* العلم: رشيد زمهوط حالة من التخبط و التيهان تعيشها قيادة الانفصاليين بعض التطورات الأخيرة والمتسارعة التي شهدها ملف الصحراء وفي أعقاب تسريب مسودة التقرير المحال من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيتريس والذي سيشكل أرضية أساسية لمداولات أعضاء مجلس الأمن حول مستجدات الوضع الميداني وحمولة القرار المرتقب الذي سيمدد على الأرجح ولاية بعثة المينورسو لسنة إضافية، كما سيتضمن رسائل سياسية الى طرفي النزاع تبلور رؤية ومقاربة غيتريس لمسلسل التسوية السياسية والتي تختلف في الجوهر والوسائل عن منهجية سابقه بان كي مون. المعلومات المتسربة من مبنى الأممالمتحدة تتحدث عن غضب غيتريس على سلسلة السلوكات المتهورة الصادرة عن جبهة البوليساريو التي اختارت خيار التصعيد كبديل وحيد متاح للضربات الدبلوماسية العميقة و المؤلمة للمملكة، بدءا من قرار الانسحاب الاحادي التكتيكي من منطقة الكركرات العازلة وانتهاء بسماح المملكة بعودة مجموعة من أفراد بعثة المينورسو الى ممارسة مهامهم. غضبة الامين العام الأممي الذي يحاول جاهدا بعث مسلسل المفاوضات على قيادة البوليساريو مرده في نظر المتتبعين رفض الجبهة الانفصالية سحب ميليشياتها المسلحة من منطقة الكركرات بناء على طلب غيتريس عبر الوساطات الدبلوماسية أو مباشرة من زعيم الانفصاليين خلال استقباله بمقر الاممالمتحدة قبل أسابيع . وكانت قيادة بعثة المينورسو قد نبهت خلال الأسابيع الأخيرة زعيم الرابوني باستعجالية تنفيذ قرار الانسحاب الكامل للميليشيات الانفصالية المسلحة من مواقع تمركزها بالمعبر الحدودي لكن هذه الاخيرة تعنتت و قدرت أن تمارس لعبة الابتزاز و التهديد للضغط على الأمين العام و مجلس الامن في محاولة يائسة لاستقطاب الأضواء الاعلامية ودغدغة عواطف المعسكر الاوربي بمجلس الامن بتوهيمات حقوقية. حماقات قيادة الرابوني بلغت في الأيام الأخيرة مستوى التهديد العلني باستهداف ومهاجمة دوريات عناصر القبعات الزرق المتواجدين في المناطق العازلة بالكركرات وجنوب الجدار الدفاعي المغربي وهو ما حدا المتحدث باسم الأمين العام الأممي الى التأكيد على مسؤولية كل الأطراف على ضمان التحرك الكامل و الحر لأفراد البعثة بمنطقة انتدابهم وإفراد غيتريس لفقرة كاملة بتقريره تتضمن مطالبة مباشرة للبوليساريو بالانسحاب الفوري والشامل من المناطق العازلة لتسهيل مأمورية البعثة التي كانت قد بعثت تقارير مسترسلة تستعرض خروقات البوليساريو المتكررة لاتفاق وقف النار. المتتبعون يرجعون خطوة القيادة الانفصالية الى محاولتها الاستفادة من وضع الجمود والانتظارية بالمنطقة لتحقيق اختراقات ترابية وفتح مراكز ومخيمات جديدة على الساحل الاطلسي لمنع أي تنسيق عسكري مغربي موريتاني مستقبلا وتقييد تحركات الجيش المغربي في حالة نشوب مواجهات مستقبلا. غيتريس تنبه لهذه الأطماع والمناورات الانفصالية، بينما تكفل حسب مصادر مطلعة مساعده المسؤول عن عمليات حفظ السلام الفرنسي دولاكروا بإقناع المملكة بالإعلان عن مبادراتها السلمية المسترسلة لكسب تفهم غيتريس وعطف أعضاء مجلس الأمن المترددين كالسويد.