تناقضات كبيرة رصدها تقرير الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة، أنطونيو غوتيريس، في الخطاب الذي تحاول جبهة البوليساريو ترويجه لتجيش المشاعر داخل مخيمات تندوف؛ فبعد تبنيها لخطاب إعادة الانتشار في منطقة الكركارات، ثبت رسميا من خلال التقرير الذي رفع إلى مجلس الأمن، أن قيادة إبراهيم غالي اعترفت بارتكابها خرقا قانونيا، واستدركته بالانسحاب من المناطق العازلة. وأوضح التقرير الذي أعده الأمين العام استنادا إلى جولة المبعوث الأممي هورست كولر أن البوليساريو انسحبت بشكل نهائي وتام من منطقة الكركارات، وتتشبث في مراسلاتها إلى المبعوث الأممي بوصف الأراضي العازلة، بخصوص المناطق التي تدعي تحريرها، وتشدد على ضرورة عدم تغيير الواقع الذي يسري عليها. وقال الأمين العام، في تقريره، إن كولر التقى بإبراهيم غالي في 26 يونيو الماضي داخل مخيمات الرابوني، ووعده شفويا بعدم تحريك عسكر الجبهة صوب الكركارات، كما أقر له بالتزام البوليساريو بالقرار 2414، الذي يمنع على الجميع التحرك داخل المناطق العازلة. وأردف التقرير أن الأممالمتحدة ترفض بشكل قاطع تحركات جبهة البوليساريو على مستوى مواقع بير لحلو وتيفاريتي، وشددت على أن فكرة البناء والتشييد داخلها غير مقبولة، وهو ما أذعنت له قيادة غالي في حديثها مع المبعوث الأممي. ولم تقم البوليساريو إلى حدود اللحظة، رغم تصريحاتها المتكررة بإعمار مناطق بير لحلو وتفاريتي، ببناء أي مؤسسة عسكرية أو مدنية، حيث تظل المناطق تحت مراقبة بعثة المينورسو، التي سبق واشتكت من محاولات جبهة البوليساريو خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتجاوز الحدود الجزائرية لتصل إلى مناطق عازلة لبناء منشآت إدارية. وفي هذا الصدد، قال نوفل البوعمري، خبير في قضية الصحراء، إن "الحقيقة الثابتة اليوم هي أن هناك التزاما رسميا للبوليساريو على لسان ابراهيم غالي بعدم القيام بأية أعمال قد تكيف على أنها عدائية ضد المغرب، فالتقرير يؤكد أن غالي قدم التزاما صريحا وواضحا حول عدم اتجاه الجبهة إلى القيام بأي نشاط كيفما كان نوعه في المنطقة العازلة، سواء على المستوى الشرقي في تيفاريتي وبئر لحلو، أو جنوبا على مستوى الكركارات". وأضاف البوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التقرير كشف وعيا بالتهديدات الخطيرة التي قد تشكلها تحركات الجبهة في المنطقة، فضلا عن بروز وعي أممي بكون المغرب لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي انتهاك لأراضيه، كما فضح الخطاب المزدوج للجبهة؛ فهي على مستوى المخيمات تتحدث عن إعمار المناطق العازلة، لكنها على المستوى الرسمي تخضع للقانون الدولي".