيام قليلة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، لزيارة تندوف والإطلاع بشكل مباشر على وضعية مخيمات العار والهوان.
خطوة الجارة الشرقية تندرج في نظر المتتبعبن ضمن المساعي اليائسة لفك عزلة الجبهة الانفصالية الدبلوماسية ولاستدرار عطف المانحين الدوليين لإعادة ضخ الاعانات الى المخيمات بعد افتضاح تحويل جزء كبير منها الى غير أهدافها من طرف قيادات انفصالية بتواطىء مكشوف مع جنرالات نافذين بأسلاك الجيش الجزائري.