سياسة تهويد فلسطين المغتصبة.. تمضي على قدم وساق في ظل عجز دولي يكشف عن عدم قدرة الأممالمتحدة على ردع إسرائيل، وإلزامها باحترام المواثيق والقوانين الدولية. تهويد فلسطين وتحويل الدولة العبرية إلى دولة يهودية صرفة بناءً على مخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو.. يستند الآن إلى فتاوى صهيونية يصدرها حاخامات يستغلون الديانة اليهودية لتمرير كل المشاريع الرامية في نهاية الأمر إلى طرد فلسطيني 48 من ديارهم بشتى الطرق. فالحاخام الأكبر في إسرائيل، شلومو عمار، أصدر فتوى لا تلزم الحكومة الإسرائيلية وحدها بتطبيقها، بل يريد أن يفرضها على الإدارة الأميركية أيضاً. قال في رسالة موجهة إلى مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، ان الولاياتالمتحدة تخالف تعاليم التوراة بمطالبتها إسرائيل بتجميد الاستيطان. وادعى ان التوراة ، طبقاً لتحريفه وأكاذيبه ، تطلب من اليهود العيش في إسرائيل، وأن أميركا تمارس ضغوطاً لمنعهم من ان يعيشوا ويبنوا منازلهم في أجزاء كبيرة من أرض إسرائيل. ودعا الحاخام الصهيوني اليهود الأميركيين إلى استخدام نفوذهم ليتمكن اليهود من الإقامة في كل مكان من إسرائيل. هذه أحدث فتاوى حاخامات إسرائيل التي تؤكد العلاقة الوثيقة بين الصهيونية والعنصرية.. والتي دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إصدار قرارها عام ,1975. والذي ألغي لتسهيل مؤتمر مدريد عام 1991، تحت ضغط أميركي إسرائيلي. وكان القرار الأول لم يأت من فراغ عندما اعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. السياسة الصهيونية العنصرية لإسرائيل.. تمارس على أرض الواقع وفي وضح النهار. فإلى جانب تصديق الحكومة الإسرائيلية على تهويد أسماء القرى والمدن العربية المحتلة، والتي تضم 2500 اسم ومفرق طرق ومواقع.. انتهكت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حرمة أحد المقابر الإسلامية في القدس، حيث بدأت في تحويل مساحة 1800 متر مربع من مقبرة باب الرحمة، الملاصقة للجدار الشرقي الجنوبي للمسجد الأقصى، إلى حديقة قومية يهودية عامة. ان سياسة تهويد فلسطين.. تؤكد عنصرية الكيان الإسرائيلي. فمخطط نتانياهو والذين على شاكلته من قادة الدولة العبرية، يتناقض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يحظر التمييز العنصري الذي بدأت إسرائيل في تطبيق أحد أشكاله على أرض الواقع. لابد من تحرك عربي ودولي فعال للتصدي لسياسة التهويد. فالصمت على مخطط طرد العرب الفلسطينيين من أراضيهم ، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، واستبدالهم بمستوطنين من اليهود.. وصمة عار في جبين المجتمع الدولي لن يغفلها التاريخ.